هل يستطيع عمران خان تغيير مصير باكستان؟
كتبت- هدى الشيمي:
قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن باكستان غالبًا ما تُذكر في الأخبار بسبب الكوارث والحوادث مثل التفجيرات الانتحارية والمذابح والجرائم الجماعية التي تحدث في المدارس، ولكنها الآن وصلت إلى نقطة تحول ومن الممكن أن يتغير مصيرها.
وذكرت الصحيفة الأمريكية، في تحليل منشور على موقعها الإلكتروني، أن عمران خان نجم الكريكت السابق وأحد أشهر الشخصيات في العالم والذي فاز حزبه في الانتخابات، بإمكانه إعادة العلاقات إلى طبيعتها بين بلاده والغرب.
وتؤكد نيويورك تايمز أن باكستان دولة لها أهمية خاصة، وأرجعت ذلك إلى عدة أسباب أولها وأهمها أنها سادس أكبر دولة في العالم من حيث التعداد السكاني، إذ يبلغ عدد سكانها حوالي 200 مليون نسمة، كما أنها دولة مُسلحة نوويًا ذات موقع استراتيجي مُهم، حيث تقع بالقرب من الهند والصين وإيران وأفغانستان.
وذكرت الصحيفة أن باكستان تعاني من الفوضى منذ عقود، بسبب التفجيرات الانتحارية، وأفعال الجماعات المتشددة، وأنشطة وكالات التجسس الخارجية التي ساعدت على إنشاء حركة طالبان ودعمت تنظيم القاعدة.
إلا أن الأمور باتت أكثر هدوءًا الآن عن ذي قبل، وتقول الصحيفة الأمريكية إن الكثير من المناطق أصبحت أكثر أمانا، وتم افتتاح مراكز تسوق ومدارس وفروع ماركات عالمية. وتعمل باكستان الآن على جذب الاستثمارات الأجنبية.
ونقلت الصحيفة عن مراقبين دوليين قولهم بإن خان، 65 عامًا، سيبذل جهودًا كبيرة لإنهاء أزمة الدين في باكستان، وسيقوم بجولة حول العالم لاسيما وأنه يجمعه بالقادة والزعماء علاقات طيبة، بالنظر إلى مسيرته المُشرفة في الكركيت، ولكونه أحد أهم الشخصيات العامة في بلاده.
وأوضحت نيويورك تايمز أن خان بإمكانه تقريب المسافات بين باكستان والصين، والتي أشاد بها في أكثر من مناسبة مؤكدًا أنها نموذج يُحتذى به.
أو ربما يسير خان على خطى من سبقوه من القادة الباكستانيين، الذين دعموا القوانين الإسلامية المتشددة، وأظهروا تعاطفهم مع الجماعات والمليشيات المتطرفة، واتبعوا سياسات زادت من عزلة باكستان على مدار السنوات الماضية.
ومع ذلك، تقول نيويورك تايمز إن خان أضاف شيئًا جديدًا إلى المجتمع الباكستاني، لاسيما وأنه لديه فرصة أكبر من أي زعيم آخر لتغيير مصير البلاد.
يوضح مايكل كوجلمان، نائب مدير برنامج جنوب آسيا في مركز وودرو ويلسون بواشنطن، أن القادة الباكستانيين السابقين لم تكن لهم علاقات قوية بالغرب، على عكس خان الذي تجمعه علاقات قوية بشخصيات معروفة في العالم.
وذكرت نيويورك تايمز أن خان تلقى تعليمه في جامعة أوكسفورد، وتزوج في السابق من سيدة بريطانية ثرية، وكان صديقًا مقربا بالأميرة ديانا، وقال بعد وفاتها بفترة قصيرة إنها كان يساعدها على العثور على زوج جديد.
إلا أن المواقف الأخيرة تُشير إلى أن خان يحاول تغيير صورته المعروفة، والتأكيد على أنه لم يعد ذلك البطل الرياضي ومعشوق النساء.
وتقول الصحيفة إن خان أظهر، في الأيام الأخيرة الماضية، تعاطفه مع حركة طالبان، وقوانين الإلحاد والكفر المتشددة والتي معاقبة المُلحد إلى حد الإعدام.
فيديو قد يعجبك: