سجون سوريا مليئة بـ"الدواعش".. ومخاوف من سيناريو "مجاهدي أفغانستان"
كتب – محمد الصباغ:
سيطرت حكومة بشار الأسد على أجزاء كبيرة من سوريا مرة أخرى، وساعد التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة والذي دعم بشدة القوات الكردية في القضاء على تنظيم داعش في البلاد التي مزقتها الحرب الأهلية منذ عام 2011.
ألقى التنظيم الإرهابي الذي اتخذ من مدينة الرقة عاصمة له في سوريا، سلاحه في عديد المدن. ودحرته قوات حماية الشعب الكردية في مناطق، والقوات الحكومية ومعها المجموعات المسلحة الشيعية سواء من حزب الله أو من العراق وإيران أو حتى مقاتلين شيعة من مناطق بعيدة مثل أفغانستان.
لكن تبقى أزمة أخرى مثل توفير أماكن احتجاز للمقاتلين من التنظيم الإرهابي، وهو ما تناوله تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية اليوم الأربعاء وفيه تسائلت الصحيفة عن مصير هؤلاء المقاتلين بعدما امتلأت بهم السجون أو الأماكن التي تم تخصيصها سجونًا، وسط غض الطرف من بلدانهم الأصلية التي قد تصل إلى 50 دولة عن استقبالهم مرة أخرى.
ووسط مبانٍ كانت في السابق مدارس وتحولت إلى سجون في منطقة عين عيسى بمدينة الرقة، تحت إشراف قوات سوريا الديمقراطية الكردية المدعومة من أمريكا.
حينما تتحرك بين ممرات إحدى هذه المدارس سوف تجد الفصول تحولت إلى سجون، وخلف أبوابها تجد حوالي 15 شخصًا في ملابس سوداء. وقالت نيويورك تايمز إن المحتجزين من مقاتلي داعش السابين يبلغ عددهم ألف رجل من حوالي 50 دولة مختلفة.
ترفض دول هؤلاء الأشخاص عودتهم، في حين من الواضح أن قوات سوريا الديمقراطية لن تقبل باحتجازهم إلى الأبد في مناطقها. وأشار التقرير إلى أن مناقشات بين أعضاء الإدارة الأمريكية تطرقت إلى فكرة استقبال عدد من هؤلاء السجناء، في حين أن الدول التي ينتمي هؤلاء المسلحون إليها ترفض استقبالهم أيضًا بسبب إمكانية نقل عدوى التطرف إلى السجناء المحليين.
وصرح كريستوفر كوستا، مسئول أمريكي سابق في مكافحة الإرهاب، لنيويورك تايمز أن هؤلاء المقاتلون يمثلون تهديدا لبقية دول العالم. وأشار إلى ما حدث مع "المجاهدين" خلال فترة الثمانينيات الذين قاتلوا في أفغانستان، ثم توجهوا للقتال بعد ذلك في البوسنة.
وقال: "لا يمكننا تكرار هذه الأخطاء".
تحتجز قوات سوريا الديمقراطية حوالي 400 رجلا سوريا بتهمة الانضمام لداعش، وفقًا لمسئوين مطلعين، وبحسب إحصائيات حكومية فإن هناك أيضًا 593 رجلا من 47 دولة أجنبية، كثيرون منهم من مصر والمغرب والسعودية وتونس وتركيا. بينما هناك 80 من دول أوروبية، بينهم 40 من روسيا ومن 10 إلى 15 شخصا من فرنسا وألمانيا.
وصرح مسؤول أمني رفض ذكر اسمه، إن بعض السجناء استطاعوا الهروب من سجون عين عيسى في الخريف الماضي. ومنذ ذلك التوقيت، ساعد الجيش الأمريكي الوحدات الكردية بحوالي 1.6 مليون دولار من أجل تطوير المنظومة الأمنية.
وعلى الرغم من ذلك، من غير المرجح أن تتحول وحدات حماية الشعب إلى سجّان دائم. فهي ليست حكومة ذات سيادة ولا تمتلك نظاما قضائيا.
وبعد لقاء للسيناتور الجمهوري الأمريكي، ليندسي جراهام، مع قادة من قوات سوريا الديمقراطية، اعتبر أن قضية السجناء ليست بالأمر الخطير الذي كان يتصوره. وأضاف: "السجن أفضل مما تخيلت. من يديرونه أفضل مما توقعت. لكنني أشعر بقلق أكبر من الموقف على نطاق أوسع".
ومع زيادة أعداد المحتجزين، بدأت عملية إصلاح سجن الحسكة الحكومي القديم، وبات شبه جاهزا لاستقبال السجناء مرة أخرى. وبحسب نيويورك تايمز فإنه من المقرر أن ينتقل مقاتلو داعش الذكور إليه في أغسطس المقبل.
ولا يرغب القائم على السجن في الحسكة، عدنان علي، أن يتحول السجن إلى "مدرسة للإرهابيين" حيث يصبح السجناء اكثر تطرفا ويكونون شبكات إرهابية.
وأضاف أيضًا أنه على الرغم من الحمل الكبير على عاتقهم إلا أنه لا مفر من استمرار احتجاز هؤلاء الإرهابيين، وقال: "سنحتفظ بهم هنا حتى لا يلحقوا الضرر ببقية العالم".
ولكنه أنهى حديثه بتحذير حول إمكانية ألا تستوعب طاقة السجن الأعداد، وأعاد مطالبة الدول الأخرى باستعادة المقاتلين الذين يحملون جنسياتهم.
فيديو قد يعجبك: