إعلان

"تاريخية وليست حاسمة".. توقعات القمة التاريخية بين ترامب وكيم

03:33 م الإثنين 11 يونيو 2018

كيم جونج أون ودونالد ترامب

كتبت- رنا أسامة:

ألقت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، الضوء على ما يُمكن أن تؤول إليه القمة التاريخية المُرتقبة، بين الرئيس دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، في الوقت الذي تُمثّل تحوّلًا دبلوماسيًا مُرحّبًا به، بعد التهديدات والإهانات المُتبادلة بين الجانبين العام الماضي، والتي رفعت من تكهّنات اندلاع حرب.

قبل ساعات من أول قمة تجمع بين رئيس أمريكي حالي وزعيم كوري شمالي، تقول "الأسوشيد برس" إن ترامب وكيم باتا مُستعدين للمُصافحة يدًا بيد، والجلوس معًا وجهًا لوجه على طاولة مُحادثات تهدف في المقام الأول، بحسب المُعلن، للتوصل لاتفاق حول نزع الأسلحة النووية في بيونجيانج مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية.

يُصِر بعض المُراقبين على أن القمة، المُزمع إجراؤها غدًا الثلاثاء في سنغافورة، ستُمثّل بداية لنزع السلاح النووي الكامل من كوريا الشمالية. فيما يرى فريق آخر أنها لا تعدو كونها مجرد "جلسة تعارف" بين اثنين من أكثر الزعماء شهرة في العالم.

وبحسب الوكالة الأمريكية، يعتقد آخرون أن القمة ستؤول إلى نزع فعلي للسلاح النووي، والتوصل إلى معاهدة سلام تُنهي الحرب الكورية وتكبح جِماح بيونجيانج كعضو مساهم في المجتمع الدولي - ولكن ليس في الوقت الحالي.

لكن أيًا ما كانت النتائج، تقول الأسوشيتد برس إن القمة ستكون "واحدة من أكثر القمم غير المُعتادة في التاريخ الحديث"، لاسيّما وأنها تجمع بين رئيس الولايات المتحدة المُتقلّب غريب الأطوار، وزعيم كوريا الشمالية المُستبد الاشتراكي بالوراثة.

وفيما يلي تستعرض "الأسوشيتد برس" النتائج المُتوقعة للقمة التاريخية الأولى بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية:

ما مظاهر نجاح القمة؟

يقول الخبير الآسيوي في مركز جون إل. ثورنتون الصيني، ريان هاس، إن نجاح قمة سنغافورة يُمكن أن يُرى حال اتخذ كيم قرارًا جريئًا بـ"تبادل أسلحته النووية مع أمريكا مقابل الحصول على الدعم الاقتصادي والضمانات الأمنية".

إلى جانب تقديم الزعيمان لـ"بيانات واضحة ومُحددة لا لبس فيها"، تحسم مسألة تفكيك أسلحة بيونجيانج، وجرد وإزالة كل الوقود النووي، والانفتاح على المفتشين النوويين في الأمم المتحدة، وفق هاس.

وفي هذا الشأن، تذكر الوكالة أن ترامب واجه ضغوطًا مُكثّفة للتوصّل إلى اتفاق مماثل لهذا.

قالت مجموعة من المُشرّعين الديمقراطيين المعارضين في الولايات المتحدة، في بيان، إنه في حال أراد ترامب، الجمهوري، الحصول على موافقة لتمرير اتفاق يسمح بتخفيف العقوبات على كوريا الشمالية، فإنه بحاجة إلى "تفكيك نهائي وإزالة لكل سلاح نووي وكيماوي وبيولوجي لكوريا الشمالية، ووقف إنتاج كل وقودها النووي العسكري".

فضلًا عن "العمل على إنهاء اختبارات الصواريخ والعمليات النووية لبيونجيانج، وإقناعها بالامتثال لعمليات التفتيش الصارمة للمفتّشين النوويين، بما في ذلك نظام التحقّق من برامج الصواريخ النووية والباليستية لكوريا الشمالية"، وفق البيان.

فيما ترى "الأسوشيتد برس" أن تلبية تلك الشروط بعد اجتماع واحد يبدو غير واقعي. لقد جرت المفاوضات النووية في الماضي بشق الأنفس واعتُبِرت "خروقات" في ذلك الوقت، وباءت جميعها بالفشل بسبب حساسية كوريا الشمالية المُفرطة إزاء السماح للأطراف الخارجية بتحرّي مصداقيتها في تفكيك مُنشآتها النووية بالفعل، والتي يُعتقد أن الكثير منها "مُخبّأ".

وفي حين يُمكن أن تكون قمة كيم وترامب تاريخية، يقول هاس إنه "من غير المُرجّح أن تكون حاسمة. وهذا لن يكون بسبب خطأ من ترامب أو كيم، لكنه انعكاس لتلك التحديات الاستراتيجية المُستعصية التي دامت عقودًا من الزمن، والتي نادرًا ما تُحل في لقاء واحد"، وفق قوله.

هل علينا خفض توقعاتنا؟

رُبما. في الواقع، هذا ما كان يُجريه ترامب بعض الشئ في الآونة الأخيرة.

في البداية، روّج البيت الأبيض للقمة باعتبارها وسيلة تهدف لتجريد بيونجيانج تمامًا من أسلحتها النووية. أما الآن فإنها تطرح القمة على أنها "فرصة لبدء حوار"، تُتيح لترامب اتخاذ تدابيره تجاه خِصمه النووي المُسلّح.

تتوقع فريال سعيد، مسؤول سابق بوزارة الخارجية الأمريكية، أن القمة ستكون "لقاء تعارف يتضمن نقاشات حول إنهاء الحرب الكورية". ورجحت أن يميل ترامب للاستعانة بمشورة مُحاميه الخاص في المناقشات، حرصًا على عدم الخروج عن النص.

وبالنظر إلى أنه يتعيّن على الصين والولايات المتحدة والكوريتين التوقيع على أي معاهدة مُلزمة قانونًا، فمن غير المُرجّح أن يتوصل كيم وترامب لأكثر من مجرد التعبير عن نيتهما لإنهاء الحرب.

كان ترامب قال، بعد اجتماعه مؤخرًا مع مبعوث كوري شمالي في البيت الأبيض، إن القمة ستكون على الأرجح جزءاً من "عملية".

ووفقًا لسعيد، فإن القمة تمثّل "حدثًا استثنائيًا، مع الأخذ في الاعتبار أن كوريا الشمالية تشكل تهديدًا أمنيًا مباشرًا للولايات المتحدة".

هذه التوقعات المنخفضة تعكس، بحسب الوكالة الأمريكية، التشاؤم الشديد الذي يسود بين بين الكثيرين، حيال إقناع كوريا الشمالية بالتخلي عن برنامجها النووي الذي عكفت على بنائه- بعناد- على مدى عقود. وجرى ذلك في أغلبه بسرية، مُتحدية العقوبات المُكثّفة والإدانة الدولية واسعة النطاق.

يقول أندريه لانكوف، خبير كوري شمالي، "لا توجد فرصة لجعل بيونجيانج تُسلّم أسلحتها النووية".

وتابع "إنهم يرون نزع السلاح النووي انتحارًا جماعيًا، (وربما يكونون على حق). ومع ذلك ، هناك الآن فرص جيدة لدفع برنامج كوريا الشمالية النووي والصاروخي، ولسنوات عديدة ربما، وكبح جِماحه لبعض الوقت".

ماذا إذا فشلت القمة؟

في حال باءت القمة بالفشل، فيُحتمل أن يرجع ذلك إلى أن "تقديم ترامب خيارًا قاسيًا وسريعًا لكيم: إما التخلي عن الأسلحة النووية والعيش في سلام وازدهار، أو التمسك بها والتهديد بإفقار شعبك وسلامة نظامك"، يقول هاس.

بيد أن فشل القمة لا يعني بالضرورة، وفق هاس، العودة لعداء العام الماضي بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة.

أما سكوت سنايدر، الخبير الكوري في مجلس العلاقات الخارجية، فيرى أنه إذا فشضلت القمة، سُتتاح الفرصة لتعزيز اعتماد بيونجيانج على سيول وبكين كصمامات أمان ضد احتمال تجددّد المواجهات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية".

وأضاف "فشل القمة سيُمثّل- في حد ذاته- حاجزًا جديدًا ضد أي تصعيد عسكري مُحتمل في كوريا، والذي لم يتحقّق حتى نهاية 2017".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان