إيكونومست: الإرهابيون يحاولون إحياء "جنّة" الساحل الإفريقي
كتب – محمد الصباغ:
لم تنته مهمة القضاء على داعش في سوريا والعراق بعد، لكن القوات الأمريكية والحلفاء الذين ساعدوا في دحر التنظيم الإرهابي بدأوا في العودة إلى بلدانهم. ويأتي ذلك في وقت أيدولوجية التنظيم المتطرف لم تفنى بعد، فهناك جذور لها في دول الساحل الإفريقي وحولها.
والساحل الإفريقي عبارة عن حزام يمتد عبر بعض من الدول من البحر الأحمر إلى ساحل المحيط الأطلنطي. ويشمل أجزاء من دول إريتريا وبوركينا فاسو وجنوب السودان والسودان وتشاد والسنغال والنيجر ونيجيريا ومالي وموريتانيا والجزائر وليبيا.
وهناك دولة فيه مثل الصومال وأخرى قريبة من هذا الحزام كجمهورية إفريقيا الوسطى، لم تشهدا سلامًا منذ عقود. وفي السنوات الاخيرة ضرب إرهاب الجهاديين بقوة على أرضهما.
وبمقارنة حجم قتلى الجهاديين في إفريقيا مقارنة بالعراق فهناك فارق كبير لصالح القارة السمراء، بحسب ما ذكر تقرير لمجلة إيكونومست البريطانية.
في العام الماضي قتل حوالي 10 آلاف شخص، أغلبهم من المدنيين، مقارنة بحوالي 2000 في العراق وسوريا. كما أن تنظيم داعش في غرب إفريقيا، وهو التنظيم النيجيري الذي بايع داعش، لديه حوالي 3500 مقاتل وهو عدد أكبر تقريبا من عناصر داعش في سوريا والعراق. ويحاول فرع التنظيم في نيجيريا بناء "خلافة" جديدة في المدن البعيدة.
ويتابع تقرير إيكونومست أن الاهتمام العالمي بهذا التهديد المتزايد في غرب إفريقيا قليل، حيث مصالحهم محدودة. لكن المخاطر بالفعل ترتفع، حيث هاجم تنظيم القاعدة عدد من السفارات الغربية والفنادق وشركات النفط في دول الساحل. وبعضهم كان لهم علاقة بهجمات إرهابية في أوروبا.
وعلى سبيل المثال، في تفجير مانشستر عام 2017 والذي راح ضحيته 23 شخصًا، كان المهاجم مرتبط بعلاقات في ليبيا. وهناك أيضًا هجوم سوق عيد الميلاد في ألمانيا عام 2016، والذي راح ضحيته 12 شخصأ.
وتحذر إيكونومست من أن معدل هذه الهجمات سوف يرتفع لو تم السماح للجهاديين بامتلاك أراض يقيمون فيها معسكرات، على غرار ما فعله تنظيم القاعدة في أفغانستان قبل سبتمبر عام 2001.
يهدد الإرهاب في منطقة الساحل والدول المحيطة بها، الاستقرار في بعض من الدول الأكثر نموًا في عدد السكان. ولو سقطت تلك الدول في الفوضى ، يمكن لأوروبا توقع ملايين أخرى من اللاجئين.
وتشير المجلة إلى أنه على الرغم من ذلك فيبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يعتبر ذلك من أولوياته. فمنذ مقتل أربعة جنود أمريكيين في النيجر خلال شهر أكتوبر الماضي، تلقت القوات الأمريكية أوامر تجعلهم ينفذون عمليات ذات درجة خطورة أقل.
كما تلقى قادتهم أوامر بالتخطيط لتخفيض بمعدل 50% فيما يخص بأعداد أفراد القوات الخاصة التي تعمل بالمنطقة. وترى المجلة البريطانية أن هناك إشارات على أن الرئيس ترامب يكرر أخطاء الرئيس بيل كلينتون حينما سحب القوات الأمريكية من الصومال عام 1993، بمجرد ما ظهر جنود أمريكيون قتلى على شاشات التلفزيون.
بعد القرار انهارت الصومال وسط الفوضى وأصبحت جنة للجهاديين والقراصنة. واختتمت إيكونومست التقرير بالإشارة إلى أنه بالحيولة دون سقوط حزام الساحل الأفريقي، سيكون أسهل من العمل على إعادته بعد السقوط.
فيديو قد يعجبك: