لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"لا مكان آمن".. عمليات عسكرية متصاعدة في جنوب سوريا

09:10 م الأربعاء 27 يونيو 2018

(أ ف ب)

تستهدف قوات النظام السوري بالغارات والبراميل المتفجرة مدينة درعا وريفيها الشرقي والغربي في جنوب البلاد، في تصعيد استدعى تحذير منظمات اغاثية وانسانية عدة أبدت خشيتها على مصير المدنيين مع استمرار فرارهم.

وتسبب القصف الجوي الكثيف بخروج ثلاثة مستشفيات من الخدمة منذ منتصف ليل الثلاثاء الأربعاء، وفق ما أحصى المرصد السوري لحقوق الانسان في وقت يستمر التصعيد لليوم التاسع على التوالي.

وبدأت قوات النظام في 19 يونيو عملياتها العسكرية في محافظة درعا، انطلاقاً من ريفها الشرقي حيث حققت تقدماً ميدانياً تمكنت بموجبه من فصل مناطق سيطرة الفصائل في الريف الشرقي الى جزءين، قبل أن توسّع نطاق عملياتها الثلاثاء لتشمل مدينة درعا وريفها الغربي.

واستهدفت الطائرات الحربية السورية والروسية وفق المرصد، مدينة درعا وريفيها الشرقي والغربي طوال الليل ولا يزال القصف مستمراً الأربعاء بالبراميل المتفجرة والصواريخ.

ووثق المرصد الأربعاء مقتل 17 مدنياً بينهم ستة أطفال، عشرة منهم جراء غارات روسية وسورية على ريف درعا الشرقي، بينما قتل سبعة آخرون جراء غارات روسية على بلدة الطيبة الواقعة جنوب شرق مدينة درعا قرب الحدود الأردنية.

كما قتل 12 مقاتلاً من قوات النظام جراء انفجار سيارة مفخخة خلال سيطرتهم على بلدة ناحتة في ريف درعا الشرقي، بحسب المرصد.

في جنوب مدينة درعا، تدور اشتباكات عنيفة قرب قاعدة جوية، تسعى قوات النظام للسيطرة عليها، ما يخولها فصل مناطق سيطرة المعارضة في ريف درعا الغربي عن تلك الموجودة في ريفها الشرقي.

وأفاد مراسل فرانس برس عند أطراف مدينة درعا الأربعاء عن سماع دوي انفجارات طوال الليل من احياء مدينة درعا وأخرى أقل وضوحاً ناتجة عن القصف في الريف الشرقي.

وفي الريف الشرقي، تتواصل اشتباكات عنيفة بعدما تمكنت قوات النظام خلال الأيام الماضية من فصل مناطق سيطرة الفصائل الى قسمين شمالي صغير، نزح غالبية سكانه، وجنوبي.

ويفاقم التصعيد العسكري على درعا خشية المنظمات الدولية على سلامة المدنيين مع فرار الآلاف منهم داخل المحافظة.

وقالت المديرة التنفيذية لمنظّمة الأمم المتحّدة للطفولة (يونيسف) هنرييتا فور في بيان الأربعاء "لا يعرف الرعب حدّاً في سوريا، حيث علق الأطفال مرة أخرى في تبادل لإطلاق النار خلال موجة من العنف مؤخراً يشهدها جنوب غرب البلاد".

وأضافت "لقد عانى أطفال سوريا الأمرين وبشكل غير مقبول، لا يمكن هذا أن يصبح الوضع الطبيعي الجديد".

المدنيون "يدفعون الثمن"

وأبدت منظمات انسانية أخرى بينها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في بيان الأربعاء، قلقها على "سلامة عشرات الآلاف من المدنيين العالقين على خط القتال أو الفارين من العنف".

وحث المدير الإقليمي للجنة في الشرق الأدنى والأوسط روبير مارديني "جميع الأطراف المتحاربة" على "ضبط النفس وبذل قصارى جهدها لتجنيب المدنيين عواقب القتال" مضيفاً "تصلنا تقارير عن فرار المدنيين مع تغيّر مواقع خطوط المواجهة".

ويعيش نحو 750 ألف شخص وفق الأمم المتحدة، في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة التي تشمل سبعين في المئة من محافظتي درعا والقنيطرة الحدودية مع اسرائيل. وقدرت المنظمة فرار 45 ألف شخص منهم خلال أسبوع.

وقال أحمد أبازيد، ناشط اعلامي نزح من بلدته الحراك جراء الغارات الكثيفة عليها الى منطقة زراعية قريبة "توجه الناس الى الخطوط الخلفية للقرى الجنوبية من محافظة درعا مثل الجيزة وصيدا، لكن النظام عاد واستهدف هذه المناطق أيضاً".

وتابع "لا تعرف الناس الى اين تذهب، يلاحقهم الطيران أينما كانوا".

وقال مدير منظمة "كير" في سوريا ووتر شاب في بيان الأربعاء "يدفع المدنيون ثمن هجوم عسكري آخر"، معتبراً أن "ما رأيناه في حلب وريف حمص الشمالي والغوطة الشرقية يحدث الآن في الجنوب، حيث تتعرض المدن والبلدات لقصف يومي، ويُقتلع السكان مع نقص في الخدمات الاساسية كالمياه والمأوى".

وتسبب القصف الجوي منذ منتصف الليل وفق المرصد، بخروج ثلاث مستشفيات من الخدمة في ريف درعا الشرقي، ليرتفع بذلك الى خمسة عدد المستشفيات التي توقفت عن العمل منذ بدء التصعيد.

وتُشكل سوريا "المكان الأسوأ في التاريخ الحديث في ما يتعلق بالاعتداءات على القطاع الصحي" وفق ما أعلنت الامم المتحدة في مايو الماضي.

وحذرت المسؤولة في منظمة أطباء بلا حدود جما دومينغيز في تعليق لفرانس برس الأربعاء من أن "تصعيد الصراع في جنوب سوريا سيؤدي فقط الى تدهور الوضع بالنسبة للسكان الذين كانوا بالكاد يحصلون على الرعاية الصحية في السنوات الماضية".

"لا مكان آمن"

ويتوجه غالبية النازحين وفق الأمم المتحدة إلى المنطقة الحدودية مع الأردن الذي أعلن عدم قدرته على استيعاب موجة لجوء جديدة. وأكد وزير خارجيته أيمن الصفدي الثلاثاء أن "حدودنا ستظل مغلقة ويمكن للأمم المتحدة تأمين السكان في بلدهم".

ويستقبل الأردن نحو 650 ألف لاجئ سوري مسجلين لدى الأمم المتحدة، فيما تقدر عمان عددهم بنحو 1,3 مليون.

ودعا المجلس النروجي للاجئين في بيان الأربعاء الأردن "لضمان أن يجد النازحون ملجأ عبر الحدود".

وقال المدير الاقليمي للمنظمة بالوكالة يوري سعدالله إن "القتال يدفع بالناس أكثر وأكثر نحو الجنوب. وفي النهاية لن يكون لديهم مكان آخر يذهبون إليه".

ويواجه النازحون وفق المنظمة نقصاً حاداً في الخبز والوقود في المناطق التي يلجأون اليها. كما "أن المباني العامة باتت مكتظة بالناس ما يجبر البعض على النوم في العراء".

وقبل يومين، شددت منظمة العفو الدولية الاثنين على أنه "من واجب الأردن توفير الحماية للاجئين السوريين الفارين من الصراع والاضطهاد، والسماح لهم بدخول البلاد".

وقال عمر الحريري أحد الناشطين المعارضين في درعا لفرانس برس "لا يجد النازحون أي مكان آمن الا التوجه الى الحدود مع الجولان، حيث باتت المخيمات مكتظة بالكامل وغير قادرة على استقبال أي أحد".

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان