هآرتس: تملق نتنياهو لترامب مغامرة محفوفة بالمخاطر
كتب - هشام عبد الخالق:
بعد انتهاء المؤتمر الصحفي بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في هلسنكي، أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بيانًا مدح فيه ترامب بسبب "التزامه العميق" بحماية أمن إسرائيل، مضيفًا أن الصداقة بين الدولتين لم تكن يومًا أقوى من الآن، وشكر بوتين أيضًا قبل أن يقول ترامب إن الرئيس الروسي أحد المعجبين بنتنياهو، ليثبت رئيس الوزراء الإسرائيلي بذلك أنه يمتلك مقومات رجل الدولة وهذا ما أظهرته القمة الأخيرة، وكشفت مؤهلاته الدبلوماسية.
الكاتب الصحفي شيمي شاليف، قال في مقال له بصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية: "قد يستنتج المرء من قراءة عناوين الأخبار أننا نعيش في عالم عادي، وأن قمة هلسنكي ما هي إلا تواصل للقمم المنعقدة بين قائدي الدولتين العظميتين، ولكن منذ انتخاب ترامب أصبح العالم غير عاديّ بالتأكيد، وخرجت الولايات المتحدة عن مسارها، وسيتذكر العالم قمة هلسنكي على أنها واحدة من أكثر الأحداث إثارة للجدل في التاريخ الأمريكي الحديث، وشاهد العديد من سكان العالم من ضمنهم الأمريكيين أنفسهم، الرئيس ترامب يهمل دولته ويدافع عن عدوه، ومثل دعم نتنياهو السريع له إسرائيل على أنها تعيش على كوكب آخر".
وتابع الكاتب، ما يربط بين الرئيس الأمريكي ترامب ونتنياهو، ليس مجرد علاقة منفعية فقط، ولكنها علاقة قائمة على رابطة عاطفية وأيديولوجية، فانتخاب ترامب أثار الرغبات الاستبدادية، والشعوبية، والوطنية المكبوتة لدى نتنياهو، وأدت إلى تسارع اختفاء حسه بالخجل، بداية بالقوانين التي يضغط نتنياهو في الكنيست لتمريرها، وانتهاء بحربه على الشرطة ووسائل إنفاذ القانون، وخطبته المخزية التي أدان فيها القيادات المعادية للسامية في المجر وبولندا.
وأضاف شاليف، لا شك في أن نتنياهو مسؤول عن أمن إسرائيل وليس عن السلام العالمي، ومن المفهوم أنه سيلعب على علاقاته الوثيقة مع ترامب وحواره المتكرر مع بوتين والمزايا التي تكتسبها إسرائيل من كليهما، لكن هناك حدود لكل شيء: حيث يُنظر إلى الاستحسان الذي يلقاه ترامب بعد ظهوره بهذا الشكل في هلسنكي، على أنه مساعدة لصديق متحمس، يصورون إسرائيل كدولة غافلة عن العالم ولا ترى أبعد من تحت قدميها، وهذا يمثل إسرائيل على أنها محور مركزي في العلاقة بين ترامب وبوتين، التي لم يتم الكشف بعد عن طبيعتها.
ويقول الكاتب: "كان بإمكان نتنياهو الحفاظ على علاقات وثيقة مع ترامب وحماية المصالح الحيوية لإسرائيل مع الحفاظ على مسافة آمنة بعيدًا عنه. ولكن، بدلًا من ذلك، يخرج رئيس الوزراء من طريقه ليتملق الرئيس الأمريكي.
مجاراة نتنياهو لترامب ف يجميع الأمور، ما هو إلا وصمة أخلاقية على إسرائيل نفسها، فهذا يشوه سمعة إسرائيل "الطيبة" بين قطاعات واسعة من الرأي العام الأمريكي والعالمي التي تمقت الرئيس الأمريكي، وعندما يحين الوقت ويتخلص الأمريكيون من رئيسهم - في صناديق الاقتراع أو في المحاكم أو من خلال إجراءات العزل - فإنهم سيجعلون من محاسبة العناصر التي ساعدته أمرًا مهمًا بالنسبة لهم.
واختتم الكاتب مقاله قائلًا: "الأهم من كل شيء هو أن افتتان إسرائيل بترامب هو مخاطرة غير محسوبة، فالرئيس المستعد لبيع دولته أمام الجميع، مثلما فعل في هلسنكي، لن يفكر مرتين قبل أن يغرس سكينًا في ظهر حليفه نتنياهو، والدولة القريبة منه في الشرق الأوسط".
فيديو قد يعجبك: