كيف يخطط زعيم كوريا الشمالية للاستفادة من قمته مع ترامب؟
كتبت - إيمان محمود
"لا شيء حقيقي إلا الموت والضرائب".. تلك المقولة التي كتبها أحد الآباء المؤسسين للولايات المتحدة؛ الكاتب بنيامين فرانكلين، عام 1789، قد تكون المقولة الأكثر ملاءمة لقمة أمريكا وكوريا الشمالية، التي تُعقد غدًا الثلاثاء، في سنغافورة، كما يرى الكاتب البريطاني سيمون تيسدال.
وقال الكاتب في صحيفة "الجارديان" البريطانية، إنه من غير المؤكد أن ينتج عن لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، اتفاقية حول إلغاء الأسلحة النووية لكوريا الشمالية كما يأمل الأمريكان، لكن الأمر المؤكد أن ترامب سيحظى على التأكيد بأنه يستحق جائزة نوبل للسلام في هذه اللحظة التاريخية.
وأضاف الكاتب أن "عرض ترامب" على جزيرة سنتوسا التي ستشهد عقد القمة، سيكون مركز الاهتمام حتى لو لم يحظ على ما يريد فيما يخص الأسلحة النووية.
واستطرد "غرور ترامب ليس العامل الوحيد في هذه اللعبة، فمشاركته القمة على المسرح العالمي مع زعيم كوريا الشمالية المتعجرف المعزول، يضع ترامب في رهانًا كبيرًا على شخص غريب".
ويرى الكاتب البريطاني أن الخلاف الأمريكي مع شركاء مجموعة السبع حول التجارة، والأزمة مع إيران، بالإضافة إلى الخلافات التي حدثت خلال قمة تغير المناخ وانتهت بانسحاب الولايات المتحدة من القمة، فإن البيت الأبيض أصبح يراهن على اختراق السياسة الخارجية لإسكات منتقديه، وبات في حاجة ماسة إلى النجاح لمجابهة سمعة الولايات المتحدة.
الزعيم الكوري الشمالي تحدى العالم بعد توليه السلطة في عام 2011، مثل والده وجده من قبله، مما عجل في تطوير الأسلحة النووية بعيدة المدى، وفي العام الماضي؛ أثبت أن أحدث صواريخه يمكنها من الناحية النظرية، ضرب المدن الأمريكية.
ثم جاء التغيير المفاجئ؛ بعد أن تزامنت الخلافات مع الاقتراحات الودية من مون جاي- إن، المحامي المعني بحقوق الإنسان الذي تم انتخابه رئيسًا لكوريا الجنوبية في عام 2017 بموجب تعهد بتحسين العلاقات، إذ كان مون يمثل نسمة الهواء النقي بعد سلفته بارك التي أقيلت على خلفية قضية فساد، ما يُعد حظًا جيدًا حالف ترامب وقت تصعيد تهديداته لكوريا الشمالية، بحسب الكاتب.
وأكد الكاتب في تحليله، أن دورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي جرت في شهر فبراير الماضي، في كوريا الجنوبية، كانت تمثل نقطة تحول في العلاقات بين الكوريتين، بعد أن دعا مون كيم لإرسال شقيقته الصغرى للمشاركة في الأوليمبيات.
وبالفعل زارت شقيقة زعيم كوريا الشمالية يو جونج، لتصبح أول فرد من السلالة الحاكمة في كوريا الشمالية يزور الجنوب، ويقول محللون إن شقيقها يدربها لتصبح من أبرز قادة البلاد. وهي أيضًا شخصية رفيعة المستوى في حزب العمال الحاكم في كوريا الشمالية.
وبحسب الكاتب، فإن كيم الذي كان وقت الالعاب شابًا يحاول إثبات نفسه، بعد أن أكمل بناء أسلحته، كان ينتظر مجرد فرصة للتخلص من إرث عائلته من الخوف والعزلة وإثبات نفسه على الصعيد الدولي على قدم المساواة.
ومنذ ذلك الحين، التقى زعيم كوريا الشمالية مون جاي مرتين، تحققت خلالهما نتائج إيجابية، كما استضاف مايك بومبيو، وزير خارجية الولايات المتحدة، ودمر طوعًا مواقع اختبار الأسلحة وأطلق سراح المواطنين الأمريكيين المسجونين.
ولذلك يعتبر الكاتب أن القمة تُمثل إنجازًا وانتصارًا لكيم وليس ترامب.
يعتقد ترامب أن الأمر كله يتعلق به، لكن بالنسبة لكيم، فإن القمة تدور حول ما يمكن لكوريا الشمالية الحصول عليه مقابل موافقة مبدئية على نزع الأسلحة النووية، وربما من أجل التخلص التدريجي المشروط من مخزونها النووي، بحسب رأي الكاتب.
واعتبر الكاتب أن الثمن الذي يريده كيم مقدمًا هو إنهاء العقوبات، والاستثمارات الجديدة، والمساعدات الإنسانية - وربما معاهدة سلام رسمية، في مقابل منحه انتصارًا لترامب، فهو يريد ضمانات بأن الولايات المتحدة لن تهاجم كوريا الشمالية، وسيسانده تغيير نظام الحكم وتجاهل انتهاكات حقوق الإنسان، كزعيم غير منتخب مدى الحياة لكوريا الشمالية.
فيديو قد يعجبك: