جاسوس إيران في تل أبيب.. مُهرّب ومزوّر وأصغر وزير بحكومة "رابين"
كتب - محمد الصباغ:
لم يكن اتهام الوزير الإسرائيلي السابق جونين سيجيف بالتجسس لصالح إيران، هو الاتهام الأول الذي يدور حوله، حيث أدين في السابق بمحاول تهريب أقراص مخدرة من هولندا وبتزوير جوازات سفر دبلوماسية.
وأعلنت السلطات الإسرائيلية، اليوم الاثنين، اعتقال وزير الطاقة الأسبق جونين سيجيف، بعد اتهامه بنقل معلومات تتعلق بمنظومة الطاقة في الدولة العبرية إلى المخابرات الإيرانية.
وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، أن سيجيف عاش في نيجيريا خلال السنوات الأخيرة وتم تجنيده من قبل المخابرات الإيرانية وزود طهران بمعلومات عن صناعة الطاقة وحول بعض المواقع الأمنية في إسرائيل.
وعمل سيجيف كطبيب ومزارع ويبلغ من العمر 62 عاماً، وحاول في عام 2004 تهريب 32 ألف من الأقراص المخدرة من مدينة أمستردام الهولندية إلى إسرائيل مدعياً أنهم شوكولاته من نوع "إم آند إمز".
ولم تكن محاولته مع المخدرات الأخيرة أيضًا، فقد حاول تهريب أقراصُا مخدرة مرة أخرى بعدما زور بعض التواريخ بجواز سفره الدبلوماسي من أجل تفادي التفتيش في مطار أمستردام.
فشل الأمر وألقي القبض على الوزير السابق وحُكم عليه بالسجن لمدة خمس سنوات. وبسبب الإدانات السابقة تم إلغاء رخصة ممارسته لمهنة الطب.
وذكرت صحيفة هآرتس العبرية أنه في عام 2004، اتهمته وزارة الدفاع الإسرائيلية بمحاولة التقرب مع الجيش في دولة سيريلانكا من أجل تزويدهم بأسلحة إسرائيلية بأسعار أقل.
وأعلنت السلطات الإسرائيلية أن سيجيف بدأ العمل مع إيران في عام 2012 عبر سفارتها في نيجيريا، وذلك بعدما قبع في السجن لاتهامه بمحاولة تهريب أقراص مخدرة من هولندا إلى إسرائيل في عام 2004.
والتقى سيجيف بعناصر من المخابرات الإيرانية في عدة دول حول العالم، وزودوه بجهاز اتصالات لجعل من الصعب ملاحظة أنشطته بسبب تشفير الرسائل.
وبحسب يديعوت أحرونوت؛ ففي عام 2002، أحبطت السلطات الإسرائيلية محاولة لحزب الله اللبناني لخطف مواطنين إسرائيليين بينهم الوزير سيجيف، ونقلهم إلى لبنان من أجل التفاوض حول صفقة لإفراج عن محتجزين لدى إسرائيل.
وعمل الوزير السابق في الكنيسيت الإسرائيلي خلال الفترة بين عامي 1992 و1995، وشغل منصب وزير الطاقة في حكومتي إسحاق رابين وسيمون بيريز بين عامي 1995 و1996.
انتخب لأول مرة في الكنيست الإسرائيلي في عام 1992 كعضو في حزب تسوميت اليميني ولعب دورًا معارضًا في اللجنة المالية بالكنيست.
انفصل عن الحزب اليميني في عام 1994 ليبدأ تشكيل حزبًا خاصًا يحمل اسم " Yiud" الذي عاش لفترة قصيرة في التسعينيات. وبعد عام واحد، انضم سيجيف إلى حكومة إسحاق رابين وكان أصغر وزير آنذاك.
اختير سيجيف كوزير للطاقة والبنية التحتية، وكان هذا المنصب مقابل تصويته لصالح اتفاق أوسلو مع السلطة الفلسطينية. عارض حزب تسوميت الاتفاقية، وكان صوت الحزب الجديد المنفصل منه مهم جدًا في لتمريرها.
أنهى سيجيف حياته السياسية في عام 1996، وبدأ حياة رجال الأعمال، وبدأت التورط في الجرائم طريقه إلى السياسي السابق. فمع نهاية عمله كوزير للطاقة، شغل منصب مستشار لشركة إسرائيلية حققت الشرطة في قضية تتهمه باستغلال نفوذه السابق كسياسي من أجل تربيح الشركة. وانتهت القضية دون توجيه اتهامات للوزير السابق.
وتواصل الجدل حول سيجيف برغم انتقاله إلى نيجيريا في عام 2007 وعمل كطبيب هناك. فبحسب السلطات الإسرائيلية كانت علاقته بالسفارة النيجيرية في إسرائيل نقطة التواصل مع المخابرات الإيرانية التي بدأ في التعاون معها قبل اعتقاله مؤخرًا واتهامه بالتعاون مع دولة معادية وهي إيران.
فيديو قد يعجبك: