إعلان

هل يكون السلام بين إريتريا وأثيوبيا سلاما دائما في أفريقيا؟

10:48 ص الثلاثاء 24 يوليو 2018

رئيس الوزراء الأثيوبي آبي أحمد

أديس أبابا - (د ب أ):

ثورة صامتة، هذا هو ما حرص عليه آبي أحمد في القرن الأفريقي.

فبعد 20 عاما من العداوة الصريحة مع اريتريا أبرم رئيس الوزراء الأثيوبي الجديد سلاما مع العدو اللدود اريتريا، ويبدو أن ذلك حدث بين عشية وضحاها.

ربما ظهرت آثار هذا السلام قريبا ليس فقط في المنطقة بل ربما كانت ملموسة عبر البحر المتوسط وصولا إلى ألمانيا.

وليس إبرام السلام هو قمة الجبل حيث بدأ آبي وبسرعة الريح وبدون زوبعة كبيرة إصلاحا في بلاده التي ظلت تحكم بقبضة قاسية فترة طويلة.

ولكن سرعة هذه التغيرات تتسبب في قلق أيضا حيث إنها تواجه الكثير من العقبات.

فهل يستمر السلام في القرن الأفريقي؟

وقعت في اريتريا وأثيوبيا خلال الأيام الماضية مشاهد اعتبرت غير ممكنة الحدوث فترة طويلة.

هبطت طائرة تجارية أثيوبية لأول مرة في اريتريا المعزولة والتي كثيرا ما توصف بأنها كوريا الشمالية في أفريقيا.

وتعانق أفراد عائلة واحدة باكين بعد أن انفصلوا فترة طويلة عن بعضهم البعض.

وتصافح آبي ورئيس اريتريا، أسياس أفورقي، مع آبي بوجهين مشرقين.

أبرم العدوان اللذان فصلت بينهما عداوة سنوات طويلة، سلاما حقا. لم يكن من الممكن حتى وقت قصير الاعتقاد بإمكانية حدوث هذا السلام.

كانت كل من أثيوبيا واريتريا التي كانت يوما ما جزءا من أثيوبيا، في صراع مجمد منذ الحرب الحدودية بينهما في الفترة من عام 1998 حتى عام 2000. انعزلت اريتريا التي تحكم بشكل رجعي عن العالم الخارجي وفر الكثير من سكان اريتريا من الخدمة الوطنية العسكرية والخدمة المدنية التي لم يكن لها سقف زماني.

وصل عدد هؤلاء العام الماضي وفقا للأمم المتحدة نحو نصف مليون شخص على مستوى العالم.

وتعتبر ألمانيا الدولة الثالثة من حيث عدد الإريتريين الذين استقبلتهم حيث يبلغ عدد الإريتريين في ألمانيا أكثر من 57 ألف إريتري وفقا للهيئة الألمانية لشؤون الهجرة واللاجئين.

كما أن أثيوبيا التي يعيش بها نحو 100 مليون نسمة من أعراق متعددة تحكم بشكل متسلط منذ سنوات، فليست المعارضة ممثلة في البرلمان إضافة إلى أن الكثير من المعارضين في السجون.

ورغم وتيرة النمو الاقتصادي المتسارعة في أثيوبيا إلا أنها لا تزال فقيرة جدا ولا تزال نسبة البطالة فيها مرتفعة. وطالما تسببت المظاهرات المتعاقبة في أثيوبيا في إحداث هزات دموية في أثيوبيا.

ولكن رئيس الوزراء الأثيوبي آبي الذي يتولى منصبه منذ أبريل الماضي هز أثيوبيا والمنطقة بأسرها. لقد وعد آبي البالغ من العمر 41 عاما بإصلاحات جذرية وأنجز حقائق على الأرض بالفعل حيث أمر بالإفراج عن مئات المعتقلين السياسيين وأنهى حالة الطوارئ وأعلن بيع أجزاء من شركات مملوكة للدولة و: أبرم سلاما مع أريتريا. قوبلت هذه الخطوات باستحسان في جميع أرجاء أثيوبيا.

يقول برون واين بروتون من مركز أتلانتيك للدراسات السياسية إن إبرام السلام مع إريتريا يمثل خطوة رائعة لتحسين صورته حيث استطاع من خلالها تعزيز درجة شعبيته و مركزه.

كما يرى بوتون أن هذا السلام يعتبر أيضا خطوة تكتيكية بالغة وأن السلام مع اريتريا يعني على سبيل المثال الحصول على إمكانية الوصول للموانئ الإريرترية على البحر الأحمر وهو ما تحتاجه أثيوبيا التي ليس لها منافذ بحرية وتعاني من مشاكل اقتصادية كبيرة ولديها طموحات عظيمة في الوقت ذاته. ربما ساعد ذلك اريتريا في توفير نفقاتها العسكرية ويعني في الوقت ذاته لإريتريا أن تنهي الأمم المتحدة أخيرا عقوباتها المفروضة عليها وهو ما لمح إليه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيرش بالفعل.

غير أن الهجوم الذي تعرض له تجمع لمؤيدي آبي قبل شهر يدل على أنه ليس كل الأثيوبيين يؤيدون سياسته، خاصة الحرس القديم الذي فقد قدرا من سلطته حيث إنه على الرغم من أن جبهة تحرير شعب تجراي ، التى ينتمي إليها لا تمثل سوى اقلية وليست سوى حزب واحد من أربعة أحزاب في الائتلاف الحكومي في أثيوبيا ، ما زالت تتمتع حتى الآن بسلطة واسعة .

يقول بروتون إن آبي ينتزع السلطة السياسية والاقتصادية من نخبة جبهة تحرير شعب تجراي وإن إصلاحاته تمثل "بداية حرب خاطفة" لإقناع الجبهة بضرورة قبول الواقع الجديد.

ولكن لم يتم تحييد الجبهة المتشددة داخل الحزب بعد "وباستطاعتها تخريب كل شيء".

كما أن السلام مع إريتريا ليس آمنا حتى الآن.

فوفقا لبروتون فإن سرعة التقارب مع إريتريا تعتبر سببا للقلق لأن الكثير من التفاصيل المهمة لم تتضح بعد، أهمها: متى ينسحب الأثيوبيون من منطقة بادمي الحدودية المتنازع عليها؟

هل باستطاعة آبي أن يأمر بذلك بكل سهولة؟ وماذا سيفعل بعشرات آلاف الجنود؟ ...إذا تعثرت عملية السلام فإن الاستياء يهدد بالعودة، على جانبي الحدود.

ومن غير المعروف بعد ما إذا كانت إثيوبيا ستتبع عملية التحول الجذرية في جارتها إريتريا حيث تواجه إريتريا مهمة "عملاقة" حسبما قالت ماريا بورنيت من منظمة هيومان رايتس ووتش لحقوق الإنسان مضيفة: "ليس لدى إريتريا دستور أو تشريع أو قضاء مستقل". وأوضحت بروتون أن الخدمة المدنية التي يبغضها الإريتريون تمثل العمود الفقري للاقتصاد لأن جميع الوظائف، من المعلم حتى النادل، يؤديها مجندون تجنيدا إجباريا".

أضافت بورنيت: "ليس من السهل اختراع اقتصاد بشكل كامل من جديد".

كما أن مستقبل عشرات الآلاف الذين يعيشون في المنفى غير أكيد.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان