إعلان

قبل انتهاء كأس العالم.. كيف يستغل الديكتاتوريون الأحداث الرياضية لصالحهم؟

02:36 م الأربعاء 11 يوليو 2018

الروسي فلاديمير بوتين

كتبت- هدى الشيمي:

عندما صعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المنصة قبل بدء مباراة افتتاح بطولة كأس العالم 2018، أكد للعالم أن بلاده دولة متفتحة وصديقة ومضيافة، محاولا التشويش على سمعة روسيا السيئة فيما يتعلق بالعنصرية وكراهية المثلية الجنسية والقمع وفرض قيود على الإعلام.

وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش قد أشارت إلى أن روسيا لديها تمر بأسوأ أزمة حقوق إنسان منذ انهيار الاتحاد السوفيتي.

وتقول شبكة "إن بي سي" الأمريكية إن بوتين من بين عدد كبير من المسؤولين السياسيين الذين يستغلون الأحداث الرياضية لتحقيق مصالح سياسية، أو تحسين سمعة بلاده، وصرف الانتباه عن سجلاتهم المُخجلة في حقوق الإنسان.

وتؤكد إيليا شومانوف، نائب مدير مجموعة الشفافية الدولية لمكافحة الفساد، في تصريحات لصحيفة نيويورك تايمز أن الأنظمة الاستبدادية والحكام الديكتاتورين يحبون الأحداث الرياضية الكُبرى. وأرجعت ذلك إلى أن الفعاليات الرياضية الكبرى تساعدهم على تعزيز مكانتهم في المجتمع الدولي، والوصول إلى أكبر عدد ممكن من المواطنين العاديين، الذين يتابعون المباريات أو الفعاليات الرياضية.

وتؤكد الشبكة الأمريكية أن الأحداث الرياضية الكبرى - مثل كأس العالم والأولمبياد- تسمح لقادة البلاد، خاصة الديكتاتوريين منهم، بتحسين مظهرهم، فيصبحون أكثر أهمية وأكثر شعبية في المحافل الدولية.

وتقول "إن بي سي" إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيكون ضمن حضور المباراة النهائية لكأس العالم، وسيسلم الكأس للفريق الفائز مثل أي حاكم سابق استضافت بلاده المونديال، وسيلتقط له المصورون العديد من الصور التي يضحك فيها ويبتسم، رغم أن بلاده تعيش الآن أزمة دبلوماسية، على خلفية اتهامتها بإلقاء أسلحة كيماوية في بريطانيا، وادانتها لوقوفها وراء الرئيس السوري بشار الأسد الذي ارتكب انتهاكات جسيمة في حق شعبه.

وأشارت إن بي سي إلى أن بوتين أكد عشية افتتاح كأس العالم إلى أن الفيفا ملتزمة بمبدأ "الرياضة دون سياسة"، إلا أنه لم يستطع فصل السياسة عن الرياضة في لقائته مع القادة السياسيين مثل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وكبير المسؤولين الكوريين الشماليين كيم يونج نام، والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف.

ولا يعد بوتين الرئيس الوحيد الذي يستغل الأحداث الرياضية الكبرى لصالحه، فتقول الشبكة الأمريكية إن ألكسندر لوكاشينكو، الديكتاتوري البيلاروسي، يسير على خطا الرئيس الروسي، وسيحاول تحسين صورته وتغيير النظرة العالمية له خلال استضافته الأولمبياد الأوروبية في مدينة مينسك التي من المقرر أن تبدأ في 21 يونيو 2019، وستسمر حتى نهاية هذا الشهر.

ولفتت إن بي سي إلى أن الألعاب الأوروبية تعتبر شكل من أشكال الأولمبياد المصغرّة التي يشارك فيها الرياضيين الأوروبيين، وتم اقامتها منذ ثلاث سنوات في أذربيجان، وهي دولة أخرى تعاني من سجل حقوق انسان مروّع.

وذكرت الشبكة الأمريكية أن الجماعات الحقوقية تسعى جاهدة للتصدي لمحاولات استغلال الديكتاتوريين للبطولات الرياضية للتغطية على جرائمهم، مُشيرة إلى أنهم نجحوا في إقناع اللجنة الأولمبية الدولية إضافة مبادئ حقوق الإنسان إلى العقود التي يوقعونها مع الدول المضيفة للأحداث الرياضية.

وقد يترتب على ذلك، تدخل اللجنة الأولمبية الدولية ونجاحها في إلغاء عقد الألعاب الأوروبية في مينسك العام المقبل.

ليس هناك أدنى شك من أن سجل حقوق الإنسان البيلاروسي كارثي. وتقول "إن بي سي" إن الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش وصف لوكاشينكو بأنه أخر الديكتاتوريين في أوروبا.

وذكرت الشبكة الأمريكية إن الديكتاتوري البيلاروسي لديه سجل كبير في قمع النشطاء السياسيين والحقوقين مدون فيه الكثير من حالات الاعتقال والاختفاء القسري.

وحسب تقارير منظمة العفو الدولي، فإن الحكومة البيلاروسية شنت حملة اعتقالات ضد قادة وحركات المعارضة، بعد انتخاب لوكاشينكو في عام 1994.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان