تفجيرات وإطلاق نار واستهداف للمدنيين .. ماذا يحدث في السويداء السورية؟

كتبت – إيمان محمود:
في الصباح الباكر من اليوم الأربعاء؛ استيقظ أهالي مدينة السويداء الواقعة جنوبي سوريا، على سلسلة هجمات دموية متزامنة استهدفت مناطق مأهولة بالسكان، راح ضحيّتها أكثر من 50 شخصأ بالإضافة إلى عشرات المُصابين.
وذكرت قناة "الإخبارية"، أن عناصر من "داعش" تمكنوا من التسلل إلى مدينة السويداء ونفذوا ثلاثة تفجيرات، الأول قرب السوق والثاني عند دوار المشنقة والثالث استهدف دوار النجمة.

وذكرت صفحة "السويداء 24" على موقع "فيسبوك"، أنه سُمع دوي ثلاثة انفجارات في مدينة السويداء رافقها إطلاق رصاص مجهول المصدر، موضحة أن "عدداً من المسلحين رموا قنبلة عند طريق المحوري بالمدينة، رافقها إطلاق رصاص عشوائي استهدف المارة، لتتكرر العملية بالقرب من دوار المشنقة".
وأشارت "السويداء 24" إلى تعرض كل من قرية المتونة في ريف السويداء الشمالي وقرية شبكي وطربا بالريف الشرقي، لهجوم نفذه مسلحون مجهولو الهوية".
وأفاد نشطاء، بأن الهجوم على القرى تزامن مع تسلل مسلحين من "داعش" يرتدون أحزمة ناسفة إلى وسط مدينة السويداء وشرعوا في إطلاق النار على المارة وتفجير القنابل.
ووجه ناشطون من محافظة السويداء وأهالي قرى الشبكي والشريحي ورامي وطربا في ريف السويداء الشرقي نداءات استغاثة معلنين عن تعرض قراهم لهجوم من التنظيم الإرهابي المذكور.
وأكد الناشطون، أن نداءات الاستغاثة سمعت في القرى المجاورة عبر مكبرات الصوت تطلب من كل شاب ورجل يستطيع حمل السلاح المسارعة إلى مساندة الأهالي في صد الهجوم.
أما المرصد السوري لحقوق الإنسان؛ فقد أكد أن ثلاثة تفجيرات بأحزمة ناسفة استهدفت مدينة السويداء وحدها، فيما وقعت التفجيرات الأخرى في قرى في ريفها الشرقي والشمالي الشرقي، قبل أن يشن داعش هجومًا ضد تلك القرى".
وأوضح مدير المرصد السوري، رامي عبد الرحمن، أن بين القتلى 26 مقاتلاً موالياً للجيش السوري على الأقل، من دون أن يتمكن من تحديد عدد القتلى المدنيين، مشيرًا إلى إصابة أكثر من 70 بجروح.
وتسيطر الجيش السوري على كامل محافظة السويداء في جنوب سوريا، فيما يتواجد مقاتلو تنظيم داعش المتطرف في منطقة صحراوية عند أطراف المحافظة الشمالية الشرقية، ويشنون منها بين الحين والآخر هجمات ضد الجيش السوري.
إلا أن هذا الهجوم يُعد من أكبر الهجمات التي يشنها التنظيم في سوريا منذ أشهر، بعدما فقد غالبية مناطق سيطرته فيها، بحسب المرصد السوري.
وعقب وقوع الحادث؛ أعلنت مديرية الصحة في السويداء الجهوزية الكاملة في كافة مستشفيات المدينة لاستقبال جرحى التفجيرات.
وقامت الجهات المختصة وأهالي المنطقة بملاحقة عناصر المجموعة وتمكنوا من قتل اثنين منهم.
وأضافت "الإخبارية" أن أحد المواطنين لقي مصرعه بعد أن تمكن من ملاحقة أحد المهاجمين وتصفيته في منطقة المسلخ بالمدينة.

داعش يخسر المعركة
هجمات تنظيم الداعش الإرهابي نجحت في تمكينه من السيطرة على ثلاث قرى من أصل سبع شن هجومه ضدها، لكنه لم يستطع السيطرة عليها أكثر من بضع ساعات.
وحسب "الإخبارية" تزامنت التفجيرات مع هجوم عنيف لـ"داعش" على قرى المتونة ودوما وتيما في ريف السويداء الشرقي والشمالي الشرقي، فيما تتصدى وحدات من الجيش لمحاولات تسلل عناصر إضافيين من التنظيم إلى هذه القرى.
واستعاد الجيش السوري السيطرة على قرى دوما وعراجة والكسيب وتل بصير بريف السويداء الشمالي الشرقي بعد ساعات من سيطرة تنظيم داعش عليها.
وقال مصدر ميداني سوري لوكالة "سبوتنيك" الروسية، إن الجيش دخل قريتي دوما وعراجة وقتل عددا كبيرا من مسلحي داعش واستعاد البلدتين إضافة إلى استعادته بالتعاون مع الأهالي منطقة تل بصير في ريف السويداء الشرقي.
وأضاف المصدر أن الجيش السوري والأهالي يطوقون مسلحي داعش في قرية الشبكي بريف السويداء الشرقي.
واستطرد "أهالي قرية رامي في ريف السويداء الشرقي يشتبكون مع مسلحي داعش عند الأطراف الشرقية للقرية ويمنعونهم من دخولها".