"عزلة وتراجع ثقة".. كيف يؤثر الانسحاب من الاتفاق النووي على أمريكا؟
كتب – محمد الصباغ:
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء، الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران والذي وقعه سلفه باراك أوباما في عام 2015.
وصرح ترامب بأنه لا يمكن منع إيران من امتلاك قوة نووية بشروط الاتفاق النووي الحالي، وذكّر بأنه حاول تعديل الاتفاق وإلا ستنسحب الولايات المتحدة الأمريكية منه، وذلك منذ يناير الماضي.
وتابع ترامب "الإدارة السابقة مع دول أخرى أبرمت اتفاقا كان يفترض أن يحمي أمريكا وحلفائها من جنون السعي للسلاح النووي".
وكانت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أشارت اليوم إلى أن قرار ترامب سوف يقوض العلاقات الأمريكية مع الحلفاء الأوروبيين، الذين أكدوا في وقت سابق التزامهم بالاتفاق. ويشير ذلك إلى احتمال تفاقم أزمة دبلوماسية واقتصادية بين أوروبا والولايات المتحدة بسبب العقوبات على إيران.
كما أن القرار الأمريكي وبحسب الصحيفة سوف يتسبب ذلك في تزايد التوترات مع الصين وروسيا، والذين هم جزء من الاتفاق النووي.
ويأتي الانسحاب كجزء من الوعود الانتخابية التي تعهد بها ترامب، وعلى الرغم من الضغوط الأوروبية ومحاولاتهم تعديل الاتفاق من أجل إقناع ترامب بالبقاء.
ومن جانبه صرح النائب الجمهوري بالكونجرس الأمريكي، جيف فليك، بأنه لا يؤمن بأن الانسحاب الأمريكي خطوة حكيمة، وذلك في حديث لشبكة "سي إن إن" الأمريكية.
وأضاف "حلفائنا يحتاجون إلى الشعور بأنه يمكن الاعتماد علينا، وأعتقد أننا فقدنا ذلك حاليًا". وأشار فليك إلى أن الكثير من الخبراء قد لفتوا إلى معنى هذا الانسحاب بالنسبة لأي اتفاقات قادمة يمكن أن تجريها الولايات المتحدة. وقال "سيقولون إننا فقط نلتزم بالاتفاقات لعدة سنوات".
ومن المنتظر أن يلتقي دونالد ترامب بزعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون منتصف يونيو المقبل، من أجل مناقشة اتفاق سلام بين في شبه الجزيرة الكورية. وربما يؤثر القرار الأمريكي على مسار المفاوضات المقرر إقامتها في سنغافورة.
كما وصفت مراسلة صحيفة نيويورك تايمز السابقة في طهران، نازيلا فتحي، الانسحاب الأمريكي بأنه "خطوة خطيرة جدا جدا جدا".
واعتبرت في تصريحات لموقع "Vox" الأمريكي ان موقف إيران من الانسحاب الأمريكي هو "سؤال المليون دولار" والذي يعتمد على ردود فعل الدول الأوروبية والصين وروسيا.
أما شبكة بلومبرج، فقالت إن خطوة الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي سوف يدفع بالشرق الأوسط إلى مرحلة جديدة من الغموض.
وأشارت أيضًا إلى أن أسعار النفط كانت ارتفعت خلال الأسابيع الأخيرة تزامنًا مع قرار الرئيس الأمريكي.
وصرح الرئيس الإيراني حسن روحاني بأن بلاده التزمت بكل التعهدات والاتفاقات الدولية، مضيفًا في تصريحات تلفزيونية عقب القرار الأمريكي "بهذا الانسحاب أمريكا تقر بأنها دولة لا تحترم الاتفاقات الدولية".
وبذلك لم يعلن روحاني الانسحاب من الاتفاق النووي ردًا على الخطوة الأمريكية، مشيرًا إلى تكليف وزارة الخارجية بالتنسيق مع القوى الموقعة على الاتفاق.
وأعلن الرئيس الأمريكي استئناف العقوبات على إيران وفرض عقوبات جديدة أقصى متهمًا إيران باستمرارها في السعي نحو صنع السلاح النووي ومخالفة الاتفاق النووي.
وذكرت بلومبرج أن العقوبات الأمريكية الجديدة سوف تهدد قدرة إيران على جذب استثمارات أجنبية ما يهدد الاقتصاد في طهران.
وبحسب وكالة أنباء أسوشيتد برس فإن الانسحاب الأمريكي من الاتفاق يعد "ضربة" لحلفاء واشنطن الأقرب وبينهم بريطانيا وفرنسا وألمانيا الذين وقعوا مع الولايات المتحدة على الاتفاق قبل 3 سنوات.
وكان الحرس الثوري الإيراني أصدر بيانًا اليوم أعلن فيه أنه لا يخشى العقوبات أو الهجمات الأمريكية. وصرح نائب القائد العام للحرس الثوري، العميد حسين سلامي أن إيران لا تخشى العقوبات أو الهجمات العسكرية الأمريكية، مضيفًا "أعداؤنا مثل أمريكا والنظام الصهيوني وحلفائهم في المنطقة عليهم أن يدركوا أن إيران استعدت لأسوأ السيناريوهات والتهديدات".
فيديو قد يعجبك: