لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

كيف يؤثر اعتقال "الداعية الراقص" على العلاقات التركية الإسرائيلية؟

02:45 م السبت 14 يوليو 2018

الداعية التركي المثير للجدل عدنان أوكتار

كتبت- هدى الشيمي:

قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية إن الداعية التركي والإعلامي المثير للجدل عدنان أوكتار لعب دورًا كبيرًا في تحسين العلاقات التركية الإسرائيلية، وأن إلقاء القبض عليه قد يؤثر على العلاقات بين البلدين.

وألقت الشرطة التركية القبض على أوكتار، صباح الأربعاء الماضي، في إطار عملية استهدفت 235 شخصا في جميع أنحاء تركيا، وتمت بالتزامن مع تنصيب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رئيسًا للبلاد، في فترة رئاسية جديدة تمتد إلى 5 أعوام مُقبلة.

أثار أوكتار جدلاً كبيرًا بسبب آرائه المتعلقة ببعض القضايا المهمة أبرزها موقفه من المرأة وإلقائه محاضرات أمام نساء يرتدين ملابس عارية.

يُدير أوكتار قناة "A9" التي حققت انتشارًا كبيرًا في تركيا وخارجها، ولديه العديد من الكتب التي ألفها على مدار السنوات الماضية، وهو زعيم طائفة جنسية في الخارج.

وأجرى أوكتار حوارات عدة مع صحف إسرائيلية عريقة، والتقى بشخصيات يهودية بارزة في مجال السياسة والدين.

وحسب تقارير إعلامية تركية، فإن قسم الجرائم المالية يقود التحقيقات الحالية، ووجهت سلسلة من الاتهامات لأوكتار، الذي يعتبر نفسه داعية دينيًا عصريًا وغير تقليدي.

1

وقالت وكالة الأناضول التركية إن الاتهامات الموجهة لعدنان واتباعه من بينها تأسيس نظام لارتكاب الجرائم والاحتيال، واستغلال الأطفال جنسيًا، والاعتداء الجنسي على القاصرين، والتجسس، والاختطاف، وانتهاك قانون مكافحة الإرهاب.

وترى "جيروزاليم بوست" أن اعتقال أوكتار بالتزامن مع تولي أردوغان فترة رئاسية له دلالة معينة. وتقول إن القيادة في أنقرة ربما تشعر الآن أن ما تعرضه القناة التي يديرها أوكتار، وإلقاءه ندوات ومحاضرات إسلامية أمام فتيات شبه عاريات يرقصن أمامه لم يعد مستساغًا.

"العلاقات مع اليهود"

على مدار سنوات طويلة، تمكن أوكتار وجماعته من التواصل مع اليهود والإسرائيليين في جميع أنحاء العالم، وتم التعامل مع ذلك على أنه جزء من المجهود المبذول لتحقيق السلام بين إسرائيل وتركيا، وبداية عصر جديد تكون فيه أنقرة جسرًا يجمع بين الشرق والغرب.

ووفقا لمقال نُشر في جيروزاليم بوست عام 2011، فإن أوكتار التقى وفدًا دينيًا يهوديًا من إسرائيل، ضم شخصيات بارزة.

في عام 2014، كتب أوكتار مقالاً في صحيفة يديعوت أحرونوت عن العلاقات التركية اليهودية، قال فيها إن إسرائيل وتركيا تجمع بينهما علاقات حب وتعاون متبادلين.

وبعدها، تقول الصحيفة إن الناشطين اليهود ذهبوا إلى إسطنبول وكانوا ضيوفًا في برنامجه، واعتبروا تصرفات وتصريحات أوكتار حركة من شأنها جلب الإسلام للقرن الحادي والعشرين.

2

وحسب الصحيفة، فإن أوكتار قد نشر فيها عشرات المقالات في الفترة بين عام 2014 وحتى عام 2018.

كما ذهب مؤيدو أوكتار إلى إسرائيل. ونشرت جيروزاليم بوست تقريرًا في عام 2013 أفاد بأن أوكتار بابونا ممثل الداعية التركي الشخصي ذهب إلى إسرائيل وقضى هناك أياما لتحسين العلاقات بين أردوغان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وقالت تقارير، وقتذاك، إن بابونا التقى مسؤولين إسرائيليين بارزين، من بينهم أعضاء الكنيست وممثلو حركات وأحزاب إسرائيلية.

"حملة شرسة"

وبدأت الحملة الشرسة ضد أوكتار في تركيا مطلع هذا العام. وتقول جيروزاليم بوست إن صحيفة دايلي صباح، الموالية للحكومة، اتهمت الداعية التركي بأنه زعيم طائفة جنسية، في تقرير نشرته يناير الماضي.

ونقلت الصحيفة قول أحد الرجال بأن ابنتيه المراهقتين تعرضتا لغسيل دماغ بسبب مشاهدتهما للقناة التي يديرها أوكتار.

وذكرت ديلي صباح أن قناة "A9" التي يديرها أوكتار، تعرض مواد إعلامية غير إخلاقية ومسيئة للمجتمع التركي.

ونشرت مجلة "نيوزويك" تقريرًا قالت فيه إن أوكتار زعيم طائفة جنسية سيئة السمعة، ونشرت صحيفة "هآرتس" تقريرًا في أبريل الماضي، يقول إن الجماعة التي يديرها الداعية التركي تقوم بممارسات غير أخلاقية.

وبرغم تلك الاتهامات، تقول "جيروزاليم بوست" إن حفل الإفطار الذي أقامه أوكتار، في شهر رمضان الماضي، لاقى استحسانًا كبيرًا، وحضره أكثر من ألف شخص من بينهم زعماء يهود ودعاة تحدثوا عن ضرورة السعي إلى تحقيق السلام بين البلدين، بغض النظر عن الاختلافات الموجودة بينهما.

وتقول الصحيفة الإسرائيلية إن حملة الاعتقالات التي تشهدها تركيا، تُنهي العلاقات بين أوكتار والجماعات اليهودية.

وأشارت جيروزاليم بوست إلى أن السياسيين ورجال الدين والصحفيين البارزين اليهود كانوا يتلقون دائمًا دعوات للذهاب إلى إسطنبول، ما جعلهم يشعرون أنهم يبنون جسورًا بين البلدين، ويخلقون علاقات بين اليهود والمسلمين.

وحسب جيروزاليم بوست، فإنه من غير الواضح ماذا سيحدث بعد إلقاء القبض على أوكتار، واحتجازه وتوجيه سلسلة من التهم إليه.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان