في واشنطن بوست: ترامب عاجز عن عقد "صفقة القرن"
كتبت- هدى الشيمي:
يحاول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحقيق نجاحات كُبرى في سياسته الخارجية، خاصة فيما يتعلق بما فشل فيه أسلافه، لذا سعى جاهدًا لكسر الجليد في العلاقات بين بلاده وكوريا الشمالية، وأوكل إلى فريق خاص العمل على اتفاقية سلام شاملة في الشرق الأوسط تُنهي الصراع القائم منذ عقود بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
أكد ترامب تحقيق الكثير من التقدم في مبادرة السلام بالشرق الأوسط والمعروفة باسم "صفقة القرن"، عقب اجتماعه بالعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الأسبوع الماضي، غير أن الكاتبين سو مي تيري، وماكس بوت يقولان إن الرئيس الأمريكي "لن يستطيع عقد صفقة القرن."
صرّح مسؤولون ودبلوماسيون أمريكيون أن خطة السلام أو "صفقة القرن" في الشرق الأوسط قد تُطرح قريبًا، رغم إعلان السلطة الفلسطينية رفضها لأي مبادرة سلام تقدمها إدارة ترامب بعد اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة بلاده إلى المدينة المحتلة.
وأوضح الكاتبان، في مقال منشور بصحيفة واشنطن بوست الجمعة، أن "ترامب حاول استخدام سياسة جديدة وبذل جهود دبلوماسية واضحة لكي يتواصل مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، واقناعه بالجلوس معه على طاولة المفاوضات."
يقول الكاتبان إن "ترامب استخدم سياسة مُشابهة مع الفلسطنيين، ويواصل محاولاته ويستمر فريقه في البيت الأبيض في العمل على على اتفاقية سلام شاملة ونهائية."
وذكرا أن اتفاق أوسلو، الذي بدأ العمل به عام 1993، عرضت على الفلسطينيين اتفاق ينص على "مقابل الاعتراف بإسرائيل، سيتم إنهاء الحرب المسلحة وستحصلون على دولة مستقلة"، ولاقناعهم بالأمر أوضح الكاتبان أن الولايات المتحدة وحلفائها أغرقوا السلطة الفلسطينية بالمساعدات، والتي حصلت منذ ذلك الوقت على أكثر من 31 مليار دولار كمساعدات مباشرة.
حسب الكاتبين، يمكن رؤية ثمرة هذه المساعدات في رام الله والضفة الغربية، خاصة وأنهما تمتلأن بالمباني الجديدة اللامعة، بما فيها الفنادق الشاهقة الذي التقيا فيه بمسؤولين فلسطينيين. علاوة على ذلك، فقد زاد نصيب الفرد من الناتج الإجمالي المحلي الفلسطيني إلى أكثر من الضعف، من 1200 دولار أمريكي في عام 1994 إلى 2900 دولار هذا العام.
ساعدت المساعدات الاقتصادية، وفقا للكاتبين، على تحقيق التعاون الأمني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، ولكنها لم تساعد على تحقيق السلام، فلا يوجد قائد فلسطيني مُستعد لتوقيع اتفاق نهائي، من شأنه حل القضايا الخلافية الملحة مثل وضع القدس أو حق عود اللاجئين.
يقول الكاتبان إنه حتى إذا كانت السلطة الفلسطينية الحالية، المعتدلة نسبيًا، مستعدة للتقديم تنازلات، فإنها لن تغير من تشدد حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، التي تقصف جنوب إسرائيل بالطائرات الورقية والصواريخ التي تنطلق من قاعدتها في غزة.
ويشير الكاتبان إلى أن تصاعد حدة العنف بين حماس وإسرائيل ألقى بظلاله على الأوضاع الاقتصادية في غزة، خاصة وأن قوات الاحتلال أغلق حدودها، ومع ذلك لم تُنهي فتح وحماس الصراع، فكما أشار مفاوض سلام إسرائيلي مُخضرم، فإن معارضة الوجود الإسرائيلي جزء لا يتجزأ من الهوية الفلسطينية.
وبالنظر إلى الأوضاع الحالية سنجد أنه من الصعب على ترامب التوصل إلى اتفاق سلام، ويقول الكاتبان إن الفلسطينيين لم يمر عليهم يوم دون مواجهة دولة الاحتلال لذلك لن يقدموا أي تنازلات ولن يتخلوا عن مطالبهم الأساسية، وفي المقابل فإن إسرائيل التي تحكمها حكومة يمينية ليست مُستعدة للتضحية بأي شيء.
أما بالنسبة لكوريا الشمالية، يقول الكاتبان إن نظام بيونجيانج السياسي جديد نسبيًا تشكلت هويته من معارضة الأعداء الخارجيين؛ فمنذ عام 1948، حملت عائلة كيم راية الدفاع عن البلاد ضد الإقطاعيين والإمبراليين الأمريكيين وأتباعهم في سول.
تعهد ترامب بجعل كوريا الشمالية " دولة غنية جدًا" إذا تخلت عن أسلحتها النووية وصواريخها البالستية، فساعدهما ذلك على الجلوس على طاولة المفاوضات والتحدث عن معاهدة سلام بين البلدين. يقول الكاتبان إنه في حالة موافقة كيم جونج أون على صفقة ترامب التاريخية، فإنه لم يتخلى فقط عن الأسلحة والصواريخ النووية، ولكنه سيستغنى عن السبب الأيديولوجي لوجود نظامه وهو "محاربة الأمريكيين".
ومنذ عقد القمة التاريخية بين ترامب وكيم جونج أون في سنغافورة، يقول الكاتبان إن بيونجيانج لم تقم بأي تصرف يثبت أنها أكثر شجاعة من السلطة الفلسطينية فيما يتعلق باتفاق السلام.
ويتابعان: "عندما يتعلق الأمر بكل من فلسطين وكوريا الشمالية، فإنه من الأفضل أن نأمل أن توافق حماس على عدم إطلاق صواريخ على إسرائيل، وربما يوافق كيم على تقليص ترسانته النووية، وبدون ذلك فإن صفقة القرن التي يسعى ترامب إلى تحقيقها ستبقى بعيدة المنال".
فيديو قد يعجبك: