إعلان

هل تحقق الاحتجاجات الإيرانية الأخيرة الحلم الإسرائيلي الأمريكي؟

02:22 م الخميس 28 يونيو 2018

الاحتجاجات الإيرانية - أرشيفية

كتبت- هدى الشيمي:

تجددت موجة الاحتجاجات في إيران، الإثنين الماضي، إذ خرج عدد كبير من المواطنين من أسواق الجمهورية احتجاجًا على تدهور العملة، بعد تراجع الريال الإيراني مقابل الدولار الأمريكي، إثر المخاوف الاقتصادية الناتجة عن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني، وزيادة العقوبات الاقتصادية على طهران.

تقول صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن تجدد المظاهرات في إيران تسببت في سعادة الإسرائيليين والأمريكيين وأعادت الأمل إلى نفوسهم، وجعلتهم يشعرون بأن النظام الملالي أوشك على الانهيار، وسيحل محله نظام حاكم جديد يُشبه الأنظمة الديمقراطية الغربية، ما يساعد على إلغاء الاتفاق النووي، وستسحب طهران قواتها من سوريا، وستوقع اتفاقية سلام مع إسرائيل.

ولكن بالنظر إلى ما يُكتب على المدونات ووسائل التواصل الاجتماعي، التي لم تُحجب بعد في إيران، ترى الصحيفة أن الحلم الأمريكي الإسرائيلي يُصعب تحقيقه.

ذكرت الصحيفة أن الاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها إيران لم تكن الأكبر هذا العام. مُشيرة إلى مقتل العشرات في الاحتجاجات التي اندلعت في البلاد في عدة مدن في يناير الماضي، تلتها إضرابات عن العمل في الأشهر المُقبلة، وكذلك اعتصامات خارج المكاتب الحكومية.

حسب هآرتس، فلا يوجد سبب للتعامل مع الاحتجاجات الأخيرة وإغلاق المحلات والأسواق التجارية في طهران على أنه مؤشر لانهيار الحكومة أو التخلص من النظام.

وأوضحت الصحيفة أن الأزمة الاقتصادية في إيران ليست جديدة، ولكنها نتيجة عن 4 عقود من الفساد الإداري والحكومي، والصراع على السلطة، والعقوبات الدولية التي أثقلت كاهلها.

ووصل سعر صرف الدولار الأمريكي إلى حوالي 90 ريال، بعدما بلغ في اليوم السابق 87 ألف ريال، وكان سعره يوم الخميس الماضي 75500 ريال. ووصل معدل البطالة الرسمي إلى 12 بالمئة، فيما انخفضت صادرات النفط بحوالي نصف مليون برميل يوميا.

وتشير الصحيفة إلى أن الاتحاد الأوروبي لا يبذل أي جهود للوفاء بوعوده والامتثال بشروط الاتفاق النووي بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، إذ أن الدين الوطني الإيراني يتزايد، والشركات الأجنبية تغادر البلاد، وتتوقف عن استثماراتها، ويزداد مُعدل التضخم.

ومن جهة أخرى، توضح الصحيفة أن إيران ليست دولة فقيرة، حيث تقدر احتياطياتها من العملات الأجنبية بأكثر من 140 مليار دولار، ويحصل صندوق الثروة السيادي في إيران على 20 بالمئة من جميع الإيرادات، وتتجاوز احتياطياتها 40 مليار دولار.

تعهدت روسيا والصين بتحسين العلاقات الاقتصادية والتجارية مع إيران. وما تزال الصين أكب مُستهلك للنفط الإيراني، وقالت إنها ستزيد من حجم مشترياتها. وأعلنت تركيا أنها ستتجنب الالتزام بالعقوبات الأمريكية على إيران.

إلا أن الغضب الإيراني لا يقتصر فقط على الحالة الاقتصادية المتردية التي تعاني منها البلاد، حسب الصحيفة فإن هناك أزمة ثقة بين الحكومة الإيرانية والشعب، لاسيما وأن الرئيس حسن روحاني لم يتمكن من الوفاء بمعظم وعوده، من ضمنها توفير فرص عمل جديدة، وتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية، وتحسين أوضاع حقوق الإنسان.

وزاد الأمر سوءا، رفع الحكومة الإيرانية الدعم عن العديد من البضائع والمنتجات، وإخراجها الملايين من قوائم الرعاية الاجتماعية، وانفاق مليارات الدولارات على الحرب في سوريا واليمن بدلاً من إنفاقها في الداخل.

وفقا لهآرتس، فإن الإيرانيين يشعرون بالإحباط لأن الاتفاق النووي الذي وقعته طهران مع الدول الأوروبية الكبرى والولايات المتحدة عام 2015، لم يحقق أحلامهم المنشودة.

وبعد توقيع الاتفاق النووي، فتحت الشركات المتعددة الجنسيات الكبرى فروعها في إيران، وتحسنت أوضاع الطيران والسياحة، وانفتحت إيران على الأسواق في الهند والصين، فامتلأت المراكز التجارية والأسواق الإيرانية بالبضائع المستوردة، ما أعطى الإيرانيون شعور بأن الاتفاق النووي يؤتي ثماره.

وترى الصحيفة أن المرشد الأعلى الإيراني آية الله خامنئي يواجه معضلة كبيرة وعليه تحديد أولوياته. وبالنسبة له فإن التدخل الإيراني في سوريا واليمن ليس مسألة أمن قومي وحسب، ولكنه مُتعلق بمكانة إيران ووضعها في المنطقة، لاسيما وأنها تعزز مكانتها في حربها مع السعودية.

لفتت هآرتس إلى أن التدخل الإيراني وحروبها الخارجية كلفها مليارات الدولارات، إلا أن الانسحاب من هذه البلاد سيضع خامنئي في مواجهة مع الحرس الثوري الإيراني الذي يسيطر على أكثر من نصف الاقتصاد في بلاده.

وتقول الصحيفة إن روحاني يأمل أن تساعده الأزمة الحالية في تنفيذ الاصلاحات التي طالما سعى إلى تحقيقها، ولكن في الحقيقة قد يضطر خامنئي إلى التخلص منه، وإلقاء اللوم عليه واتهامه واتهام حكومته بأنهم السبب فيما تمر به البلاد.

يؤكد ذلك تصريحات بعض المسؤولين الإيرانيين بأن بعض أعضاء البرلمان حثوا روحاني على الاستقالة، أو إقالة بعض مستشاريه الاقتصاديين ووزرائه ومسؤولين في حكومته.

وفي هذه الحالة، من المحتمل أن يتم استبدال روحاني بأشخاص أكثر تشددا، وهناك أقاويل بأن قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، سيكون الرئيس القادم، ما يعني أن النظام الإيراني ما يزال قوي، وربما يحاول استبدال قادته للتخلص من الفوضى، ونشر النظام.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان