لن تكون منافسة نزيهة.. 4 سمات تغلب على الانتخابات التركية
كتبت- هدى الشيمي:
يتوجه الناخبون الأتراك إلى مراكز الاقتراع، الأحد المُقبل، للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وتُرجح استطلاعات الرأي أنها ستكون تاريخية بالنسبة لكل من تركيا وللرئيس التركي رجب طيب إردوغان.
وذكرت مجلة التايم الأمريكية، في تقرير منشور على موقعها الإلكتروني اليوم الجمعة، أن إردوغان فاز في الاستفتاء الذي أُجرى في أبريل 2017، بنسبة ضئيلة جدًا، ما ساعده على تغيير الدستور التركي، فأصبح هو المسؤول الوحيد عن زمام الأمور في بلاده، والآن يأمل في الفوز في الانتخابات المُبكرة التي من المقرر إجراؤها بعد الغد، حتى يحصل على الصلاحيات المنصوص عليها في الاستفتاء.
وتقول التايم إنه في حالة فوز إردوغان في الانتخابات، سيكون رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم، ورئيس الدول ورئيس الحكومة، والجيش والشرطة، أو بمعنى آخر سيصبح إردوغان أقوى قائد تركي في بلاده منذ مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس الجمهورية التركية الحديثة في عام 1923.
وترى التايم أن هناك سمات رئيسية على الانتخابات التركية المُقبلة، وتستعرضهم فيما يلي:
1- المنافسة لن تكون نزيهة
ستكون هذه الانتخابات أول منافسة غير نزيهة في تركيا، منذ أصبحت دولة ديمقراطية متعددة الأحزاب في عام 1950، وسيدلي الناخبون بأصواتهم في ظل حالة الطوارئ التي إعلانها في البلاد عقب محاولة الانقلاب الفاشلة في يوليو 2016، والتي مدتها حكومة إردوغان 7 مرات منذ ذلك الوقت.
علاوة على ذلك، تراقب الحكومة التركية المحتويات المنشورة على المواقع الإلكترونية، في الوقت الذي تسيطر فيه المؤسسات المؤيدة لإردوغان على حوالي 90 بالمئة من الوسائل الإعلامية في البلاد، وتقوم بتغطية إعلامية لصالح الرئيس التركي.
2- لن ينتهي الاستقطاب
خلال الوقت الذي تولى فيه رئاسة وزراء تركيا، منذ عام 2003 وحتى 2015، وحتى بعد توليه الرئاسة أصبح إردوغان أكثر تحفظًا وشعبوية. فشن حملات على الأقليات، بدءًا من الأكراد والليبراليين والديمقراطيين الاجتماعيين، واليساريين، وساعده على ذلك تعزيز قاعدته الدينية والإسلامية.
وإلى جانب النمو الاقتصادي، تمكنت استراتيجية إردوغان الانتخابية من زيادة الاستقطاب في تركيا، حيث التف حوله أنصاره المحافظين والذي يشكلون حوالي نصف التعداد السكاني في البلاد، والنصف الآخر من المواطنين الذين انتقدوا الرئيس واجهوا هجومًا وحشية.
وفي هذا السباق غير العادل، قد يفوز إردوغان في الانتخابات الرئاسية، أو في جولة الإعادة التي تُقام في 8 يوليو بين المرشحين الأكثر حصولًا على أصوات انتخابية. ولكنه سيصبح أكثر استبدادًا، بعد علمه أن مواطنيه لم يعودوا يدعمونه، وسيبذل المزيد من الجهود لتقسيم الشعب.
إردوغان سيواجه معارضة شبه موحدة
فاز إردوغان بحوالي 12 عملية تصويت في بلاده، وأرجع محللون وسياسيون ذلك إلى أن انقسام باقي الفصائل السياسية الأخرى من الليبراليين والإسلاميين والأكراد، وتمكن الرئيس التركي من استخدام هذا الانقسام لصالحه، فزاد من حجم الفجوة الموجودة بينهم، وساعده ذلك على البقاء على رأس السلطة.
إلا أن الأمور تغيرت الآن، إذ أعلنت عدد من الأحزاب المعارضة تأييد المُرشح الرئاسي مُحرم اينجة، وشكلوا تحالفًا سيصعب على إردوغان تفكيكه.
3- أصوات الأكراد ستصنع الفرق
استبعدت كتلة المعارضة حزب الشعوب الديقراطي من أجل الانضمام إليها ضد إردوغان، للحفاظ على أصوات الأتراك الذين يحملون مشاعر الكراهية تجاه الأكراد، وفي الوقت نفسه ينافس الرئيس السابق للحزب صلاح الدين دميرتاش في السباق الانتخابي، ويحظى بدعم كبير.
وإذا حصل حزب الشعوب الديمقراطي على دعم كبير، سترفض الأحزاب المعارضة الأغلبية التشريعية لحزب العدالة والتنمية، وقد تجبر إردوغان على إجراء جولة ثانية في الانتخابات الرئاسية، وفي كل الحوال سيؤدي ذلك إلى تهديد شعبية ووضع إردوغان في تركيا.
فيديو قد يعجبك: