"هآرتس": هل تندلع حرب جديدة بين إسرائيل وحماس؟
كتب - هشام عبد الخالق:
أظهرت ليلة تبادل إطلاق النار بين دولة الاحتلال (إسرائيل) وحركة حماس في قطاع غزة منذ أيام، تطورًا كبيرًا في الوضع الأمنيّ هناك.
وتعيش إسرائيل وحماس واقعًا جديدًا مختلفًا عن الوضع منذ 4 سنوات بعد انتهاء الحرب على القطاع والتي وقعت في الفترة ما بين 8 يوليو 2014 حتى 26 أغسطس 2014.
صحيفة هآرتس الإسرائيلية تقول في تحليل لها على موقعها الإلكتروني، الخميس، إن النتائج التي حلّت على إسرائيل جراء تلك الغارات الأخيرة، تتمثل - من وجهة نظرها - في المظاهرات العنيفة التي شهدتها فلسطين، والضحايا الذين سقطوا على الجانب الفلسطيني، الطائرات الورقية المشتعلة التي تضرم الحرائق في الحقول، وتطور الأمر بعد ذلك لتأتي الصواريخ وقذائف الهاون.
وهذه هي المرة الثانية في أقل من ثلاثة أسابيع التي تطلق فيها المنظمات الفلسطينية بقيادة حماس والجهاد الإسلامي، عددًا كبيرًا من الصواريخ وقذائف الهاون باتجاه النقب الإسرائيلية، ففي 29 مايو، كان هناك أكثر من 150 صاروخًا؛ وليلة الثلاثاء الماضي 45 صاروخًا، وقد تطورت الطريقة التي يتم إطلاق بها هذه الصواريخ، وتم الاستدلال على هذا من تقليل الوقت بين الصواريخ، وإذا استمر الأمر على هذا المنوال يصبح الطريق مفتوحًا أمام حرب أخرى قد تشنها إسرائيل على غزة مثل التي وقعت في 2014.
ورغم هذا التصعيد، إلا أن الحرب قد لا تزال بعيدة - بحسب الصحيفة - فالأمور تختلف عما كانت عليه في صيف 2014، فمنذ 4 سنوات كانت المخابرات الإسرائيلية تعتقد أن حماس ليس لديها النية في إشعال حرب، ولكن حادث خطف ومقتل ثلاث مراهقين في مستوطنة جوش عتصيون، أدى لإشعال فتيل الحرب على الساحتين الشعبية والسياسية، لتندلع الحرب بعد أسبوع من تلك الواقعة، ولكن هذه المرة الأمر مختلف، على الرغم من الغضب تجاه الحقول التي تحرقها الطائرات الورقية في الجانب الإسرائيلي، ولكن الضغط تجاه المسؤولين في إسرائيل لم يبلغ ذروته بعد.
وتزعم الصحيفة أن الجهود التي بذلتها حماس للترويج للمظاهرات بالقرب من السياج منذ نهاية مارس الماضي لم تحقق الكثير من الفوائد، إلا أنها أشارت إلى أن عمليات القتل التي يقوم بها الجانب الإسرائيلي باتجاه الفلسطينيين لاقت إدانة دولية، وشحذت إلى حد ما حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على الجانب الإسرائيلي، لكنها لم تؤد إلى تقديم أي تنازلات عملية من إسرائيل، واستطاعت حماس، عن طريق الطائرات الورقية، التحايل على مناورات الجيش الإسرائيلي لعزل الفلسطينيين داخل السياج الفاصل على حدود غزة.
بدأ جيش الاحتلال بعد ذلك، في محاولة لوقف إطلاق الطائرات الورقية الحارقة، بإطلاق طلقات تحذيرية بالقرب من أعضاء حماس الذين يعدونها، ولكن لم يجدِ ذلك نفعًا، بدأ الجيش في مهاجمة معاقل حماس ومستودعاتها، وتحاول حماس والجهاد الإسلامي الآن تغيير طريقة الرد على ذلك، كما أعلنوا يوم الأربعاء، وقالوا في بيان لهما: إنه من الآن فصاعدًا، كل ضربة جوية إسرائيلية ستقابل بالصواريخ وقذائف الهاون في النقب.
بعض الاعتبارات التي تضعها حماس في حسبانها مرتبطة بمخاوف فلسطينية داخلية، وخفف فتح معبر رفح من قبل الجانب المصري خلال شهر رمضان، قليلًا من الضغط، بعد أن سمح المصريون بمرور أكثر من 800 شاحنة من الإمدادات إلى قطاع غزة، ولكن قيادة حماس في غزة معنية بشكل كبير بحالة البنية التحتية الصعبة في غزة الآن، جنبًا إلى جنب مع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، بما في ذلك تخفيضات السلطة الفلسطينية لرواتب مسؤوليها في قطاع غزة، ومن المتوقع أيضًا تخفيض رواتب موظفي وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) بسبب عداء الولايات المتحدة للوكالة.
وتابعت الصحيفة، انتقد تقرير مراقب الدولة الذي كان مسؤولًا عن الحرب على قطاع غزة في 2014، الحكومة ومجلس الأمن القومي الإسرائيليين، لعدم صياغتهما استراتيجية إسرائيلية واضحة للعمل في قطاع غزة، ولعدم مناقشة البدائل السياسية عشية اشتعال الحرب، وعدم العمل على تحسين البنية التحتية المتهالكة في غزة والتي تدهورت أكثر منذ ذلك الحين، على الرغم من التحذيرات من منسق الأنشطة الحكومية في المناطق.
وقال مسؤول كبير في جيش الاحتلال الإسرائيلي، والذي شارك في محادثات بعد الحرب على غزة في 2014، إنه يستطيع التنبؤ، بكيفية سير المفاوضات غير المباشرة مع حماس في القاهرة بعد الجولة القادمة من القتال، وقال إنه مهما كانت القضايا التي سيتم مناقشتها حينئذ، فإنه يمكن مناقشتها الآن ويجب أن يتم ذلك.
فيديو قد يعجبك: