إعلان

هل تهدد اعتصامات "الأونروا" حياة مليون ونصف فلسطيني؟

11:36 م الأربعاء 25 يوليو 2018

ارشيفية

كتب - محمد عطايا:

بعد إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قراره المشئوم الذي اعترف فيه بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، وقفت أمريكا بهذا القرار أمام المجتمع الدولي، ما أدى إلى إصدار ترامب العديد من التهديدات، وأعلن على لسان سفيرته في الأمم المتحدة، نيكي هيلي، إيقاف المساعدات المالية لمن يعترض على إعلانه.

وللضغط على الداخل الفلسطيني، لجأ ترامب إلى إيقاف المساعدات الإغاثية لمنظمة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، التي تعاني في الأساس من أزمات مالية كبيرة.

توقفت الولايات المتحدة عن إمداد الأونروا بمبلغ 300 مليون دولار أمريكي، ما أدخل الوكالة الدولية في أزمة عميقة. تفاقم الأزمة خلال الفترة الماضية، أدى إلى طرد الوكالة الدولية، لما يقرب من 1000 موظف من برامج الطوارئ لديها، لتقليل النفقات.

أمير المسحال رئيس اتحاد الموظفين العرب في الأونروا، أكد في تصريحات صحفية، أن الإدارة وجهت 125 رسالة لفصل تام لموظفين دائمين يعملون منذ سنوات في الأونروا، و580 من الموظفين الذي يعملون منذ أكثر من 20 عاما بنظام العمل الجزئي وبراتب جزئي حتى نهاية العام، والجزء الأخير وحوالي 280 موظف استمرار العمل حتى نهاية العام.

كما أن 113 موظفًا يعملون في برنامج تشغيل يعرف باسم الطوارئ، أكدت الوكالة الدولية أنها لن تجدد عقود عملهم المؤقتة، التي ستنتهي شهر يوليو الجاري.

أصبح قرابة مليون ونصف لاجئ فلسطيني عرضة للموت جوعًا، بعدما أعلنت القوى الوطنية الإسلامية عن إضراب شامل، بدءًا من غدًا الخميس، في جميع مكاتب الوكالة الأممية، اعتراضًا على عمليات الفصل "التعسفية" لزملائهم، والتي طالت أكثر من 1000 موظف.

أمير المسحال، أكد أنه بعث برسالة خطية عبر البريد الإلكتروني لمدير عمليات الوكالة، بلغه فيها عن بدء نزاع عمل خلال هذه المدة وهي 21 يومًا، بعدها، اذا لم تستجب الإدارة، واذا لم تحتو هذا الموقف، فستكون هناك تداعيات كارثية على مليون وثلاثمائة ألف لاجئ فلسطيني يتلقون المساعدات الغذائية والتعليمية والصحية في قطاع غزة.

البيان الذي أصدره المسحال اليوم، أكد فيه أن الخيار الصعب والكبير هو الخوض في إضراب مفتوح في ظل "هذه الظروف الصعبة"، مشيرًا إلى أن هذا الإضراب يخول للموظفين بوقف كافة الخدمات الحياتية لوكالة الغوث الدولية.

على الجانب الآخر، ظهرت العديد من الآثار المدمرة لقرار الوكالة الأممية، حيث كانت الأوضاع مأساوية بشكل كبير، بعدما وقعت تسع حالات إغماء نقلت إلى مستشفى الشفاء في مدينة غزة، كما استطاعت الحشود المعتصمة داخل مقر "الأونروا" في مكتب غزة الإقليمي منع أحد الموظفين من الانتحار حرقًا بعد أن أقدم على سكب البنزين على نفسه.

وسينظم الموظفين إضرابًا مفتوحًا عن العمل الأسبوع القادم بمشاركة 13 ألف موظف، كما سينظمون اعتصامًا مفتوحًا مع أسرهم، وبعد 21 يوما ستكون الخيارات مفتوحة إذا لم تحتوِ إدارة "الأونروا" هذه الأزمة.

بالرغم من جمع الوكالة الأممية مبالغ قيمة من المانحين الشهر الماضي، بقيمة 238 مليون دولار، معلنة أنه تم تقليل العجز البالغ 446 مليون دولار ليصبح 217 مليون دولار العام الحالي فقط، إلا أن الأزمة المالية لا تزال مستمرة يومًا بعد يوم.

الأونروا تعهدت بمواصلة برنامجها الغذائي الطارئ في قطاع غزة، وستبقي على تدخلات معينة، مثل المال مقابل العمل، فيما ستدخل تعديلات على برنامج الصحة النفسية المجتمعية، وبرنامج خلق فرص عمل، ووظائف الحماية، وتقلص من دعم برنامج الصحة النفسية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان