إعلان

هل تكتب مساومات قمة هلسنكي مصير سوريا وفلسطين ؟

11:02 ص الإثنين 16 يوليه 2018

دونالد ترامب وفلاديمير بوتين

كتب - محمد عطايا:

قبل اللقاء بين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، في هلسنكي، بفنلندا، أطلق ترامب عددا من التصريحات المثيرة للجدل، كما ألقى الإعلام الغربي الضوء على ما يمكن أن يحدث من مساومات تصب جميعها ضد إيران، وترسم مستقبل سوريا وفلسطين.

بحسب المحلل السياسي الروسي، والباحث في مجلس الشؤون الدولية الروسية، تيمور أحميتوف، فإن القمة بشكل عام ستكون جيدة للجانبين، لأنها تروج للاستقرار الدولي، خاصة بين أكبر قوتين يمتلكان الأسلحة النووية في العالم.

على الجانب الآخر، اختلفت آراء بعض السياسين في الولايات المتحدة، حيث قال أحد أعضاء الكونجرس في تصريحات لصحيفة "فويس أوف أمريكا"، إنه على واشنطن رفع العقوبات عن موسكو، بينما يرى آخر قارن تعاملها البراجماتي مثل التعامل مع العصابات.

أعلنها ترامب صريحة، أنه قد يطلب من نظيره الروسى بوتين، خلال القمة، تسليم الولايات المتحدة 12 عنصرًا فى الاستخبارات الروسية اتهموا بقرصنة حواسيب الحزب الديموقراطى.

كما قال مسئولون في البيت الأبيض، إن الرئيس ترامب سيتطرق إلى ضرورة الحفاظ على سلامة منظمة "الخوذ البيضاء"، مشيرًا إلى أنه لا يمكن ضمان إمكانية تنفيذ بوتين ما يصرح به من عدمه.

يتوقع الخبراء أن تسيطر 4 قضايا على اللقاء المرتقب يبن ترامب وبوتين، أبرزهم القضية السورية، والإيرانية، والفلسطينية، والحصار الاقتصادي.

القضية السورية

يدعم كل طرف حليفه الخاص في الأراضي السورية، كما أن لكل زعيم توجهات بخصوص رئيس النظام السوري، بشار الأسد.

لا ينوي الرئيس الروسي، إثناء الأسد عن حكم سوريا، فبعدما تأكد عقد اللقاء نهاية الشهر الماضي، صرح وزير خارجيته، سيرجي لافروف، أن موسكو تدعم رئيس النظام السوري، لا لأنه يعجبها بل "لدفاعه عن سوريا والمنطقة برمتها من الإرهاب".

وقال لافروف، في مقابلة مع "القناة الـ4" البريطانية: "روسيا لا تتعاطف مع أحد، ولا يستخدم في الدبلوماسية والسياسة مبدأ يعجب أو لا يعجب، هذا المصطلح يتناسب فقط في العلاقات بين الأشخاص".

في المقابل، بالنسبة للرئيس الأميركي فأن المشكلة لا تكمن في رئيس النظام السوري، بشار الأسد، ولكن بحسب مستشاره للأمن القومي جون بولتون - في تصريحات له منذ أسبوع مضى- فأن المشكلة لا تكمن في قبضة الأسد على الحكم، ولكن طرد المليشيا الإيرانية من الأراضي الروسية، وهو ما ينتقل بنا إلى القضية المحورية في اللقاء المرتقب.

هل تبيع روسيا طهران ؟

كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم، أنه ناقش هاتفيا مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القضايا الإقليمية، مشيرًا إلى أنه عبر له عن تقديره لسياسته "الحازمة" تجاه إيران.

ويبدو أن الهم الشاغل في الوقت الحالي للرئيس الأمريكي، هو إيجاد كلمة السر التي ستجعل روسيا تتخلى عن الحليف المهم لها في المنطقة.

بحسب أحميتوف، في تصريحات خاصة لـ"مصراوي"، فإن تصريحات ترامب حول أهمية كسب التعاون مع روسيا، تعود إلى محاولته تخفيف حقيقة أنه يفرض على موسكو عزلة دولية.

وتابع، أن روسيا أثبتت ثقلها في المجتمع الدولي، حيث أنها لا تزال تحكم شبه جزيرة القرم، ولديها نفوذ قوي شرق أوكرانيا، كما أن دورها النشط في سوريا جعلها كلمة السر بالنسبه لأمريكا لأن موسكو الوحيدة التي تتمكن من تحجيم دور إيران.

وأضاف أن تغليب الآراء في القضايا الدولية وبخاصة إيران يمكن أن يتم وفق تغليب المصالح، حيث يترك كل أحد منهم يد الآخر، مشيرًا إلى أنه بالرغم من تصريحات موسكو بعدم تخليها عن طهران، ولكن لا أحد يعلم الصفقة المناسبة.

فيما نشرت صحيفة "جارديان" البريطانية تقريرًا عرضت فيه المساومة الأمريكية الروسية، مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكي سيعمل على الاعتراف بشبه جزيرة القرم تابعة لروسيا، وفي المقابل سيعرض على نظيره الروسي بوتين الضغط على إيران للخروج من سوريا.

القضية الفلسطينية – الإسرائيلية

بالنسبة لـ"روسيا" فإنها دائمًا تلتزم البقاء على الحياد في تناول تلك القضية، بالرغم من معارضتها نقل السفارة الأمريكية، وتهديدها المباشر لفتى أميركا المدلل أكثر من مرة.

أما الحليف الأمريكي، فهو متمسك بتطبيق "صفقة القرن" في فلسطين، وعلى حساب الشعب العربي هناك، إلا أن ما يمنع التوصل إلى اتفاق واضح بين الطرفين هو محاولة الهيمنة الروسية على الأوضاع في المنطقة، وهو ما لا ترضاه إسرائيل بأي شكل من الأشكال.

تعتمد موسكو على صفقات السلاح، وأصبح الشرق الأوسط بمثابة مستعمرة لها، وبدى الخلاف بين الجانبين واضحًا في تصريحات القائد السابق لشعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي عاموس يدلين، عندما أكد أن إرسال روسيا منظومة إس 300 إلى سوريا سيدفع إسرائيل إلى استهدافها، بحسب ما نقلت وكالة الأناضول، عن صحيفة يسرائيل هيوم الإسرائيلية، وبالتالي لن ترضى موسكو أن يوقف أحد صفقاتها من الأسلحة لجهة ما.

الحصار الاقتصادي

نتيجة للتحالفات السابقة، مع رئيس النظام السوري، أو إيران، فإنه لا يتوقع أن تلغي أمريكا حصارها الاقتصادي على روسيا، خاصة وأن العقوبات لا تزال تنهال عليها، حتى وصلت قائمة العقوبات الجديدة التي أصدرتها الإدارة الأميركية منتصف أبريل الماضي، شخصيات مقربة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بالإضافة إلى 13 شركة روسية كبرى.

كما أكد المحلل السياسي الروسي، أنه من غير المتوقع أن تغير أمريكا قراراتها بشأن العقوبات على موسكو بتلك السرعة، مشيرًا إلى أنه في الوقت ذاته يمكن أن تأتي المشاورات بجديد.

فيديو قد يعجبك: