الخارجية الأمريكية تكشف تفاصيل جديدة لتحضيرات اتفاقية "كامب ديفيد"
كتبت- هدى الشيمي:
أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية مجموعة من المراسلات والوثائق التي لها صلة بالعلاقات الخارجية الأمريكية خلال حكم الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر، خاصة المتعلقة بالنزاع العربي الإسرائيلي، والصادرة منذ أغسطس 1978 وحتى ديسمبر 1980.
وأوضحت الوزارة على موقعها الإلكتروني أن هذه المعلومات وردت في مجلد من المجلدين اللذان يوثقان الجهود الأمريكية للتوصل إلى تسوية تُنهي النزاع العربي الإسرائيلي.
وتتضمن الوثائق مواد دونها السفير الأمريكي لدى إسرائيل صامويل لويس، والذي شغل هذا المنصب منذ عام 1978 وحتى عام 1985، ومن بينها مواد كُتبت خلال قمة كامب ديفيد.
إعلان لقاء كامب ديفيد
أرسل زبيغنيو بريجنسكي، مستشار الأمن القومي الأمريكي في إدارة كارتر رسالة إلى السفير الأمريكي لدى إسرائيل صامويل لويس، في 8أغسطس 1978، بعنوان "إعلان مقابلة كامب ديفيد"، أبلغه فيها أن الرئيس الأمريكي سعيد بإعلان أن الرئيس أنور السادات ورئيس الوزاء الإسرائيلي مناحم بيجن قبلا الدعوة ووافقا على اللقاء في كامب ديفيد في 5 سبتمبر، سعيًا للتوصل إلى خطة عمل لإحلال السلام في الشرق الأوسط.
وقال "كل هؤلاء القادة اتفقوا على أنه لا توجد مهمة أكبر من البحث عن وسيلة من أجل إحلال السلام. وأخبر وزير الخارجية (سايروس) فانس الرئيس أن كل من السادات وبيجن يُرحبان بالاجتماع، والرئيس كارتر مسرور جدًا لذلك".
وأوضح بريجنسكي أن القادة الثلاثة سيرافقهم عدد من مستشاريهم، ولكن لم يتم تحديد موعد الاجتماع.
الطريق إلى المفاوضات
أرسلت وزارة الخارجية الأمريكية برقيات إلى السفارات في إسرائيل ومصر والأردن والسعودية وقنصليتها العامة في القدس، في 5يناير 1980، بعنوان "الطريق إلى المفاوضات."
قال وزير الخارجية الأمريكي، آنذاك، في البرقيات إنه يرغب في أن يوضح الطريقة التي من المفترض أن تسير عليها المفاوضات، مُشيرا إلى أنه يقلق من أن يتم اهدار الوقت على قضايا هامشية تقوض من العمل على الوصول إلى خطة سلام شاملة، وتساعد على حل المشكلة الحقيقية.
دعاء سعودي لمصر
أرسلت السفارة الأمريكية في المملكة العربية السعودية برقية إلى وزارة الخارجية الأمريكية، في 10 يناير 1980، بعنوان "مقابلة مع ولي العهد الأمير فهد"، قالت فيها إن السفير أيلتس، والمستشار الخاص صباغ التقيا بولي العهد السعودي في منزله في جدة، واستمر اللقاء قرابة الساعتين مساء يوم 9 يناير، وكان الأمير فهد لطيفًا وودودا ولكنه أعرب عن قلقه البالغ إزاء هجمات السادات المستمرة، مُشيرا إلى مقالة بعينها نُشرت في مجلة أكتوبر.
وأوضح ولي العهد السعودي أنه كان من الصعب للغاية السيطرة على رؤساء التحرير والكتّاب السعوديين من الرد على السادات، ولكنه أصدر تعليمات بعدم الخوض في هذه المسألة، وعدم نشر أي معلومات تُهاجم السادات في الصحافة ووسائل الإعلام السعودية. وأعرب عن رغبته في نجاح السادات، وأنه أول الداعيين له والمتمنين أن يتمكن من حل مشكلة الفلسطينيين والقدس.
وحسب الرسالة، فإن الأمير فهد ناقش مع الدبلوماسيين الأمريكيين الوضع الاستراتيجي العام في المنطقة، بما في ذلك أزمة الرهائة وغزو أفغانستان.
مساعدات عسكرية أمريكية لمصر
أرسل مستشار الأمن القومي الأمريكي مذكرة دبلوماسية إلى وزيري الخارجية والدفاع، في 12 يناير 1980، أخبرهما فيه أن الرئيس كارتر وافق على بيع طائرات إف-16، ودبابات إم-60 لمصر، ومن المقرر أن تجرى مناقشة هذا القرار مع حسني مبارك، نائب رئيس مصر، آنذاك.
النائب مبارك في أمريكا
لخصت المذكرة الدبلوماسية المؤرخة بـ17 يناير 1980، ما حدث في الاجتماع الذي جمع بين نائب الرئيس المصري حسني مبارك، والرئيس جيمي كارتر وسايروس فانس وزير الخارجية وجاري سيك،
أكد كارتر على ضرورة بذلك المزيد من الجهود لإحراز تقدم كبير بين يناير وحتى مايو، مؤكدا أن نهاية يناير ستمثل تغييرا كبيرًا في الأحداث، ولا يجب أن يكون هذا التغيير مزعج، مُشددا على ضرورة مقارنة جميع الخطط التي أعدتها كافة الأطراف ببعض لتحديد طريقة عمل تمُهد لتحقيق عملية السلام، خاصة المتعلقة بالقدس والضفة الغربية وغزة وحقوق الفلسطنيين.
وشدد كارتر على ضرورة أن تكون العلاقات المصرية الأمريكية أقوى من أي وقت سبق، مؤكدا على امتنان الولايات المتحدة بعلاقة الصداقة التي تجمعها بمصر.
وأعرب عن كارتر عن تقديره عن لمحاولات مبارك لاقناع كوريا الشمالية والجنوبية لتسوية خلافاتهما.
من السادات إلى كارتر
أرسلت السفارة الأمريكية في القاهرة رسالة إلى وزارة الخارجية والبيت الأبيض، في 26 يناير 1980، موجهة من الرئيس السادات إلى نظيره الأمريكي كارتر، أخبره فيها إن مبارك قدم إليه تقريرًا مُفصلا به كافة المعلومات الخاصة بزيارته الأخيرة للولايات المتحدة، موضحا أن القاهرة وواشنطن يحملان نفس وجهات النظر والتحليلات المتعلقة بالوضع الدولي والمخاطر التي قد يواجهها الجميع نتيجة للهجوم السوفيتي الجديد.
مقابلة الملك حسين
أرسلت السفارة الأمريكية في مصر رسالة إلى الخارجية الأمريكية، في 28 يناير 1980، موجهة من الدبلوماسي الأمريكي سول لينوفيتز مبعوث الرئيس كارتر إلى الشرق الأوسط إلى الرئيس كارتر، بعنوان مقابلة مع الملك حسين، أشار فيها إلى أن العاهل الأردني أعرب عن تفهمه للجهود الأمريكية المبذولة من أجل تحقيق السلام.
من كارتر إلى السادات
أرسلت مساعد الرئيس مذكرة دبلوماسية إلى مستشار الأمن القومي لكي ينقلها إلى كارتر، في 7 فبراير 1980، بخصوص تسليم المعدات والأسلحة إلى مصر. وتهدف إلى تسريع عملية تسليم الأسلحة والمعدات لمصر بناءً على مجموعة من الشروط، أولها أن تبدأ عملية التسليم في عام 1980، وأن تشمل المعدات الطائرات المتقدمة والدبابات الضرورية لتعزيز موقف السادات، وزيادة قوة الجيش المصري، وإذا لم تحصل مصر على أكثر من 40 دبابة من طراز إم- 60 سيُغلق خط الانتاج إلى الأبد ولن يتم استبداله. وعلى مدار السنوات الخمس القادة من المتوقع أن تنهار الدبابات السوفيتية الموجودة في مصر وستحتاج إلى استبدالها.
وعن العلاقات العسكرية بين البلدين، أوضحت الرسالة أن الجيش، بالتحديد، يعتبر أهم قوة سياسية في مصر، وحلت الولايات المتحدة مكان الاتحاد السوفيتي كمصدر رئيسي للمعدات، ولن تساعد أمريكا السادات فقط، ولكنها تسعى على المدى الطويل أن تصبح قادرة على الاعتماد على مصر، فيما يتعلق بالمفاوضات مع إسرائيل، وهذا أمر حيوي وهام بالنسبة لكارتر.
تهديد سعودي لمصر
هدد الأمير فهد بالانتقام من مصر، بعد تجدد الهجمات الإعلامية على الحكومة السعودية، وقال في البرقية التي أرسلها من السفارة الأمريكية في السعودية إلى وزارة الخارجية، في 16 فبراير 1980، إن مصر تواصل هجومها الإعلامي على المملكة، خاصة العائلة المالكة، ما تسبب في نفاذ صبر الرياض.
وحذر ولي العهد من أنه لم يعد من الممكن تجاهل الهجمات، وإذا استمر الأمر كذلك سوف يتحخذ بعض الإجراءات قد تزيد من الخلافات بين الحكومة المصرية والسعودية، وقد يكون لها تأثير سيء جدًا على العلاقات بين البلدين.
كارتر يشكر السادات
أرسل الرئيس كارتر رسالة إلى السادات، شكره فيها على ارساله لنائبه مبارك. وفيما يتعلق بالمساعدات العسكرية، أخبره بأن الإدارة الأمريكية عملت عن كثب مع مسؤولين بارزين في حكومته من أجل ارضاء حاجات مصر.
وتابع: "نحن نُدرك مدى حاجتكم الملحة للمساعدات العسكرية، وفي الوقت نفسه، هناك حدود لما يمكننا القيام به فيما يتعلق بالتوقيت والتنفيذ مع الوفاء بالتزامتنا العالمية الأخرى، واحتياجات قواتنا المسلحة، واطلب تفهمك لهذا".
فيديو قد يعجبك: