إعلان

صفقة إسرائيلية روسية حول سوريا.. إيران "تخرج" وتل أبيب تقبل بقاء الأسد

11:19 م الخميس 12 يوليو 2018

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - هشام عبد الخالق:

أدت زيادة الدور الروسي في الشرق الأوسط لتعدد زيارات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الكرملين، سواء كان هذا الأمر متعلقًا بنهائيات كأس العالم أم لا، فلا يشكك أحد في أن العلاقات بين الدولتين أصبحت أكثر تميزًا بسبب القضايا الحالية.

وتقول مراسلة صحيفة "هآرتس" العبرية، نوا لانداو، في تحليل لها: "كانت الزيارة الأخيرة التي قام بها نتنياهو إلى روسيا مختلفة، بسبب اقتراب القمة المزمع عقدها بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، وسيضطر الأمريكيون لتوضيح موقفهم من الهدف الأساسي لروسيا وهو توطيد حكم الرئيس السوري بشار الأسد".

وتتابع الكاتبة، كان الأسد الشرير الرئيسي في العالم لعدة سنوات، بعد أن قتل شعبه بوحشية، وتسبب في موجة لاجئين كبيرة ومأساوية، وجعلت الصور القادمة من الدولة المُقسمة كلًا من أوروبا وأمريكا تُصران على أن "لا بد أن يرحل الأسد".

امتنعت إسرائيل عن المشاركة في الأفعال الوحشية التي تحدث في شمالها (سوريا) ولكنها تعاملت من وراء الأبواب مع جهات مختلفة لعدة سنوات، وقدمت مساعدات طبية - وعسكرية أحيانًا طبقًا لتقارير أجنبية - للمتمردين السوريين، تحسبًا لليوم الذي تضطر فيه للتعامل مع قيادة سورية مختلفة.

ولكن، بعد تدخل روسيا، تغيرت الأوضاع، وفهم قادة العالم أن الموقف لن يتغير في سوريا، وأصبح الاعتراف بالأسد رئيسًا لسوريا هو كل ما يمكنهم فعله، ولكن تتضمن مطالبات أوروبا للاعتراف به تحديد استخدامه للأسلحة الكيميائية، إقامة انتخابات نزيهة، دستور جديد، وحل لأزمة اللاجئين، ولكن لدى إسرائيل مطالب أخرى، وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية، تتمثل في إحباط النفوذ الإيراني في المنطقة، والذي له الأولوية على أي شيء آخر.

ويقول المسؤولون الإسرائيليون، لا تريد دولتنا أن تصبح بمثابة مُنفذي القانون في سوريا، ولكن تريد فقط حماية مصالحها الأمنية، فالمطالبة بالديمقراطية ليست أولوية كبرى الآن، لذا فما تريده إسرائيل الآن يتمثل فيما قاله نتنياهو وهو التخلص من الصواريخ الموجهة نحو إسرائيل.

الأمر الثاني الذي تريده إسرائيل، بحسب الكاتبة، إزالة كل القوات الموالية لإيران من سوريا، وقالت مصادر إسرائيلية، إنه في الوقت الذي كان نتنياهو في موسكو، قامت روسيا بإزالة كل الوجود الإيراني من جنوب سوريا، لمسافة تزيد عن 10 كيلومترات عن الحدود الإسرائيلية، ولكن، بحسب الكاتبة، فإن إسرائيل تطالب بإزالة كل التواجد الإيراني من البلاد.

تريد إسرائيل أيضًا، بحسب الكاتبة، أن يحترم الأسد اتفاقية فك الاشتباك بين سوريا وإسرائيل عام 1974 واستعادة الوضع السابق على طول الحدود، وقال نتنياهو للصحفيين في موسكو: "ليس لدينا مشكلة مع نظام الأسد، فلمدة 40 عامًا لم يتم إطلاق رصاصة واحدة على مرتفعات الجولان"، ولكن "يتمثل محور تلك القضية في قدرة إسرائيل على الدفاع عن أي جهة تشن هجومًا ضدنا، سواء كانت هذه الجهة إيران، داعش، حزب الله، أو قوات الأسد".

ويبدو أن الصفقة الإسرائيلية الروسية أصبحت أكثر وضوحًا من أي وقت مضى، فلن يعيق بوتين حرية حركة إسرائيل في سوريا وسيبعد إيران عن حدود إسرائيل، في مقابل عدم اعتراض إسرائيل على أن يعود الأسد إلى السُلطة.

وتقول الكاتبة، السؤال الذي يبقى بدون إجابة حتى الآن، هو ما قيمة ورقة الضغط التي تستخدمها إسرائيل للضغط على سوريا؟ وهل يعتقد بوتين أنها تساوي إبعاد القوات الإيرانية عن الحدود؟ أم أنها تساوي إخراج إيران بشكل كامل من سوريا كما يطالب نتنياهو؟ وهذه القضية محور نقاشات روسيا وإسرائيل، ولكن قد تكون الإجابة غير واضحة لعدة سنوات.

وتساءلت الكاتبة في ختام تحليلها: "لكن ما مصير السوريين الذين ساعدتهم إسرائيل في السنوات الماضية؟ الذين سيصبح مصيرهم في قبضة الأسد؟ والذين يتوسلون من أجل حمايتهم من مذبحة كبرى؟ حيث أعلنت إسرائيل أنها لن تأخذ لاجئين سوريين ولكنها ستوفر الدعم الإنساني لهم فقط".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان