"لن نستقبل مزيدًا من اللاجئين" .. الأردن يغلق حدوده في وجه السوريين
كتبت – إيمان محمود
اشتعلت معركة الجنوب السوري، لتلقي بظلالها على الأردن، الذي سارع بقرار إغلاق حدوده في وجه المدنيين السوريين الفارّين من القتال والدمار في بلادهم، بحثًا عن ملاذ آمن في وطن آخر.
العدد الاجمالي للسوريين في درعا والسويداء والقنيطرة، وفي المناطق التي تتواجد بها الفصائل العسكرية، يصل إلى سبعمئة وخمسين الف سوري، فيما صرحت الأمم المتحدة بأن القتال دفع ما لا يقل عن 45 ألف شخص للنزوح من منازلهم في جنوب غرب سوريا، والاتجاه صوب الحدود مع الأردن.
كما أكدت ليندا توم المتحدثة باسم مكتب تنسيق الشؤون الانسانية التابع للأمم المتحدة قالت لوكالة "فرانس برس"، أمس، ان النازحين يفرون بشكل أساسي من ريف درعا الشرقي، ويتوجهون بغالبيتهم إلى المنطقة الحدودية مع الأردن جنوبًا.
موجة النزوح جاءت بعد اندلاع تصاعد القصف الحكومي السوري على مدن الجنوب، إذ قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن غارات سورية وروسية تستهدف أحياء سيطرة الفصائل في مدن الجنوب، تزامنا مع اشتباكات عنيفة تدور في جنوب شرقي المدينة، منذ بضعة أيام، قرب الحدود مع الأردن.
في خطوة استباقية للجوء الفارّين السوريين إلى الدولة المجاورة، أعلن رئيس الحكومة الأردنية الدكتور عمر الرزاز، الثلاثاء، بأن بلاده لن تستقبل مزيدًا من اللاجئين السوريين، مشيرًا إلى أن الأردن "استقبل لاجئين فوق قدرته وطاقته".
وشدد الرزاز في تصريحات صحفية، عقب لقائه رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة، على أن "الحدود الأردنية محكمة السيطرة بفضل الجيش الأردني"، منوهًا في الوقت ذاته إلى "ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة السورية".
وتابع: "إننا معنيون بحلّ سياسي للأزمة السورية، ومعنيون بحماية إخواننا المواطنين في سوريا، حيث نبذل كلّ الجهود للوصول إلى حلّ سياسي للأزمة".
من ناحيته، قال وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، إنّه لا وجود لنازحين سوريين على الحدود الأردنية، مؤكدًا على أن "الحدود ستبقى مغلقة"، وأن الأمم المتحدة يمكنها مساعدة السوريين الفارين من العنف داخل بلادهم.
وكتب على حسابه عبر موقع "تويتر": "لا وجود لنازحين على حدودنا، والتحرك السكاني نحو الداخل، حدودنا ستظل مغلقة ويمكن للأمم المتحدة تأمين السكان في بلدهم. نساعد الأشقاء ما استطعنا ونحمي مصالحنا وأمننا".
ويستقبل الأردن نحو 650 ألف لاجئ سوري مسجلين لدى الأمم المتحدة، في حين أن الرقم الإجمالي للسوريين الذين نزحوا إلى الأردن منذ بدء الأزمة في بلادهم عام 2011 يبلغ 1.3 مليون شخص.
بدوره ناشد المجلس النرويجي للاجئين، الأردن لضمان حصول النازحين على ملجأ عبر الحدود، كما ناشد المجتمع الدولي لتقديم دعم كبير في هذه اللحظة من الأزمة.
وقال القائم بأعمال المدير الإقليمي للمجلس النرويجي للاجئين يوري سعد الله –في بيان وصل مصراوي نسخة منه- إنه يتم دفع آلاف العائلات السّورية باتجاه الحدود الأردنية نتيجة للهجمات الدائرة الآن.
وأضاف سعد الله "لقد قام الأردن بالكثير على مر السنين لاستيعاب مئات الآلاف من اللاجئين من سوريا، ولكن للأسف فان المجتمع الدولي يجب أن يراهن على كرمه مرة أخرى".
واستطرد: "لا يمكن أن يُتوقع من الأردن تحمل مسؤولية قبول المزيد من اللاجئين لوحده، ومع ذلك، فإننا ندعو المجتمع الدولي إلى تكثيف وتقديم دعم إضافي كبير بشكل عاجل. يدفع القتال في سوريا الناس للاتجاه أكثر وأكثر نحو الجنوب، والذين سيُتركون بلا وجهة يلجؤون إليها في نهاية المطاف".
ودعا سعد الله: "الجميع لضمان سلامة المدنيين في جنوب سوريا من خلال وقف أي هجمات على المناطق المكتظة بالسكان والسماح بمرور آمن للخروج من منطقة النزاع".
المجلس النرويجي للاجئين بالتعاون مع وكالات الإغاثة الأخرى، أعلنوا استعدادهم لمساعدة الوافدين الجدد في الأردن، مشيرين إلى أنه يمكن تطوير مخيم الأزرق لاستضافة 80,000 لاجئ سوري جديد.
وأفاد عاملو الإغاثة في درعا والمناطق المحيطة بها أن الأماكن التي تتجه إليها العائلات النازحة تعاني من نقص خطير في الخبز والوقود، مع أن سعر الأخير يصل بالفعل إلى ضعف ما كان عليه قبل بضعة أسابيع.
كما أن المباني العامة مكتظة بالفعل، مما يجبر الكثير من الناس على النوم في العراء مع تضاعف أسعار الإيجار تقريبًا.
وبدأ الجيش السوري، الثلاثاء، هجومًا على أحياء تسيطر عليها فصائل المعارضة المسلحة في مدينة درعا، حسبما أفاد الإعلام الرسمي، بعد أسبوع من التصعيد العسكري في المحافظة الجنوبية الحدودية مع الأردن..
وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا"، إن "الجيش العربي السوري يبدأ عملية التمهيد الناري أمام تقدم الوحدات العسكرية، في القطاع الجنوبي الشرقي من مدينة درعا".
وتسيطر الفصائل المعارضة بشكل رئيسي على القسم الجنوبي من المدينة، فيما تتواجد قوات النظام السوري في شمالها.
وتحاول قوات النظام استعادة قاعدة عسكرية جنوب غربي المدينة تسيطر عليها الفصائل منذ عام 2014، مما يمكنها من قطع الطريق بين مدينة درعا والحدود الأردنية، وأيضا فصل مناطق سيطرة المعارضة في المحافظة عن بعضها.
فيديو قد يعجبك: