المصباح السحري.. ترامب يحقق أحلام نتنياهو

كتبت- هدى الشيمي:

قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، كان لحظة حاسمة في مسيرة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، والذي خاض معارك ضارية مع الإدارة الأمريكية السابق لكي يمنعهم من توقيع الاتفاق.

وحسب هآرتس، فإن ترامب حقق لنتنياهو كل ما يحلم به، إذ أعلن أمس الانسحاب من الاتفاق النووي وإعادة فرض العقوبات الاقتصادية على طهران مرة أخرى، ما قد يتسبب في إضعافها، والتصدي لنفوذها المتنامي في منطقة الشرق الأوسط، وسيتم بعد عدة أيام نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وسط تحضيرات كُبرى تشهدها المدينة المُحتلة.

وتقول الصحيفة، في تحليل منشور على موقعها الإلكتروني، إن نتنياهو لم لم يعد أمامه أي عقبات سوى إغلاق المدعي العام قضايا الفساد واستغلال النفوذ والسلطة المُتهم فيها، عندما سيوجه ضربة قاضية إلى معارضيه، والمناديين بإطاحته والعثور على بديل له.

وطالما تعامل نتنياهو مع إيران على أنها أكبر خطر يواجه إسرائيل، وحذر في مقالة بصحيفة يديعوت أحرنوت، نُشرت منذ حوالي 25 عامًا، من امتلاك إيران أسلحة نووية، ورجّح أن طهران ستكون قادرة على إنتاج أول قنبلة نووية بحلول عام 1999، وأكد على ضرورة التأكد من ألا تملك الأدوات اللازمة لتحقيق تطلعاتها، واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة للحيلولة دون ذلك.

وفي الخطاب الذي ألقاه أمس من البيت الأبيض، قال ترامب إن الولايات المتحدة لديها أدلة مؤكدة تُثبت أن النظام الإيراني ينتهك الاتفاق النووي، في إشارة إلى أرشيف الوثائق الذي عرضه نتنياهو، قبل قرابة أسبوع، والذي يزعم أن إيران تخدع العالم، وتواصل العمل على برنامجها النووي، رغم توقيعها على الاتفاق، الذي يلزمها بإيقاف جميع أنشطتها النووية.

وتقول هآرتس إن الرئيس الأمريكي استخدم في خطابه الكلمات التي يُفضلها نتنياهو لوصف إيران، وأكد أن نظامها شرير ويدعم الإرهاب، وينتج أخطر الأسلحة والصواريخ.

وشكر نتنياهو ترامب وقيادته الشجاعة والتزامه بمواجهة ما وصفه بالنظام الإرهابي في طهران، في كلمة مُتلفزة ألقاها أمس الثلاثاء.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، وكانت علامات السرور واضحة على وجهه،: "يلتزم ترامب بضمان عدم حصول إيران أبدًا على أسلحة نووية، سواء اليوم، أو بعد عقد أو إلى الآبد".

وتقول الصحيفة الإسرائيلية إن ترامب أخبر نتنياهو بأنه إذا سمح بإبقاء الاتفاق النووي سيكون هناك سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط، مؤكدا أن الجميع سيسعى إلى امتلاك أسلحة نووية عندما تمتلك إيران أسلحتها.

وحسب هآرتس فإن إيران وحلفائها من الدول الأوروبية التي تُطالب بالحافظ على الاتفاق لا يعتبرون الخاسرين الوحيدين من الانسحاب الأمريكي من الاتفاقية، لأنه يؤثر أيضًا على المعارضة الإسرائيلية التي أرادت التخلص من رئيس الوزراء الإسرائيلي، والعثور على بديل جديد له.