روسيا قد تخسر في كأس العالم.. ولكن بوتين هو الفائز الأكبر
كتبت- هدى الشيمي:
بعد ظهر يوم الأربعاء، في نهاية مؤتمر كونجرس الفيفا، والذي اختارت فيه الجمعية العمومية للاتحاد الدولي لكرة القدم المكان الذي من المُقرر أن تُعقد فيه مونديال 2026، بعد أن وقع الاختيار على الملف الثلاثي الذي يضم الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، عرض رئيس الفيفا جياني إنفانتينو مقطع فيديو يظهر فيه صور لأطفال من كل الألوان والجنسيات يلعبون كرة القدم، ومشجعين مُبتهجين في المدرجات يحتفلون بالأخداف، وشعارات بلا معنى، وكانت هناك رسالة واحدة هي "فيفا جديد".
وتقول صحيفة هآرتس الإسرائيلية، في تقرير على موقعها الإلكتروني، إنه كان من الواضح أن المنظمة الفاسدة تحاول التشويش على فضائح الرشوة والفساد التي ألمت بها في السنوات الأخيرة.
وقبل كل شيء، كان هناك اسم واحد لم يذكره أحد، رغم أنه اسم شخص كان صديق وحليف مُقرب للجميع على مدار عقود، وهو سيب بلاتر، رئيس الفيفا حوالي 17 عامًا، والذي تم إخراجه من المنظمة أثناء التحقيق في الفساد، ولكن مع انطلاق كأس العالم، اليوم الخميس في موسكو، سيكون بلاتر حاضرًا كضيف شرف للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
قبل ثماني سنوات، عندما اتخذ الفيفا قراره، والذي جاء بعد حصوله على رشاوى بملايين الدولارات، من أجل الموافقة على إقامة كأس العالم 2018 في روسيا، و2022 في قطر، كان بلاتر هو المسؤول عن الإجراءات الخاصة بهذه المسئلة، ويرى كثيرون أنه كان المُحرك الأساسي لاتخاذ هذه القرارات.
كانت مسألة إقامة كأس العالم في روسيا بمثابة حياة أو موت بالنسبة لبوتين، فقام بأشياء لم يفعلها من قبل، سافر بنفسه إلى سويسرا، ورغم أنه لا يتحدث إلا باللغة الروسية في أي مناسبة أو حدث مُهم، ولكنه قرر أن يتحدث أمام أعضاء الفيفا باللغة الإنجليزية، خاصة وأنها اللغة التي يفهمها معظمهم.
علاوة على ذلك، فإنه بوتين لا يتخلى أبدًا عن حليف أو صديق له، ولهذا السبب روسيا هي الحكومة الوحيدة التي أعلنت أنها ستسضيف بلاتر، والذي أجرت معه قناة روسيا اليوم حورًا، قال فيه إنه لم يرتكب أي شيء خاطئ، وأن خطأه الوحيد كان ثقته في بعض الأشخاص.
إلا أن بلاتر كان صادقًا في إحدى النقاط على الأقل، فعندما سُئل عن ما يتردد عن مقاطعة بعض الدول لكأس العالم بسبب تصرفات وأفعال روسيا، أكد أن هذا غير وارد، وقال: "روسيا دولة قوية، والأمر لا يتعلق فقط بكرة القدم، خاصة وأن السياسة وكرة القدم في روسيا أمران لا يمكن فصلهما عن بعض، وإقامة مونديال كأس العالم هناك سيزيد من قوتها".
تقول هآرتس إن بوتين يُدرك أن مقاطعة بعض الدول لكأس العالم أمر وارد جدًا، في ظل الظروف السياسية الحالية، لاسيما وأن الدول الغربية لديهم أسباب كافية لكي يشعرون بالغضب الشديد من روسيا، من بينها الغزو الروسي لشبه جزيرة القرم، والتدخل العسكري في سوريا، وعمليات القرصنة التي يُزعم أن الكرملين قام بها في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 201.
وفي مارس، بعد واقعة تسميم العميل الروسي المزدوج سيرجي سكريبال وابنته يوليا في انجلترا، هدد وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون بمقاطعة كأس العالم، مُشيرا إلى أن بوتين مثل أي ديكتاتور آخر يستخدم الدورة لأغراض سياسية، وشبهه بهتلر الذي استخدم دورة الألعاب الأولمبية في ألمانيا عام 1936 لتحقيق أغراضه.
ذكرت هآرتس أن فريق انجلترا سيشارك في كأس العالم في روسيا، ولكن لن يكون هناك أي مُمثل رسمي للحكومة البريطانية أو العائلة المالكة، ولن يحضر الافتتاح سوى مجموعة من الزعماء الأجانب، ولا أحد منهم سيكون من الغرب.
ومع ذلك، لا يبدو أن بوتين مُنزعج، فحتى الآن ما تزال بلاده تُظهر قوتها وقدرتها على فعل أي شيء، باستضافتها لكأس العالم. وعندما سُئل الشهر الماضي في مؤتمر مالي عن توقعاته بمن سيفوز بالبطولة، قال في ثقة:" الإجابة واضحة.. الفائزون هم المنظمون".
فيديو قد يعجبك: