جيروزاليم بوست: كيف تستفيد إسرائيل من مساعدة اللاجئين السوريين؟
كتبت – إيمان محمود:
أكد تحليل نشرته صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أن المساعدات التي تقدمها تل أبيت إلى اللاجئين والنازحين السوريين ستعود بمنافع كثيرة على الدولة العبرية، مطالبًا إسرائيل باتخاذ قرار سريع تجاه تقديم المساعدات.
كان الجيش الإسرائيلي أعلن في وقت سابق أنه نفذ عملية داخل الأراضي السورية في ٤ مناطق داخل سوريا، من أجل نقل مساعدات مخصصة للمعارضة السورية وخاصة الفارين في مخيمات الخيم بالشق السوري من هضبة الجولان.
ويطبّق الجيش الإسرائيلي منذ سنوات، مشروع "حسن الجوار" الذي سمح من خلاله بإدخال آلاف السوريين إلى إسرائيل لتلقي الرعاية الطبية ثم إعادتهم مرة أخرى، وذلك كـ"بادرة حسن نية سياسة لتقديم دعم إنساني دون تدخل في الأزمة السورية"، على حد قول إسرائيل.
وقالت الصحيفة الإسرائيلية إن الجيش قدم خلال العامين الماضيين، عدد كبير من الملاجئ والطعام والإمدادات الطبية للسوريين، في حين طالب عضو الكنيست الدرزي الحكومة الإسرائيلية، بإنشاء مخيم لاجئين عند الحدود لإيواء النازحين السوريين.
وقال المشرع من المعارضة صالح سعد أنه "لا يمكن ان تبقى دولة اسرائيل غير مبالية بالأوضاع الإنسانية بينما يقصف جيش الأسد جنوب سوريا".
ويخشى الدروز الإسرائيليين والسوريين من تقدم الرئيس السوري بشار الأسد في مناطق الجنوب السوري القريبة من الجولان المُحتل والحدود الإسرائيلية، كما تحذّر الحكومة الإسرائيلية من اقتراب القوات الإيرانية إلى تلك المنطقة.
وذكرت الصحيفة أن إسرائيل تواجه صعوبات لوجستية، كما أن هناك مسألة ضمان أمن الأفراد الإسرائيليين على الحدود؛ سواءً كانوا عسكريين أو مدنيين، لافتة إلى أن أي تحرك ستقوم به إسرائيل لمساعدة السوريين ستعتبره حكومة الأسد انتهاكًا للسيادة السورية، لكنها أكدت في الوقت ذاتها أن فوائد الأمر تستحق المجازفة.
وترى الصحيفة أن إسرائيل عليها أن تكسب أولاً موافقة روسيا وأن تحصل على دعم دولي لمبادرتها، لتوفير غطاء دبلوماسي كافي.
وأكدت الصحيفة أن مساعدة ودعم اللاجئين من شأنه أن يحد بشكل كبير من إمكانية قيامهم في مرحلة ما، بالتعبئة لاجتياح الحدود الإسرائيلية، مشددة على أن هذه الافتراضية ليست بالبعيدة فقد حدثت مُسبقًا على الحدود اللبنانية.
بالإضافة إلى ذلك، عندما ينجح الأسد في استعادة السيطرة على المنطقة، فإن السوريين الذين ساعدتهم إسرائيل سيأملون في العودة إلى ديارهم لكن بعد أن يكونوا كوّنوا نظرة أكثر تعاطفية مع الدولة العبرية، وربما الأهم من ذلك، نظرة سلبية لدمشق وحلفائها الشيعة، وفي مقدمتهم إيران وحزب الله، على حد قول الصحيفة.
وقالت الصحيفة، إن مثل هذا التصرف يمكنه أن يجعل السورين يفهمون نوايا وأهداف مغامرات طهران في الشرق الأوسط، ويمكن أيضًا أن يصل بهم الأمر إلى دعم إسرائيل في رفضها السماح بأن تكون لإيران موطئ قدم في البلاد.
وأضافت الصحيفة، أن إسرائيل يجب أن تستغل رفض المعارضة والمدنيين القاطنين في جنوبي سوريا للوجود الإيراني وتدخله في سوريا، وهو يوفر شوطًا كبيرًا ستقطعه تل أبيب للتخلص من الإيرانيين على حدودها.
وأشارت إلى أن الولايات المتحدة تسيطر حاليًا على معظم شرق سوريا من خلال حلفائها الأكراد، وأن تركيا تتمتع بقبضة قوية على أجزاء من الشمال الغربي، الأمر الذي بإمكانه إجبار الإيرانيين على الحد من نطاق تراكمهم العسكري في وسط سوريا.
واستطرد "يمكن لجيش الدفاع الإسرائيلي بعد ذلك أن يركز عملياته لمكافحة الإرهاب في منطقة جغرافية أصغر".
ولتسهيل الأمور أكثر؛ قالت الصحيفة إن لدى إسرائيل خيار العمل تحت إشراف الأردن، وهو تعاون من شأنه أن يعزز العلاقات الثنائية بين البلدين، وعلى نطاق أوسع، فإن أي مبادرة لمساعدة اللاجئين السوريين العرب بشكل أساسي سوف تعمل على تعزيز التحالف المتنامي بين الدولة اليهودية والدول السنية الإقليمية، التي قد تقوم بدور إيجابي.
وأخيرًا، فإن من شأن المساعدات الإسرائيلية للسوريين، أن يعزز مطالبات إسرائيل بمرتفعات الجولان.
فيديو قد يعجبك: