لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

خبير ألماني: الأوروبيون يجدون صعوبة في فهم الإسرائيليين

06:37 م السبت 02 يونيو 2018

ميركل ونتنياهو

برلين (دويتشه فيله)
يزور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ألمانيا في أوقات سياسية متقلبة. خبير الشؤون الإسرائيلية بيتر لينتل يرى، في مقابلة مع DW، إلى جانب أشياء مشتركة الكثير من المواقف المتباينة بين البلدين.

السيد لينتل، بنيامين نتانياهو يزور ألمانيا في وقت مشحون سياسيا. والشرق الأوسط يتغير بصفة دراماتيكية ـ والمثير للمخاطر حاليا بالنسبة إلى إسرائيل هو زحف إيران. كيف هو موقف ألمانيا في هذه المسألة تجاه إسرائيل؟

الوجود الإيراني في سوريا يعكس بالنسبة إلى إسرائيل خطرا مباشرا. هنا تقف ألمانيا بكل وضوح إلى جانب إسرائيل وتعترف كليا بحق البلاد في الدفاع عن النفس أمام إيران التي تهدد إسرائيل انطلاقا من سوريا.

لكن الأمر يختلف بالنظر إلى الاتفاقية النووية؟
هنا يوجد بالفعل تباينات واضحة. فألمانيا تعتقد أن الاتفاقية النووية مع إيران كانت خطوة في الاتجاه الصحيح. في المقابل تقول إسرائيل بأن الاتفاقية تعطي لإيران إمكانية تطوير قنبلة نووية ـ وذلك بفضل الاتفاقية وتحت غطاء شرعية مزعومة.

وحتى الأحداث الأخيرة حول قطاع غزة ستكون موضوعا للمباحثات. هناك سقط عشرات الموتى؟
في ألمانيا نتساءل هل كان من الضروري استخدام قناصة. ولم يوجد في كل الأحوال على الحدود فقط متظاهرون، بل أيضا أشخاص أرادوا تجاوز السياج الحدودي. ويفيد الجيش الإسرائيلي أن استخدام أولئك القناصة منع حدوث محاولات اعتداء. لكن يصعب انطلاقا من الخارج تقييم هذه الأمور. وفي الحقيقة ليست الأحداث الأخيرة إلا استمرارا للمشكلة المبدئية التي تعود لعزلة الفلسطينيين وظروف عيشهم القاسية في قطاع غزة. لكن يجب أيضا اعتبار أن الفلسطينيين، كيفما كان يأسهم في هذا الوضع يساهمون في تأجيج النزاع. فإذا كانوا يطلقون طائرات ورقية مرسوم عليها الصليب المعكوف في اتجاه إسرائيل، فإن ذلك يساهم قليلا في نقل الانطباع لدى الإسرائيليين بأن الأمر يتعلق بمسيرة احتجاج سلمية.

انقسام يسود بين ألمانيا وإسرائيل في الجدل حول القدس كعاصمة إسرائيلية؟
ألمانيا ترفض أي نقل للسفارات إلى القدس على خلفية أن إسرائيل ضمت القدس الشرقية في 1980 وأعلنتها العاصمة الموحدة. وعلى إثر ذلك صدر قراران من الأمم المتحدة دعيا إلى سحبها. وعلى هذا النحو كان المراد هو إصدار إشارة إلى أن حل الدولتين أو أن حدود 1967 ماتزال قائمة بالنسبة إلى المجتمع الدولي. وعلى هذه الخلفية يجب النظر إلى الموقف الألماني. وكل نقل لسفارة إلى القدس يعني بالطبع ضمنيا الاعتراف بعملية الضم.

في إسرائيل مثلا في صحيفة "جيروساليم بوست" يُسمع في الأثناء أن أوروبا غير قادرة في وضعها الآمن تخيل التهديد الذي توجد فيه إسرائيل. كيف تنظرون إلى هذا التعليل؟
من ناحية هذا صحيح. أعتقد أن الكثير من الأوروبيين لهم بالفعل صعوبات في تقمص وضع الإسرائيليين. وهذا لا يطال فقط التطور المباشر مثل الهجمات بالصواريخ من غزة أو الحرب الدموية في البلد المجاور سوريا. وعوض ذلك يتعلق الأمر لاسيما بالتخيل أن تكون في نزاع يستمر منذ مائة سنة مع الفلسطينيين. كما أنه يستمر الجدل حول شرعية إسرائيل. وهذه المسألة ماتزال تظهر عبر وسائل الإعلام. وهذا الشعور بعدم الأمن الناجم عن ذلك والمتزامن مع الوضع الأمني لا يمكن لكثير من الأوروبيين تصوره.

لكن حجة الطرف الآخر يتم استخدامها أيضا من الإسرائيليين لإغلاق أفواه الأوروبيين. ثم يُقال يجب على الأوروبيين أن يتحفظوا بالانتقاد، لأنهم لا يعرفون عما يتحدثون. ومن زاوية أوروبية وألمانية يجب بالطبع وزن الأمور حسب ثقلها. فمن ناحية يحق لنا التعبير عن رأينا. ومن ناحية أخرى يجب محاولة فهم الموقف الإسرائيلي.

في ألمانيا وأوروبا يوجد على ما يبدو إلى جانب معاداة السامية اليمينية المعتادة معاداة سامية إسلامية. كيف يُناقش هذ الموضوع في إسرائيل؟
الإسرائيليون قلقون بالطبع. لكنهم يقلقون بسبب كل شكل من أشكال معاداة السامية. أكانت الآن إسلامية أو يمينية ويسارية. لكن معاداة السامية الإسلامية تأتي في ارتباط مع النزاع في الشرق الأوسط الذي أدى إلى أن تكون نظرة الدول الإسلامية أو العربية إلى إسرائيل سلبية.

والمثير للانتباه هو تطور آخر: فالكثير من الحكومات المحافظة مثلا في بولندا أو المجر مثل إدارة ترامب في الولايات المتحدة الأمريكية تنظر بشك إلى العالم العربي. فالحكومات المعنية تعلل رفضها للهجرة بأن المهاجرين لا يتقاسمون القيم الغربية. كما أنهم، كما تفيد التهمة، يأتون بنوع من معاداة السامية.

لكن، دراستان تؤكدان بأن التوجه المؤيد للصهيونية الذي تمثله بعض الحكومات المحافظة يطرأ عليه في آن واحد معاداة سامية تبقى متأصلة لدى كثير من الحكومات اليمينية في أوروبا الشرقية. وبصفة تناقضية يمتزج على هذا النحو موقف مؤيد للصهيونية بدوافع معادية للسامية.

بنيامين نتانياهو سياسي مثير للجدل. منتقدوه يتهمونه بأنه يبرز بقوة التهديد من الخارج ليتألق داخليا. كيف تنظرون إلى هذا الاتهام؟
من ناحية يكون هذا الاتهام في محله. وبالحجة أنه هو "سيد الأمن" في إسرائيل يمكن لنتانياهو فعلا إقناع ناخبين. وهذا ما رأيناه بوضوح في الحملة الانتخابية الأخيرة. فعندما كان يوشك على خسران الحملة الانتخابية، استخدم ورقة الأمن. وهذه الورقة تتضمن أن هناك حاجة إلى عدو تمثل جزئيا في الفلسطينيين الإسرائيليين ثم أيضا إيران. فنتانياهو يحتاج إلى لعب هذه الورقة.

من ناحية أخرى نتانياهو مقتنع بوجهة نظره. فانتقاده للاتفاقية النووية مع إيران ينم عن القناعة الحقيقية من أن الاتفاقية سيئة لإسرائيل. ـ حتى ولو أن الأوروبيين ينظرون باختلاف لهذه المسألة. زميل إسرائيلي لي يعبر بدقة عن التقييم المتباين للإسرائيليين والأوروبيين بشأن المخاطر المحدقة بإسرائيل عندما يقول ليس لأننا منفصمو الشخصية، هذا لا يعني بأنه لا يتم مطاردتنا. وبالتالي فإن نتانياهو يكسب بانتقائه اللغوي أصوات ناخبين. ومن ناحية أخرى فالقضية جد هامة بالنسبة إليه.

+ خبير الشؤون السياسية بيتر لينتل "بمؤسسة العلوم والسياسة" في برلين يدير مشروع " إسرائيل في محيط إقليمي وعالمي يسوده النزاع: تطورات داخلية والسياسة الأمنية والعلاقات الخارجية"

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان