وزراء دفاع الناتو يتأهبون للموافقة على إجراءات جديدة لمواجهة التهديدات
بروكسل (د ب أ)
قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "ناتو" ينس ستولتنبرج، اليوم الخميس، إن حلفاء الناتو باستثناء أمريكا من المتوقع أن يزيدوا من إنفاقهم الدفاعي بنسبة تقارب 4 بالمئة في 2018 مقارنة بالعام السابق، فيما وافق وزراء دفاع الحلف على تدابير لتعزيز التحالف.
والتقى وزراء الدفاع في بروكسل قبل شهر واحد فقط من قمة الناتو، حيث من المقرر أن يعلن قادة الحلف عن عزمهم على التعامل مع التهديدات الجديدة، خاصة من روسيا، وأيضاً طمأنة الولايات المتحدة برغبتهم في إنفاق المزيد على الدفاع.
وقال ستولتنبرج: "إن القرارات التي اتخذناها اليوم تمهد الطريق لعقد قمة ناجحة في يوليو المقبل، بمزيد من الاستثمار وتقاسم أكثر عدلا للأعباء وتعزيز الوضع الدفاعي".
وأضاف أن الإنفاق الدفاعي من جانب كندا والحلفاء الأوروبيين من المتوقع أن يحقق زيادة حقيقية قدرها 8ر3 بالمئة عام 2018 مقارنة بالعام الماضي، بما يجعلها رابع سنة على التوالي يزيد فيها الحلفاء غير الأمريكيين الإنفاق.
وكانت الولايات المتحدة صاحبة أكبر ميزانية دفاع في الحلف طرحت قضية الانفاق الدفاعي مرارا، كما كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صريحًا تماما في مطالبته بأن تنفق كندا والحلفاء الأوروبيين المزيد.
وقال ستولتنبرج: "لقد رحب الرئيس ترامب بهذه الأرقام، لأنه أدرك بالفعل أن هذا يمثل تقدما".
يذكر أن شركاء حلف الأطلسي تعهدوا خلال قمة الحلف في ويلز في عام 2014 بتحقيق هدف الاثنين بالمئة، أي إنفاق اثنين بالمئة من إجمالي الناتج المحلي لكل دولة على ميزانية الدفاع.
وتصر الولايات المتحدة الأمريكية بصفة خاصة على تحقيق هذا الهدف بحلول عام 2024 كحد أقصى.
وقالت وزير الدفاع الألمانية أورزولا فون دير لاين اليوم الخميس في مستهل لقاء وزراء دفاع دول الحلف في بروكسل: "ألمانيا تقف تماما وراء هدف الاثنين بالمئة".
وكانت فون دير لاين تعهدت مؤخرا بأن تبلغ ميزانية الدفاع 5ر1 بالمئة فقط من إجمالي الناتج المحلي بحلول عام 2025.
وأضافت المستشارة الألمانية: "عندما اتحدث مع الأمريكيين، فإنهم يندهشون عندما يدركون أننا سنحقق زيادة بنسبة 80 بالمئة خلال عقد من الزمن"، لافتة إلى أنه سيتم الاعتراف بأن ألمانيا ثاني أكبر مقدم قوات في حلف الأطلسي.
ويعمل الناتو على تعزيز قدراته الدفاعية خلال السنوات الأخيرة، رداً على العدوان المتصور من روسيا، بعد أن غزت شبه جزيرة القرم بأوكرانيا في عام 2014، ودعمت الانفصاليين في شرق أوكرانيا.
ويتأهب الوزراء للموافقة على مبادرة جديدة، يطلق عليها اسم "فور ثيرتيز" (الثلاثينات الأربعة)، والتي سوف تمكّن الناتو من حشد 30 كتيبة برية و30 سربا جويا و30 سفينة مقاتلة، في خلال 30 يوما. وستضم المبادرة نحو 30 ألف جندي و300 طائرة و30 سفينة بحرية أو غواصة على الأقل.
وأوضح ستولتنبرج أن "هذا يدل على تصميمنا على غرس ثقافة الاستعداد في الحلف".
وأعطي الوزراء الضوء الأخضر رسميا لمراكز القيادة الجديدة في مدينة أولم الألمانية، وفي مدينة نورفوك الأمريكية، مع زيادة مجمعة في أكثر من 1200 وظيفة.
وقال ستولتنبرج: "ستكون هذه المراكز ضرورية لتعزيز قدرة الحلفاء"، وقال قبل الاجتماع اليوم: "لأننا في عالم لا يمكن التنبؤ بما يدور فيه، نحتاج إلى ضمان أن تكون لدينا القوات المناسبة في الأماكن المناسبة في الوقت المناسب".
وقال ستولتنبرج للصحفيين: "نحن نكيف الهيكل القيادي للناتو من أجل مواجهة التحديات في المستقبل".
ومن بين المبادرات الأخرى، تعزيز الوضع البحري لحلف الناتو للتعامل في جزء منه مع التهديدات الروسية في البحر المتوسط، وجهود تسريع وتيرة نشر القوات والمعدات عبر أوروبا، مثلا بالتصدي لإجراءات الجمارك والبنية التحتية الهزيلة مثل الجسور.
وتشمل القضايا الأخرى القرارات الأمريكية الأخيرة بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني وفرض رسوم على الصلب والألومنيوم على دول الاتحاد الأوروبي.
وقال ستولتنبرج "الناتو ليس خائفا - لكن على الناتو أن يتكيف.. ويتعين على الناتو التأكد من أننا سنظل أنجح تحالف في التاريخ".
أقر ستولتنبرج أن "هناك اختلافات" بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين، وكذلك بين دول الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بمستقبل أوروبا.
وقال "وجود اختلافات بين حلفاء الناتو ليس بالأمر الجديد".
وأضاف "أعتقد أن ما تعلمناه وما يرصده التاريخ، هو أن حلف الناتو قادر على الوقوف متحدا فيما يتعلق بمهمتنا الأساسية، ولتقديم الدفاع الجماعي وعوامل الردع (وفوق ذلك) أننا نحمي بعضنا بعضاً".
فيديو قد يعجبك: