لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

موقع أمريكي يتحدث عن "سر" بناء سفارات "فخمة" في القاهرة

05:05 م الخميس 26 يوليه 2018

السفارة الروسية في القاهرة صورة ارشيفية

كتبت- هدى الشيمي:

قال موقع "ديلي بيست" الأمريكي إن العاصمة المصرية، القاهرة، تعد إحدى أهم العواصم العربية وأكثرها اكتظاظًا بالسكان، وبالنظر إلى موقعها الاستراتيجي المهم وامتلاكها لقناة السويس، فمن غير المرجح أن تتراجع مكانتها كمركز للسفارات والقنصليات الأجنبية.

أوضح الموقع في تقرير نشره قبل يومين أن السفارات الأجنبية كانت تتباهى ببناياتها الكبيرة والفخمة في العاصمة المصرية؛ إذا باتت هذه البنايات الشامخة أداة تنافس بين الدول الأجنبية.

ويشير التقرير إلى أن بعض الدول مثل كندا وإسرائيل قررت التخلي عن مبانيها الأساسية في القاهرة، والبحث عن مكاتب في أبراج وبنايات كبيرة ذات حراسة مُشددة.

يتحدث التقرير عن السفارة التشيكية القائمة في حي الدقي في محافظة الجيزة، إذ يقول إنه أينما تولي وجهك في تلك المنطقة ستقع عيناك على مبنى تلك السفارة مستطيل الشكل، والذي يحوي نحو ألف غرفة، ويتضح أكثر كلما اقترب الناظر من جامعة القاهرة.

يقيم في ذلك المبنى الضخم 15 دبلوماسيا؛ هؤلاء يقطنون في أكبر سفارة في العاصمة المصرية. يقول تقرير "ديلي بيست" إن التشيكيين يحاولون شغل تلك المساحات الخالية عبر تأجير بعض الشقق للطلاب الأجانب أو رجال الأعمال أو علماء الآثار.

قال الموقع إن المبنى شُيد على تلك المساحة وبهذا الحجم في سبعينيات القرن الماضي واستخدامه كسفارة لدولة تشيكوسلوفاكيا، حينما كانت براغ أحد أكبر موردي الأسلحة لمصر في خمسينيات وستينيات القرن الماضي؛ ثم باتت مصدرًا رئيسيًا للآلات الزراعية والخبرات الصناعية خلال السبعينيات والثمانينيات.

ووسط عقود من الشراكة العسكرية والاقتصادية بين مصر والتشيك، لم يتوقع المخططون التشيكيون حدوث أي شيء يؤثر على أعمالهم الكُبرى في مصر، ولم يكن في حسبانهم انهيار الاتحاد السوفيتي وما نتج عن ذلك الحدث من تغييرات كُبرى في المنطقة، بحسب التقرير.

ينقل "ديلي بيست" عن رامي أبوعيد، نائب السفير التشيكي في مصر، قوله إن أكثر من 100 موظف كانوا يعملون في سفارة التشيك وقتذاك، إلا أن المشهد تغير كثيرًا الآن.

وحسب الموقع، فإن السفارات الأجنبية حاولت في العقود الماضية إظهار مدى قوتها ونفوذها في البلاد المضيفة من خلال تأسيس سفارات كبرى وفخمة.

كانت الدول في ذلك الوقت ترى أنه كلما كانت البناية أكبر وأكثر فخامة ستصبح صورتها أكثر إثارة للإعجاب في الدول المضيفة، واتضح ذلك في مقر السفارة البريطانية التي بناها السير إدوين لوتينز في العاصمة الأمريكية واشنطن وفي نيودلهي الهندية، والسفارات الروسية الضخمة التي تعود إلى الحقبة السوفيتية والتي بُنيت في دول أعضاء حلف وارسو السابقين، وفقا لتقرير "ديلي بيست".

كما كان افتتاح سفارات وقنصليات جديدة وكبيرة للدول من شأنه إيضاح من صاحب اليد العُليا والأكثر نفوذًا، كانت الحكومات الغربية تفكر أن إغلاق سفاراتها أو الانتقال إلى مكان أقل أهمية قد يكون دليلاً على تضاؤل مكانة الدول أصحاب السفارات.

وحسب الموقع، فإنه لا يوجد مدينة شهدت عمليات نقل السفارات أو إغلاقها أكثر من القاهرة.

وباعتبارها أكبر عاصمة في الشرق الأوسط وأهمها من الناحية التاريخية، يقول الموقع إن العاصمة المصرية كانت مركزًا لسفارات الدول ذات الأدوار الفعالة في المنطقة.

وفقًا للموقع الأمريكي، باتت السفارات في القاهرة ترسم نوعًا من الجدول الزمني الذي يوضح من صاحب الكلمة العُليا ومن فقد نفوذه في المنطقة.

ينقل التقرير عن سفير بارز من إحدى الدول الغربية في القاهرة لم يذكر اسمه، قوله إن بعض الدول ما زالت تتعامل مع السفارات على أنها أفضل طريقة للتباهي أمام الدول الأخرى.

أوضح "ديلي بيست" أن البريطانيين كانوا أول من بدأوا ذلك التباهي بسفارتهم في القاهرة بداية من عام 1892؛ فبعد أن احتلوا مصر، قرر السفير إيفلين بارينج، ممثل بريطانيا في ذلك الوقت، أن بلاده تحتاج إلى مبنى يُظهر مدى تميزها وحجم نفوذها الإقليمي.

وعندما علم أن هناك قصرا ملكيا قديما تحيط به حديقة كبيرة قرب ميدان التحرير (الإسماعيلية سابقا) بوسط القاهرة معروض للبيع قرر شراءه على الفور.

بعد بناء السفارة البريطانية، يقول الموقع إن العديد من الدول الأوروبية قررت أن تسير على خطى بريطانيا؛ فشيدت بنايات ضخمة وراقية تعكس مدى اهتمام حكوماتها بالشرق الأوسط.

وأشار ديلي "بيست" إلى أن بينيتو موسوليني، رئيس الوزراء الإيطالي السابق، عيّن مهندسًا معماريًا شابا لبناء مبنى سفارة وردية في عام 1927 تطل على النيل، تقع جنوب السفارة البريطانية مباشرة.

إلا أن الأمور والأوضاع تغيرت كثيرًا بعد قيام ثورة 23 يوليو 1952، إذ أعلن الزعيم الراحل جمال عبدالناصر القاهرة عاصمة التحرر الوطني ضد الاستعمار الأجنبي الذي كان يحتل أغلب الدول العربية والأفريقية.

ولم تمر فترة طويلة، حتى ظهرت قوى عظمى جديدة في القاهرة، وحاولت ترك بصمتها في المدينة ببناء ناطحة سحاب ضخمة: الاتحاد السوفيتي الذي وجد في ستينات القرن الماضي أن المبنى الخاص به صغير ولا يتناسب مع حجم نفوذها في المنطقة، فقررت إنشاء مبنى أكثر اتساعًا وأكبر حجمًا.

بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، وعودة المياه إلى مجاريها بين مصر والولايات المتحدة بعد تولي أنور السادات الرئاسة مطلع سبعينيات القرن الماضي، وجدت الولايات المتحدة أن هناك ضرورة لبناء مبنى أكبر، بحسب الموقع.

ومنذ عام 1981، أصبحت السفارة الأمريكية في القاهرة، والمجاورة للسفارة البريطانية والواقعة في الجهة المقابلة للسفارة الروسية، أكبر وأعلى.

في عام 2015، وضعت السعودية اللمسات الأخيرة على سفارتها وهي عبارة عن ناطحة سحاب زجاجية فخمة قريبة من جامعة القاهرة، وجهزت سطح البناية بمهبط طائرات.

يقول الموقع إن العديد من سكان حي الزمالك القدامى يرون أن السعودية حولت أحد القصور القديمة التي كانت في يوم من الأيام ملكا لعائلة قبطية، إلى مقر للسفير السعودي في الستينيات، وأنهم طمسوا ملامحه وحولوه إلى بناية خالية من الروح.

وحسب ديلي بيست، فإن الصين زادت عدد موظفيها في القاهرة بمقدار الثلث، وذلك يتناسب مع توسعها الكبير في الشرق الأوسط. وأشار الموقع إلى أن عدد السياح الصينيين في مصر تضاعف ليصل إلى 300 ألف شخص في الفترة بين 2016 و2017.

وعقب النجاح الكبير الذي حققته روسيا في سوريا، يقول الموقع إن موسكو يبدو وأنها ترغب في العودة إلى مصر مرة أخرى، واتضح ذلك بزيادة أعداد الموظفين في سفارتهم بالقاهرة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان