لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

صحيفة إسرائيلية: كيف يمكن لدول الخليج التأثير على أوروبا لمقاطعة إيران؟

12:00 م الخميس 28 يونيو 2018

أرشيفية

كتب - هشام عبد الخالق:

أثبتت المظاهرات التي تجتاح إيران الآن، أن اقتصاد الدولة والنظام السياسي الذي نشأ في أعقاب ثورتها الإسلامية أصبحا على استعداد تام للتغيير، ومن الممكن أن تلعب دول الخليج دورًا أساسيًا في تعطيل تمويل طهران للإرهاب في جميع أنحاء الشرق الأوسط، إذا نجحت في جعل أوروبا تعدل عن سياساتها الاستثمارية في إيران، حسبما ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية.

وتقول الصحيفة الإسرائيلية في تقرير لها الأربعاء، فلنأخذ على سبيل المثال التدابير الاقتصادية والدبلوماسية التي اتخذتها المملكة العربية السعودية ضد ألمانيا فيما يتعلق بالسياسة الخارجية الموالية للنظام الإيراني، فولي العهد الأمير محمد بن سلمان "مستاء" للغاية من الحكومة الألمانية، وجمد الاستثمارات الجديدة مع الجمهورية الاتحادية، وفي نوفمبر 2017، سحبت الرياض سفيرها من برلين، لمعاقبة وزير الخارجية الألماني آنذاك سيجمار جابرييل على ادعائه أن لبنان "لا يمكنه تحمل ما يحدث هناك"، في إشارة إلى الجهود السعودية لإثارة السيطرة المتزايدة باستمرار من قبل حزب الله وإيران على أرض الأرز.

وتابعت الصحيفة، على الصعيد الاقتصادي، أفادت وكالة "بلومبرج" في مارس بأن وكالات الحكومة السعودية تم إخبارها بألا تجدد بعض العقود غير الضرورية مع الشركات الألمانية، وكانت استثمارات دويتشه بنك في المملكة العربية السعودية من بين الاستثمارات المعرضة للخطر، وكذلك مشاركته المحتملة في الطرح العام الأولي العام لشركة أرامكو السعودية للطاقة، والذي "يمكن أن يكون أكبر عملية بيع للأسهم على الإطلاق".

ويعزز كل هذا، ما نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، حول الموضوع نفسه، والذي ذُكر فيه: "تملك الرياض صناديق ثروة سيادية تقدر قيمتها بحوالي 700 مليار دولار، ولدى صناديق التقاعد الخاصة بها استثمارات أجنبية تبلغ نحو 70 مليار دولار، تلك المبالغ وحدها تعطي المملكة نفوذًا هائلًا على أي شخص يفكر في الاستثمار في إيران، ويمكن للمملكة العربية السعودية أن تجعل اللاعبين الماليين يختارون أحد الجانبين، طهران أو الرياض، ولكن لا يمكن لهم أن يستحوذوا على أعمال في كلا الدولتين".

وتقول الصحيفة: "صدرت ألمانيا سلع وخدمات بقيمة 6.6 مليار يورو (7.7 مليار دولار) للمملكة العربية السعودية في عام 2017، وفقًا لمكتب الإحصاء في جمهورية ألمانيا الاتحادية، وفي المقابل، بلغت الصادرات الألمانية إلى إيران 3.5 مليار يورو، في عام 2017، ارتفاعًا من 2.6 مليار يورو في عام 2016، وتشارك فرنسا وبريطانيا أيضًا في صفقات تجارية ضخمة مع السعوديين وتسعى للحصول على صفقات إضافية.

تكثر الأسئلة حاليًا - بحسب الصحيفة - حول الخطوة التالية للمملكة، إلى جانب حلفائها في الخليج مثل الإمارات والبحرين ودول أخرى من جامعة الدول العربية التي تعارض العدوان الإيراني، في جهودها للضغط على أوروبا لخفض العلاقات مع إيران.

بدون شك فقد حان وقت التغيير، وإذا أرادت دول الخليج استعراض عضلاتها الاقتصادية في أوروبا يجب عليها زيادة تشديد الخلاف الاقتصادي على النظام الديني في طهران، وذكرت صحيفة "فاينانشال تايمز" يوم الأربعاء: "من المتوقع أن يتدهور الاقتصاد الإيراني أكثر"، وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" يوم الثلاثاء: أن "الولايات المتحدة تتوقع أن تقوم جميع الدول بخفض وارداتها من إيران إلى "صفر" بحلول الرابع من نوفمبر أو المخاطرة بفرض عقوبات" بحسب مسؤول في وزارة الخارجية.

ويظهر المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي، دلائل على القلق الحاد من احتجاجات الإيرانيين العاديين ضد نظامه، وقال يوم الأربعاء في اجتماع: "يجب على القضاء أن يواجه أولئك الذين يعطلون الأمن الاقتصادي".

ومن المتوقع أن تؤدي العقوبات والقيود الأمريكية القوية على القوة الشرائية لإيران، بالإضافة إلى العقوبات المفروضة على قطاع الطاقة والنفط في طهران - والتي سيتم تنفيذها في عام 2018 - إلى تعقيد الفوضى الاقتصادية في الجمهورية الإسلامية.

وتقول الصحيفة: "توجد نقطة ضغط دبلوماسية إضافية وغير مستغلة، وهي أن بإمكان دول الخليج تشجيع وزراء الخارجية الأوروبيين على اتباع قيادة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بشأن إيران"، وكان بومبيو كتب في تغريدة على تويتر يوم الأربعاء: "إن النظام الفاسد في إيران يهدر موارد البلاد على الأسد وحزب الله وحماس والحوثيين، في الوقت الذي يكافح فيه الإيرانيون، ويجب ألا يفاجئ أحد أن المظاهرات في إيران مازالت مستمرة، حيث استاء الشعب الإيراني من الفساد، الظلم، وعدم كفاءة قادتهم، ويسمع العالم صوتهم".

استطاع مقال في موقع "ذا واشنطن إكزامينار" يوم الإثنين، أن يستنتج الطريق الذي تسير فيه جمهورية إيران الإسلامية، حيث ذُكر فيه: "مثل الاتحاد السوفييتي وجميع الأنظمة الأخرى التي تعتمد على القمع بدلًا من موافقة المحكومين، فالنظام الإيراني محكوم عليه بالفشل، والسؤال الآن هو متى وليس إذا ما سقط، وبشكل متزايد الآن خاصة بعد إرسال مسؤولي النظام عشرات المليارات من الدولارات خارج البلاد، وفي الوقت الذي يقترب فيه خامنئي من نهاية حياته، وفي الوقت الذي يستمر فيه الاقتصاد بدوامة الموت التي يعيشها الآن، وفي الوقت الذي تمتد فيه المظاهرات إلى سوق طهران، مع كل هذا يبدو أن إجابة هذا السؤال ستظهر قريبًا".

وقالت الصحيفة في ختام تقريرها: "لدى دول الخليج، بقوتها الاقتصادية، إمكانات هائلة للتأثير على التغيير في سياسات الدول الأوروبية تجاه إيران، ويمكن أن يمثل استخدام مثل هذه القوة نقطة تحول في الحرب الاقتصادية ضد النظام الإيراني، مما يحبط حملتها للحصول على الأسلحة النووية وإيقاف إرهابها في جميع أنحاء المنطقة".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان