"لن نتخلى عنكم".. رويترز: السعودية أكدت لعباس رفض "صفقة القرن"

كتب - محمد الصباغ:

"لن نتخلى عنكم".. كانت هذه الكلمات من بين ما أبلغ به الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز للرئيس الفلسطيني محمود عباس، مع اقتراب إعلان الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب عن خطتها الجديدة بشأن السلام في الشرق الأوسط.

وفي تقرير لوكالة رويترز البريطانية، اليوم الأحد، ذكرت أن المملكة العربية السعودية أعادت التأكيد لحلفائها العرب أنها لن تدعم أي خطة سلام بالشرق الأوسط لا تضمن الموقف العربي من القدس وحق العودة للفلسطينيين.

وأشار محللون ودبلوماسيون لرويترز إلى أن الملك سلمان أوصل رسائل طمأنة على مدار الأشهر الماضي دعمًا للموقف الفلسطيني في الأشهر الأخيرة، ما ساعد في مواجهة التكهنات بتغير الموقف السعودي تحت قيادة ولي العهد السعودي الشاب محمد بن سلمان.

ونقلت الوكالة عن دبلوماسي عربي بارز "في السعودية، الملك هو من يقرر في هذا الشأن وليس ولي العهد. خطأ الولايات المتحدة هي أنها اعتقدت أن دولة واحدة قد تضغط على البقية، لكن الأمر لا يتعلق بالضغط. ليس هناك قائد عربي يستطيع التنازل عن القدس أو فلسطين".

وأشارت تقارير سابقة إلى أن المملكة العربية السعودية ضغطت عبر ولي العهد محمد بن سلمان على السلطة الفلسطينية من أجل القبول بخطة الولايات المتحدة من أجل السلام لا تتضمن حق العودة للفلسطينيين.

لكن رويترز عادت ونقلت عن دبلوماسي سعودي نفيه لما يعرف بالاختلاف بين الملك سلمان الذي يدعم إقامة دولة فلسطينية على حدود 67 عاصمتها القدس الشرقية وتضمن حق العودة، وبين ولي العهد محمد بن سلمان.

من جانبه صرح السفير الفلسطيني لدى الرياض، باسم الأغا، بأن الملك سلمان عبّر عن دعمه للفلسطينيين في الاجتماعات الأخيرة التي جمعته والرئيس عباس، وأكد أن الملك السعودي قال لعباس "لن نتخلى عنكم... نقبل ما تقبلونه ونرفض ما ترفضونه".

وأضاف "الأغا" أن إطلاق الملك سلمان اسم "قمة القدس" على القمة العربية الأخيرة وإعلانه عن 200 مليون دولار كمساعدات للفلسطينيين كانت رسالة بأن قضيتي القدس واللاجئين موجودتين على الطاولة.

ويتماشى هذا الحديث مع تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسي -اليوم الأحد- في مؤتمر الشباب بجامعة القاهرة، حيث أكد أن مصر لن تقبل بحل للقضية الفلسطينية لا ترضى عنه السلطة أو الشعب الفلسطيني. وأكد أيضًا على موقف مصر ثابت بالتمسك بإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.

وتحدث، بحسب رويترز، مستشار البيت الأبيض جاريد كوشنر، والمبعوث الأمريكي من أجل السلام جيسون جرينبلات، مع الملك سلمان وولي العهد السعودي في خلال زيارته الأخيرة للمملكة حول تفاصيل الخطة الأمريكية من أجل السلام والمعروفة بـ"صفقة القرن" ولكن لم يكن ذلك بشكل ليس مفصلاً. ولكن دبلوماسي في الرياض أبلغ رويترز أن المقترحات تجاوزت "كثير من الخطوط الحمراء".

وأشارت الوكالة أيضًا إلى أن التركيز الأكبر من الحديث خلال الاجتماع كان حول فكرة إقامة منطقة صناعية في شبه جزيرة سيناء في الجزء المتاخم لقطاع غزة، وبإدارة القاهرة. وأضافت رويترز أن دبلوماسيون عرب وصفوا هذه الخطة بأنها غير مقبولة.

وبهدف إقناع حماس بالتخلي عن السيطرة على قطاع غزة في مقابل مساعدات التنمية بالقطاع، اجتمع كوشنر بأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، وفقًا لدبلوماسيين تحدثوا لرويترز. ولكن الأمير القطري فقط "هزّ رأسه في صمت" دون تحديد بالإيجاب أو الرفض.

وفي التقرير أيضًا تحدث الدبلوماسي العربي وقال "لا يوجد دفعة جديدة للأمور. لم يقدم كوشنر أي شيء مقبول لدى الدول العربية. يعتقد أنه (جني) لديه عصا سحرية تصنع حلا للمشكلة".

وأعلن البيت الأبيض في الأسبوع الماضي أن مبعوثي ترامب للسلام في الشرق الأوسط يعملون على المقترحات الأكثر تفصيلاً إلى الآن من أجل قضية السلام في المنطقة، والتي ستشمل ما تعتبره الإدارة الأمريكية خطة اقتصادية قوية، لكن دون الإفصاح عن تاريخ محدد.