برلين تطلب توضيحا من واشنطن بشأن تصريحات السفير الأمريكي لديها
برلين- (د ب أ):
أعربت الحكومة الألمانية عن عدم تفهمها لتصريحات السفير الأمريكي الجديد لديها ريتشارد جرينل عن تعزيز القوى المحافظة في أوروبا، وطلبت توضيحا من الجانب الأمريكي بهذا الشأن.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية اليوم الاثنين بالعاصمة برلين إن جرينل لديه أيضا فرصة لتفنيد تصريحاته خلال زيارته الرسمية لوزارة الخارجية يوم الأربعاء القادم.
يشار إلى أن جرينل يتولى منصب السفير الأمريكي في ألمانيا منذ مطلع شهر مايو الماضي.
وبعد توليه منصبه مباشرة تسبب في إثارة غضب شديد بمطلبه بسحب شركات ألمانية من إيران.
وعلقت رئيسة الحزب الاشتراكي الديمقراطي بألمانيا، أندريا نالس، على ذلك حينها بأنه على الرغم من أنه ليست من مهامها تعليم الدبلوماسية لأحد، "فإنه فيما يبدو أنه (أن جرينل) بحاجة لبعض المساعدة ".
يذكر أن السفير الأمريكي في ألمانيا أعرب عن رغبته في تعزيز القوى المحافظة في أوروبا، وقال في مقابلة مع بوابة "برايتبارت لندن" الإلكترونية إنه متواجد في فترة مثيرة حاليا وأمامه الكثير ليفعله.
وأضاف: "اعتقد أن انتخاب (الرئيس الأمريكي) دونالد ترامب منح المواطنين القدرة على القول إنهم لن يسمحوا ببساطة بأن تقرر الطبقة الحاكمة (في أوروبا) قبل الانتخابات من سيفوز بها ومن سيترشح لها".
وأوضح جرينل إنه اتصل بمجموعة من المحافظين في أوروبا، وقال: "أرغب بشدة في تدعيم محافظين آخرين في كافة أوروبا"، موضحا أن يمكن تفسير ازدهار الأفكار المحافظة، من خلال فشل المفاهيم اليسارية، معربا عن إعجابه بالمستشار النمساوي زباستيان كورتس على وجه الخصوص.
تجدر الإشارة إلى أنه ليس من المعتاد أن يدلي دبلوماسي بتصريحات سياسية على نحو صريح بهذا الشكل.
وانتقد نواب بالبرلمان الألماني "بوندستاج" جرينل بشدة. وذكر نائب رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي بألمانيا تورستن شافر-جومبل في تغريده على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "لن تسمح مواطنات أوروبا ومواطنيها بأن يقول لهم تابع لترامب، الطريقة التي يتعين عليهم الانتخاب بها. إن السفير الأمريكي الذي يتدخل على هذا النحو في صراعات ديمقراطية لا يصلح ببساطة لهذا المكان".
وقال مارتن شولتس الرئيس السابق للاشتراكيين الديمقراطيين بألمانيا لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن جرينل لا يتصرف كدبلوماسي، "وإنما كضابط استعماري يميني متطرف"، مضيفا أن السفراء هم ممثلون لدولهم، وليس لحركات سياسية.
ومن جانبها، قالت سيفيم داجديلين نائبة رئيس الكتلة البرلمانية لحزب اليسار الألماني المعارض: "من خلال إعلانه في بوابة برايتبارت لندن اليمينية المتطرفة الرغبة في التدخل في السياسة في أوروبا وعزمه دعم قوى محافظة، يعلن السفير الأمريكي ريتشارد جرينل نفسه كمبعوث تغيير النظام لرئيسه (دونالد ترامب)"
وناشدت داجديلين وزير الخارجية الألماني هايكو ماس استدعاء جرينل لوزارة الخارجية وإعلان رفض أي تدخل لواشنطن في الشؤون الداخلية.
ووجه جرينل أيضا انتقادا حادا لألمانيا بصفتها عضو بحلف شمال الأطلسي "ناتو" وذكر أن ألمانيا أكبر اقتصاد في أوروبا، ويتعين عليها التعامل مع مسؤولياتها تجاه التحالف الدفاعي على محمل الجد.
وأضاف جرينل أن الحكومة الأمريكية تطالب بذلك، لكن برلين لم تطرح حتى الآن خططا جادة توضح كيفية تحقيقها لهدف إنفاق اثنين بالمئة من إجمالي الناتج المحلي لها على الدفاع بحلول عام 2024.
وفي هذا السياق، ناشدت نائبة رئيس الكتلة البرلمانية لحزب اليسار، الحكومة الاتحادية إتباع سياسة خارجية أوروبية مستقلة وإعلان رفض لسياسة المواجهة التي تدعمها واشنطن في مواجهة روسيا.
وقالت داجديلين: "من الضروري أن يكون هناك إعراض واضح عن خطط التسلح الأمريكية للناتو ،وانسحاب من مضاعفة ميزانية الدفاع الألمانية المخطط لها لما يزيد على 70 مليار يورو".
شاهد مسلسلات رمضان "قبل أي حد"
جهز إفطارك من طبخة ع السريع: أسرع طريقة لتجهيز الأكل
شاهد مسلسلات رمضان "قبل أي حد"
جهز إفطارك من طبخة ع السريع: أسرع طريقة لتجهيز الأكل
فيديو قد يعجبك: