فورين أفيرز: هل تُمكّن أمريكا إيران في اليمن؟
كتب - محمد الصباغ:
من المعروف أن هدف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الشرق الأوسط واضح، وهو مواجهة إيران التي وصفها مسئولون أمريكيون بأنها مصدر الإرهاب وسبب الاضطرابات الإقليمية في المنطقة.
كما انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الذي أبرمته القوى الغربية الكبرى مع طهران في عام 2015، وأعادت فرض العقوبات ضد إيران مرة أخرى بعدما رفعتها بسبب الاتفاق الذي وقعت عليه إدارة الرئيس السابق باراك أوباما.
وخلال هذا الأسبوع حذر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو طهران من محاولات تصدير الثورة الإسلامية وتدمير جيرانها بالمنطقة.
هذه التحذيرات من التهديد الإيراني ربما تفتقد عاملاً رئيسيًا: فطموحات الولايات المتحدة نفسها فاقت في أوقات كثيرة طموحات إيران الإقليمية.
وبحسب تقرير لمجلة "فورين أفيرز" الأمريكية فإن أوضح مثال حاليًا على ذلك هو ما يحدث في اليمن.
وتدعم الولايات المتحدة الأمريكية هجمات التحالف بقيادة سعودية في اليمن، وهو ما خلق أزمة إنسانية كبيرة، كما تمنح في نفس الوقت طهران فرصة لزيادة نفوذها في هذه الدولة.
كما رأت المجلة أن التدخل العسكري في اليمن جعل الحوثيون المتمردون أكثر اعتمادًا على الدعم القادم منم إيران، وتجعل المدنيين ساخطين على شركاء الولايات المتحدة. ولو أرادت واشنطن مواجهة النفوذ الإيراني، فهي بحاجة إلى إنهاء "الدعم الكارثي" للتحالف بقيادة السعودية والوقوف بكل ثقلها وراء محادثات السلام.
وقبل ثلاث سنوات بدأ التحالف بقيادة السعودية عملية عسكرية في اليمن بهدف إعادة شرعية الرئيس المعترف به دوليًا عبدربه منصور هادي، بعدما استولى الحوثيون المدعومين من إيران على العاصمة صنعاء وعديد المدن اليمنية.
ولكن بحسب فورين أفيرز كان من المتوقع أن تكون الحملة لمدة قصيرة، لكن الحرب لم تنته ولا تبدو نهاية قريبة في الأفق. فعلى الرغم من سيطرة التحالف على مناطق في الجنوب من قبضة الحوثيين إلا أن المجموعة المتمردة تسيطر إلى الآن على العاصمة صنعاء، ومدعومة بآلاف المقاتلين المسلحين.
وأشارت المجلة إلى أن الولايات المتحدة دعمت التحالف بمعلومات استخباراتية ومساعدات في إعادة تزويد الطائرات بالوقود في الجو خلال الضربات التي يوجهها التحالف، بجانب دعم لوجيستي بطرق أخرى.
وكان الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما رفض تزويد المملكة العربية السعودية بالقنابل "الذكية" بسبب الحرب في اليمن.
لكن مع قدوم ترامب، رفع الحظر الذي فرضه أوباما على القنابل الذكية وبدأت تقوم بعمليات خاصة في اليمن أدت لمقتل عنصر من البحرية الأمريكية وحوالي 20 مدنيًا في بداية عام 2017، بحسب فورين أفيرز.
وأشارت المجلة إلى أن الهجوم الأخير الذي تشنه الإمارات والسعودية على ميناء الحديدة الاستراتيجي في اليمن هو فرصة لإحياء المفاوضات مع الحوثيين.
وأضافت أن الولايات المتحدة في هذا الموقف عليها أن تدعم جهود المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفتس، من أجل إنهاء القتال وبدء محادثات السلام.
واقترحت المجلة أن يتم تشجيع الحوثيين على المفاوضات بعد الهجوم على الحديدة، في مقابل تقليل حجم علاقاتهم مع طهران. وفي حال عدم حدوث ذلك، من المحتمل أن يرتفع حجم اعتمادهم على إيران، والذي قد يصبح شريان الحياة بالنسبة لهم.
وفي هذا الموقف، يمكن لحلفاء الولايات المتحدة أن يعلنوا انتصارهم في معركة الحديدة والدخول في مفاوضات بعد انتصار ما يسمح لهم بتقليل حجم تدخلهم. ولكن هذا لن يحل الأزمة في اليمن المليء بالمشاكل بسبب النفوذ الإيراني، لكن تلك ربما تكون خطوة نحو الاتجاه الصحيح.
فيديو قد يعجبك: