إعلان

نسف ترامب لقمة مجموعة السبع مؤشر للمخاطر التي تواجه القمة مع زعيم كوريا الشمالية

06:20 م الإثنين 11 يونيو 2018

(أ ف ب):

يزيد الخلاف الحاد الذي أثاره ترامب مع حلفائه المقربين خلال قمة مجموعة السبع من التحديات السياسية التي تحيط بقمته الثلاثاء مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون، مسلطا الضوء على مخاطر دبلوماسيته التي تقوم على خدمة مصالحه دون سواها.

ويقول الكثير من المحللين إن ترامب يكون اكثر ارتياحا مع خصوم تقليديين، ما يبين التناقض بين طريقة معاملته لامثال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو وفرشه السجاد الاحمر للجنرال كيم جونغ شول، الذراع اليمنى لزعيم كوريا الشمالية.

ويلخص السفير الأمريكي السابق إلى روسيا مايكل مكفاول الامر بتساؤله "اذا كان ترامب عاجزا عن التفاوض على اتفاق حول الحليب مع احد اكثر حلفائنا المقربين، كيف سيمكنه التوصل إلى اتفاق حول نزاع السلاح النووي مع احد اكبر خصومنا؟".

وكان ترامب وعد لدى توجهه إلى قمة مجموعة السبع في كندا بانه سينتزع اتفاقا تجاريا هو الوحيد القادر على التوصل اليه، باعتباره أعظم عاقد صفقات في العالم على حد قوله.

وإذ أكد ترامب ان الامر سيكون "سهلا"، أظهر الواقع عكس ذلك.

وعلى الرغم من بذل الدبلوماسيين جهودا قصوى وتدخل قادة شخصيا بشكل غير اعتيادي، بالكاد تمكن مشروع البيان المشترك من تغطية الانقسام بين الولايات المتحدة وبقية دول المجموعة.

وعلى غرار ترامب وترودو سعى القادة عند مغادرتهم القمة إلى التركيز امام جماهيرهم على المعارك القاسية التي خاضوها دفاعا عن المصلحة العامة.

ولدى متابعته المؤتمر الصحافي لترودو على متن الطائرة الرئاسية متوجها إلى سنغافورة، استاء ترامب من تصريحات لرئيس الوزراء الكندي موجهة إلى ناخبيه الكنديين وقرر سحب تأييده للبيان المشترك.

وكان ترامب قبل ساعات تباهى امام الاعلاميين بتحقيقه انتصارا في القمة واعلن نجاحها وأعطى علامة 10 على 10 للعلاقات بين الولايات المتحدة وحلفائها.

وفي مواجهة خيار ما بين تشويه صورته كصانع صفقات او التخلي عن حليف له، لم يتردد ترامب في حسم قراره.

وقال احد مساعديه طالبا عدم كشف هويته "كان غاضبا من المؤتمر الصحفي الذي عقده ترودو".

لذا سارع مساعدوه إلى شن هجوم على رئيس الوزراء الكندي فاتهموه بطعن الرئيس الاميركي في الظهر وبتحمل مسؤولية انهيار القمة.

وقال المستشار التجاري الأمريكي بيتر نافارو لشبكة "فوكس نيوز" الاخبارية الأمريكية "هناك مكان في الجحيم مخصص لأي زعيم أجنبي ينخرط في دبلوماسية بنوايا سيئة مع الرئيس دونالد ترامب ومن ثم يحاول طعنه في الظهر وهو في طريقه إلى الخروج".

مجرد تسجيل مواقف

ووصل الرئيس الأمريكي إلى سنغافورة استعدادا لقمة غير مسبوقة مع الزعيم الكوري الشمالي عززت الآمال بتحقيق السلام في شبه الجزيرة الكورية.

وقال رئيس مركز ابحاث "مجلس العلاقات الخارجية" ريتشارد هاس إن انهيار قمة مجموعة السبع زاد الضغوط على ترامب من اجل التوصل إلى اتفاق مع الزعيم الكوري الشمالي حول الملف النووي.

وقال هاس "لن يرغب ترامب في نسف قمتين متتاليتين لئلا يُستنتج انه هو المشكلة"، متوقعا ان يبدي ترامب مرونة اكبر في قمته مع كيم.

وتابع هاس أن "الامر مجرد تسجيل مواقف وتوجيه رسائل ولا يتعلق بالسياسة".

ورفض البيت الابيض مقولة ان ترامب ينظر إلى الوراء وإلى قمة مجموعة السبع بدلا من التطلع إلى السلام.

وقال مسؤول رفيع المستوى في البيت الابيض "أشك في ان يكون هناك اي تأثير (لمجموعة السبع). انهما مسألتان غير مترابطتين"، مضيفا أن "القضايا الاكثر طغيانا مع كوريا الشمالية تعزز الحاجة لتحقيق نتائج ايجابية".

ولا شك ان الملف الكوري الشمالي هو الاكثر تعقيدا مقارنة مع ملف النزاع التجاري، نظرا إلى انه يطاول نزع السلاح النووي وتوازن القوى في شرق آسيا ومعاهدات الدفاع المشترك بين الولايات المتحدة وحلفائها.

لكن خمسا من اصل ست تغريدات اطلقها ترامب منذ وصوله إلى سنغافورة كانت حول النزاع التجاري، بينما التغريدة السادسة كانت "من الرائع التواجد في سنغافورة، الاثارة تملأ الاجواء" في اشارة إلى القمة المرتقبة.

ويرجح إرجاء التفاصيل الاكثر صعوبة في المحادثات مع كوريا الشمالية إلى جولات لاحقة تعقد على مستوى ادنى.

لكن ترامب جعل نفسه مرة جديدة محور المفاوضات، رابطا بذلك حظوظه السياسية بنتائج القمة.

وقال استاذ التاريخ والعلاقات العامة في جامعة برينستون جوليان زيليزر " من الواضح ان ترامب حريص على ان يثبت للعالم انه قادر على انجاح الامر وتسجيل انجاز عجز اسلافه عن تحقيقه".

ويُظهر الخلاف الذي شهدته قمة مجموعة السبع كم يمكن للامور أن تسوء في حال فشله.

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان