طفلان شهيدان وعشرات الصواريخ ووساطة مصرية.. ماذا يحدث في غزة؟
كتب - هشام عبد الخالق:
اُستشهد طفلان فلسطينيان السبت، جراء القصف الإسرائيلي على مواقع لحماس في قطاع غزة.
الطفلان الشهيدان هما: أمير النمرة (15 عامًا) ولؤي كحيل (16 عامًا)، واسشهدا جراء استهداف منطقة الكتيبة غرب غزة، فيما أصيب 14 مواطنًا، حسبما أفاد الناطق باسم وزارة الصحة د. أشرف القدرة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
وفي تعقيبه على استشهاد نجله قال والد الشهيد الطفل أمير النمرة: "مهجة قلبي، والله بيسوا مليون زلمة، طفل بريء".
وحسب مقطع الفيديو، الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، أضاف والده: "الله يرحموا طفل بريء وين دول العالم؟ وين المجتمع الدولي؟".
كان هذان الطفلان آخر ضحايا القصف الإسرائيلي الذي تشنه طائرات الاحتلال على قطاع غزة، والذي بدأ منذ الساعات الأولى من صباح أمس السبت.
- البداية:
شن الطيران الحربي الإسرائيلي فجر اليوم السبت، سلسلة غارات على أراض زراعية ومواقع للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وردّت المقاومة بإطلاق رشقات صاروخية صوب المستوطنات المحاذية للقطاع.
وقالت مصادر فلسطينية إن الاحتلال استهدف موقع الشهيد عيسى البطران التابع للمقاومة الفلسطينية بمخيم البريج وسط قطاع غزة، بثلاثة صواريخ من طائرة إف16، ما أدى لأضرار بالمكان، كما قصف الطيران الحربي موقع "اللواء" قرب مدينة الشيخ زايد شمال قطاع غزة، ما تسبب في وقوع هناك أضرار في منازل المواطنين بالمنطقة، وقصف الطيران الإسرائيلي أرضًا زراعية جنوب منطقة "ملكة" شرق مدينة غزة.
أعلن جيش الاحتلال فيما بعد، أن هذا القصف جاء ردا على الأحداث التي وقعت عند السياج الفاصل أمس الجمعة، ومواصلة إطلاق الطائرات الورقية والبالونات الحارقة تجاه مستوطنات غلاف غزة.
- تطور الأحداث:
أطلق مقاتلون فلسطينيون عشرات قذائف الهاون والصواريخ في اتجاه بلدات إسرائيلية محاذية للحدود بالتزامن مع الغارات التي قام بها سلاح الجو الإسرائيلي.
وقال مصدر أمني فلسطيني إنّ "طائرات الاحتلال شنت غارات جوية عدة استهدفت فيها مواقع للمقاومة الفلسطينية وألحقت أضرارا جسيمة"، من دون أن يبلغ عن وجود إصابات.
وأعلنت حركة حماس أنّها نفّذت هجمات "ردا" على الغارات الإسرائيلية.
وقال الجيش الاسرائيلي في بيان إنه استهدف نفقين لحركة حماس ومواقع مخصصة لإعداد بالونات حارقة يتم إطلاقها على إسرائيل في الاسابيع الاخيرة.
وأوضح أنّ نظام القبة الحديدية اعترض ست قذائف صاروخية أطلقت من غزة، بينما بلغ عدد القذائف التي استهدفت الأراضي الإسرائيلية 31.
وكان عدد الإصابات في بداية اليوم ثلاث إصابات تقريبًا في القصف الإسرائيلي الذي استهدف مواقع لحماس.
- رد حماس:
أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أنها لن تسمح للاحتلال أن ينفرد بقصف الشعب الفلسطيني وقتله، متوعدة برد حاضر على كل تصعيد و"الاحتلال يتحمل نتائج عدوانه".
وقال عبد اللطيف القانوع الناطق باسم حركة حماس -في بيان له- أن ارتفاع وتيرة التصعيد لدى الإحتلال لن يغير المعادلة أو يفرض واقعًا جديدًا أو يوقف زحف مسيرات العودة والمقاومة.
كما أكد رئيس الحركة يحيى السنوار، أن حماس لن توقف الرد طالما استمر الاحتلال بالتغول على الشعب الفلسطيني.
وشدد على أن الحركة ستقابل التصعيد برد قاس.
- تعليق إسرائيلي:
قال مسؤول بالحكومة الإسرائيلية، مساء اليوم السبت، إن تل أبيب قررت اتخاذ إجراءات قوية ردا على العدوان الذي يشن من قطاع غزة، حسبما ذكرت "روسيا اليوم".
وأفاد المسؤول الذي اشترط عدم الكشف عن هويته، أن إسرائيل ستزيد من حدة أنشطتها وفق الحاجة، مؤكدا أن الجيش سدد لحماس أقسى ضربة منذ عملية الجرف الصامد.
ويجري رئيس الوزراء نتنياهو منذ الليلة الماضية مشاورات أمنية مع وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان العامة لجيش الدفاع وكبار المسؤولين في الأجهزة الأمنية.
وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، مساء السبت، إن رئيس الأركان أجرى جلسة لتقدير الموقف في قطاع غزة، قبل قليل.
- الوساطة المصرية:
قال المتحدث باسم حرجة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة، إن الحركة توافق على التهدئة مع إسرائيل بدءا من الثامنة مساء اليوم، استجابة لوساطة مصرية.
وأضاف المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي، داوود شهاب، في بيان، أن "اتصالات مكثفة جرت خلال الساعتين الماضيتين للتوصل لاستعادة الهدوء".
وتابع "نحن تعاطينا مع الجهد المصري ووافقنا على الهدوء، اعتبارًا من الساعة الثامنة مساء اليوم السبت، على أن يلتزم الاحتلال بوقف العدوان".
وأوضح شهاب "من جانبنا نؤكد مجددا على حقنا في الرد على أي انتهاك صهيوني".
- مطالبات فلسطينية بتدخل دولي:
طالبت حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية، بتدخل دولي عاجل لوقف عدوان الاحتلال الاسرائيلي على قطاع غزة.
وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة يوسف المحمود، في بيان صحفي مساء اليوم السبت: إن الحكومة برئاسة رئيس الوزراء رامي الحمد الله تجري اتصالات مكثفة مع كافة الجهات الإقليمية والدولية، من أجل ضمان وقف العدوان .
وشدد المحمود، على أن سلطات الاحتلال تعمل طوال الوقت على الدفع بالأوضاع الى مزيد من التصعيد وملاحقة المواطنين العزل وإراقة دماء المتظاهرين السلميين واستهداف الأطباء والممرضين والمسعفين والصحفيين، في ظل تشديد الحصار الجائر المفروض منذ 11 عاما على أبناء شعبنا في القطاع.
فيديو قد يعجبك: