رغم التهدئة.. فلسطينيون وإسرائيليون يتخوفون من اندلاع حرب جديدة في غزة
(أ ف ب):
منتصف ليل الجمعة السبت، عاد الهدوء إلى قطاع غزة بعد ساعات من القصف الإسرائيلي البري والجوي المكثف، إلا أن المدنيين على جانبي الحدود يخشون نشوب حرب جديدة بين الدولة العبرية وحركة حماس.
وتقول سمية ربايعة (21 عاما) التي تسكن في دير البلح في وسط القطاع "الحرب قادمة، انا اعرف ان الاحتلال ينفذ غارات بالتدريج لتحضير الجبهة الداخلية عنده، أما نحن فلا أحد يلتفت لنا اذا وقعت الحرب".
ونص تفاهم التهدئة الجديد على وقف إطلاق النار والغارات الاسرائيلية مقابل وقف اطلاق الصواريخ وقذائف الهاون من غزة، لكنه لم ينص، بحسب مصدر مطلع في قطاع غزة، على وقف إطلاق الطائرات الورقية والبالونات الهوائية الحارقة التي تصفها اسرائيل ب"الإرهابية".
ومنذ أشهر، يستخدم شبان وفتية فلسطينيون هذه الادوات التي تتسبب بحرائق في الاراضي الزراعية الاسرائيلية على الحدود.
ويعيش عوفر ليبشتاين (44 عاما) مع زوجته وأبنائه الأربعة في كيبوتس (تجمع سكاني زراعي) كفار عزة قرب الحدود مع شمال غزة. وتعرضت الأرض المحيطة بتجمعهم لأضرار كبيرة بسبب الطائرات الورقية والبالونات.
ويقول ليبشتاين "رأينا كل الاشجار وكل الأزهار وكل شيء يحترق بالنار. لا يمكن الا أن نشعر بالاسى لذلك، ونتساءل: اي نوع من الاشخاص يمكن ان يقوموا بهذا؟".
ويشير الى عدم اندلاع حرائق بالقرب من منزله السبت، لكنه يشعر بالقلق من احتمال وقوعها في وقت لاحق.
أما عن تصاعد أعمال العنف التي دفعت بإسرائيليين قرب حدود غزة للجوء الى الملاجئ خلال الأسابيع الأخيرة بسبب إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون، فقال "إنها مخيفة، لكن هذه هي الحياة بالقرب من قطاع غزة".
وهدد سياسيون إسرائيليون بالتشدد في ملاحقة مطلقي البالونات الحارقة في الأيام الأخيرة، واستهدف الجيش مجموعات من الشبان تطلق هذه الطائرات الورقية والبالونات بالقرب من الحدود.
- "لا نريد الحرب" -
وصباح السبت، كان وسام (17 عاما) برفقة خمسة من أصدقائه خلف التلة التي تبعد نحو ثلاثمئة متر عن السياج الحدودي، متخوفا من قصف اسرائيلي.
ويقول الفتى "صباحا قصفوا نقطة رصد لحماس قريبة من هنا، أخاف ان يضربوننا بصاروخ او قذيفة اذا طيرنا طائرة (ورقية)" كانت معه، وتابع "لا نريد الحرب".
وأطلق عدد من الشبان بعض البالونات الحارقة من شرق مخيم البريج.
لكن الحدود ظلت هادئة السبت.
وتشهد هذه الحدود منذ 30 مارس احتجاجات فلسطينية ومواجهات بين متظاهرين والجيش الاسرائيلي تتصاعد في كل يوم جمعة. وقتل ما لا يقل عن 149 فلسطينيا بنيران الجيش منذ ذلك التاريخ.
وكان الجندي الإسرائيلي الذي ُقتل الجمعة برصاص أطلق من غزة، الاول الذي يسقط بهذه الطريقة منذ حرب 2014. وتتهم اسرائيل حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة الفقير والمحاصر منذ عقد، باستخدام الاحتجاجات كغطاء لتنفيذ هجمات. ويقول الفلسطينيون وجماعات حقوق الانسان ان المتظاهرين غير مسلحين ولا يشكلون أي تهديد حقيقي للجنود ويتعرضون لاطلاق النار.
وشهد الأسبوع الماضي أسوأ تبادل لإطلاق النار بين إسرائيل والمقاتلين الفلسطينيين في غزة منذ حرب 2014.
واستهدف الجيش الاسرائيلي الجمعة في غارات جوية عشرات الأهداف لحماس التي وصفها ب"العسكرية" في غزة.
وأطلق فلسطينيون نحو 200 صاروخ وقذيفة هاون على إسرائيل من القطاع الاسبوع الماضي.
ويقول خالد بربخ (22 عاما)، وهو من سكان خان يونس في جنوب القطاع، "شعرت بأجواء حرب حقيقية، قصف جوي ومدفعي وأيضا من البحرية الاسرائيلية"، مضيفا "أينما تشاهد او تسمع او تقرأ أخبارا، ستجد تهديدات اسرائيلية بالتصعيد وايضا تهديدات من المقاومة".
ويضيف بربخ "لا نريد حربا جديدة، تعبنا. نرغب بحياة مثل البشر".
لكن عبد الرؤوف (37عاما)، وهو من سكان مدينة غزة، يقول "انا أؤيد الطائرات الورقية والبالونات. هذه وسائل أبدعها أبناء شعبنا وحققت الاهداف. نريد ان نهدئ اللعب حتى تمر الموجة لاننا لا نتحمل حربا".
وتبرر اسرائيل حصارها المشدد المفروض على القطاع بانه ضروري لعزل حماس التي خاضت معها ثلاث حروب منذ عام 2008، كان آخرها في صيف عام 2014.
ويقول المنتقدون إن الحصار يرقى إلى العقاب الجماعي لسكان القطاع البالغ عددهم مليونا نسمة ويؤدي إلى مزيد من التطرف. في حين أن المدنيين يتخوفون من جولة عنف جديدة.
ويقول ناثان ثيرال من المركز الدولي لحل الأزمات لفرانس برس "إذا اندلعت حرب الآن، فظنّي أن معظمهم سيؤيد ذلك"، مضيفا "لو اندلعت الحرب الليلة الماضية، لكان غزيون دعموا انتقام حماس، وكثيرٌ من الإسرائيليين أيدوا العمل الإسرائيلي لمحاولة وقف الطائرات الورقية والبالونات".
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: