لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

باحث أمريكي يُحذّر من "صفقة القرن": كارثة وشيكة على العرب

01:45 م الأربعاء 27 يونيو 2018

إيلان جولدينبرج

كتبت- رنا أسامة:

حذّر إيلان جولدينبرج، الباحث ومدير برنامج أمن الشرق الأوسط في معهد الأمن الأمريكي الجديد، من تمرير خطة السلام الأمريكية بين الفلسطينيين والإسرائيلين والمعروفة باسم "صفقة القرن"، مُعتبرًا أن تقديمها في الوقت الحالي سيكون بمثابة "كارثة وخطأ فادح سيُزيد الطين بلّة"، وفق قوله.

ورأى جولدينبرج، في مقال بمجلة فورين بوليسي الأمريكية، أنه "ينبغي على البيت الأبيض تأجيل الإعلان عن صفقة القرن والتركيز، عِوضًا عن ذلك، على تحقيق الاستقرار في قِطاع غزة"، مُشيرًا إلى أن آخر ما يريده الإسرائيليون والفلسطينيون هو إجراء محادثات سلام فاشلة.

وأجرى صِهر ترامب وأحد مستشاريه البارزين، جاريد كوشنر، جولة شرق أوسطية الأسبوع الماضي، برفقة المبعوث الأمريكي للسلام في المِنطقة، جيسون جرينبلات، لبحث واستكشاف عدد من الأفكار المتعلقة بالخطة التي قال كوشنر إنها "ستكون جاهزة في وقت قريب"، وانتقد بشدة في الوقت ذاته الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مُلمّحًا إلى "هُدنة مُحتملة وطويلة بين حماس وإسرائيل".

يقول جولدينبرج إنه "يستحيل التوسّط في نزاع أو الإعلان عن خطة في وقت يرفض فيه طرف التحادث معك؛ فلم يلتق القادة الفلسطينيون المسؤولين الأمريكيين منذ إعلان ترامب نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس المُحتلة قبل 6 أشهر". ويُرجّح "مهما كانت الخطة وتفاصيلها سيرفضها الفلسطينيون على أي حال".

ومن المقرر أن تعلن إدارة ترامب عن تفاصيل الخطة، التي تسرّبت بعض بنودها في وسائل إعلام فلسطينية وإسرائيلية وغربية في الأسابيع المقبلة، حسبما قال مستشاره لشؤون الشرق الأوسط وصهره جاريد كوشنر في مقابلة مع صحيفة القدس الفلسطينية قبل أيام.

السيناريو الأقل سوءًا

وأضاف جولدينبرج أن "خطة السلام الأمريكية المُقترحة من شأنها أن تُحدِث آثارًا سلبية طويلة الأمد، تتبلور في سيناريوهين مُختلفين؛ أقلّهما سوءًا أن تقترح الولايات المتحدة خطة سلام تتوافق مع الفهم الدولي للموقف والسياسة الأمريكية السابقة تجاه النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.

في ضوء ذلك السيناريو، ستنص خطة السلام المُرتقبة على تخصيص مناطق للدولة الفلسطينية المُستقبلية في معظم الضفة الغربية وغزة، مع تبادل أراضٍ لضم المستوطنين اليهود إلى إسرائيل، وستقع عاصمة فلسطين في القدس الشرقية.

إلى جانب توفير آلية دولية لتعويض اللاجئين الفلسطينيين دون منحهم حق العودة، مع السماح لعدد رمزي منهم بالعودة إلى دولة الاحتلال، ومنح الباقين إما حق العودة إلى الدولة الفلسطينية الجديدة أو البقاء حيث يقيمون أو التوطين في دولة ثالثة. وفي المقابل، تحصل إسرائيل على تطمينات دولية بعدم سيطرة حماس أو أي جماعة متطرفة على الضفة الغربية.

وفي ضوء الوضع الحالي، يرى جولدينبرج أنه "من غير المُحتمل تحقيق ذلك السيناريو الذي يُقدّم الخطة استنادًا إلى مبادئ الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون في 2001، التي سار على خُطاها جون كيري في نهاية عهد باراك أوباما". ويُشير إلى أن مُقترح كهذا سيرفضه كلا الطرفين لاسيّما وأن من شأنه أن ينزع مِصداقية الأساس الذي يُمكن أن يُبنى عليه حل الدولتين في المُستقبل.

السيناريو المُرجّح

وعليه، فإن السيناريو المُرجّح، في وجهة نظر الباحث الأمريكي، أنه "سيتم تقديم خطة متحيزة بشكل كبير لإسرائيل. ورُبما تضمن بقاء جيش الاحتلال في الضفة الغربية، لأجيال، ومواصلة التحكّم في 60 بالمائة من الأراضي التي يُسيطر عليها الكيان الصهيوني حاليًا، بالتوازي مع خلق الظروف لدولة فلسطينية في غزة".

وفي حين سيبدو هذا التصوّر "بغيضًا" من جانب الفلسطينيين، فقد يجده رئيس الوزراء الفلسطيني بنيامين نتنياهو "جذابًا"، بما يدفعه لقبول الخطة مع بعض التحفّظات، التي تمنحه في الوقت نفسه قدرًا من المرونة للتفاوض على بعض البنود.

الخطير في هذا السيناريو، وفق جولدينبرج، أنه سيضع يسار الوسط الإسرائيلي في موقف مُحرج؛ ففي الوقت الذي سيتعامل مع خطة ترامب على أنها غير واقعية، لن يستطيع الوقوف أمامها لأنها تصب في صالح دولة الاحتلال.

كما سيظهر خط سياسي جديد في إسرائيل حيال ما يُمكن أن يكون عليه الحل الأمثل للصراع، لكن لن يقبله الفلسطينيون مُطلقًا، ما يدفع الطرفين للابتعاد عن بعضهما أكثر.

الأسوأ من ذلك، بحسب جولدينبرج، أنه في حال رفض الفلسطينيون أيًا من الخطط- وخاصة تلك التي تلقى موافقة من جانب الكيان الصهيوني، ستتذرّع الحكومة الإسرائيلية بالقول إنه "لا شريك فلسطيني للحديث معه"، لتبدأ بعدها في عمليات ضم مستوطنات الضفة الغربية، التي يدعو إليها اليوم علنًا عدد من قادة اليمين الإسرائيلي بشكل يقضي تمامًا على فكرة حل الدولتين.

وفي ظل الحكومة الإسرائيلية اليمينية الحالية وإدارة ترامب، التي تتبنّى موقًا مناوئًا للكيان الصهيوني إلى حدٍ كبير، يقول جولدينبرج أن الحركة الاستيطانية يُمكن ألا تحصل على فرصة أفضل من الوقت الحالي.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان