إعلان

كيف يتسبب قطع المساعدات عن غزة في فشل "صفقة القرن"؟

02:35 م السبت 28 يوليه 2018

كتبت – إيمان محمود

على مدار الأيام الماضية، تكشفت بعض المعلومات عن الخطة الامريكية للسلام الفلسطيني-الإسرائيلي أو ما يُسمى "صفقة القرن"، والتي أوضحت رؤية الولايات المتحدة في مساعدة قطاع غزة وتحسين أحواله المعيشية التي تردّت بسبب الحصار الإسرائيلي، لكن مسيرات العودة حالت دون تلك الخُطة وتسببت في تعنت إسرائيل وإصرارها على إنهاء المسيرات أولاً.

وبدأت مسيرات العودة، في نهاية شهر مارس الماضي، بالتزامن مع يوم الأرض الفلسطيني، في تظاهرات ابتدع فيها الفلسطينيون طرقًا عديدة للمقاومة، أكثرها تأثيرًا كان البالونات الحارقة التي تسببت في حرق مئات الدونمات من الأراضي الزراعية التي تحتلها إسرائيل، ما دفعها لشن هجومًا على القطاع والضغط على حركة حماس لوقف البالونات والطائرات الورقية الحارقة.

وقالت رئيسة منتدى السياسة الإسرائيلي، سوزي جيلمان، في مقال نشرته مجلة "نيوزويك" الأمريكية، إن إدارة ترامب وضعت خطتها للسلام الإسرائيلي الفلسطيني على الرف، وقررت بشكل صحيح أن تركز على غزة لتحسين ظروف المعيشة في هذا القطاع الفقير كخطوة أولى لإعادة خطتها إلى مسارها.

وأضافت أن الكونجرس الأمريكي خصص بالفعل هذه الأموال لغزة، وهي تشمل برامج الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، ومساعدة أمنية إلى قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية، ومساعدات لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".

لكن إدارة ترامب قامت، الشهر الماضي، بتجميد كل دولار من المساعدات الأمريكية إلى غزة والضفة الغربية، ووضعتها قيد المراجعة.

وكانت الولايات المتحدة أكبر داعم مالي للسلطة الفلسطينية، بالرغم من أنها لم تقدم للسلطة الفلسطينية مساعدة مباشرة للميزانية، على عكس الاتحاد الأوروبي، بل ساهمت بتقديم أموال وميزانيات ضخمة للمشاريع "الإنسانية" في الضفة الغربية وقطاع غزة مثل مساعدتها لـ"أونروا".

وجاءت خطوة وقف المساعدات بعد شهرين من تشريع الكونجرس لقانون "تايلور فورس" والذي يهدف إلى إجبار السلطة الفلسطينية على التوقف عن دفع الرواتب للمعتقلين الفلسطينيين، وسحب القوانين التي تجيز دفع مثل هذه الرواتب، واتخاذ "خطوات موثوقة" لإيقاف ما أسمته "الإرهاب الفلسطيني"، و"الإدانة العلنية" والتحقيق في أعمال العنف.

واستنكرت جيلمان في مقالها وقف المساعدات؛ قائلة إنه إذا لم تستأنف الولايات المتحدة مساعداتها للفلسطينيين، "سيسقط الدور الناجح والمؤثر الذي لعبته أمريكا في تدريب أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية وإضفاء الطابع المهني عليها، وضمان استمرار التنسيق الحيوي مع إسرائيل".

وأكدت أن الأونروا بلا شك في حاجة ماسة للإصلاح، وخنقها بشكل مفاجئ لن يصب إلا البنزين على النار الإنسانية في غزة. وإلى أن يتم وضع بديل للوكالة، يجب أن يستمر تمويلها مؤقتا لتجنب تفاقم أزمة سياسية وإنسانية أكثر خطورة.

وأشارت إلى أن القضاء على جميع المساعدات الأمريكية سيضعف السلطة الفلسطينية ويجعل عودتها إلى غزة أقل احتمالاً "مما يجعل أي مبادرة سلام شاملة تصبح ممارسات عبثية لا جدوى لها".

وحذّرت جيلمان من أن قطع المساعدات عن قطاع غزة، لن يؤدي هذا فقط إلى انهيار أسرع لما تبقى من شبكة الأمان في غزة وجعل الأزمة الإنسانية أسوأ بكثير، لكنه أيضًا سيؤدي إلى تآكل أي تأثير لا يزال لدى الولايات المتحدة في الأراضي الفلسطينية.

واستطردت "وقف المساعدات لن سيجعل من اتفاق السلام صفقة غير رابحة، ولن تكون إسرائيل في أمان .. الأمر لا يتعلق فقط بالفلسطينيين المُحاصرين في وضع يائس في غزة ولا حول أحلام ترامب لجائزة نوبل للسلام".

وأوضحت أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، دعت باستمرار إلى تحسين الوضع الإنساني في غزة والحفاظ على التعاون مع قوات السلطة الفلسطينية باعتبارها ضرورية للحفاظ على سلامة إسرائيل ومواطنيها.

وترى جيلمان أن هي الطرف المسؤول عن ظروف غزة المؤسفة، إذ قضت عقدًا من الزمان ترفض الامتثال لشروط اللجنة الرباعية الدولية للاعتراف بدولة إسرائيل، وحوّلت مئات الملايين من الدولارات إلى بناء بنية تحتية إرهابية لاستخدامها ضد إسرائيل، على حد تعبيرها.

لكن جيلمان الوقت ذاته انتقدت اتخاذ أي خطوة من شأنها إما أن تؤدي إلى تفاقم أزمة غزة المتنامية أو إضعاف السلطة الفلسطينية على المدى الطويل لصالح حماس أو كليهما.

وطالبت البيت الأبيض الإفراج فورًا عن الأموال التي خصصها الكونجرس للبرامج الأمريكية في الضفة الغربية وغزة، بغض النظر عن المراجعة الجارية حاليًا، مضيفة "ومن الحتمي أيضًا أن يتم إجراء أي مراجعة مستقبلية للمساعدات الأمريكية من خلال إدراك الضرورة الحتمية للتوصل إلى اتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين يسهل الوصول إليه ويحمي أمن إسرائيل، بدلاً من كونه خطة انتقامية وتعسفية لمعاقبة محمود عباس".

وختمت: "إذا كان ترامب جادًا في إنهاء الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، فيمكنه البدء في إعادة المعونة الأمريكية إليها".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان