ماذا تريد إسرائيل من قمة ترامب وبوتين في هلسنكي؟
كتب - هشام عبد الخالق:
نشر الكاتب الأمريكي من أصل إسرائيلي تسيفي شافيتس، مقالًا بوكالة "بلومبيرج" الأمريكية، حول المطالب الإسرائيلية من القمة بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين.
وقال الكاتب في بداية مقاله: "يقصف الجيش السوري - بدعم من القوات الجوية الروسية والعسكريين الإيرانيين - أراضي درعا في جنوب البلاد، لدفع سكانها للاستسلام، ومما لا شك فيه أن هذه لحظة مرضية للغاية للرئيس السوري بشار الأسد، لأن درعا كانت من أولى المناطق التي انتفضت ضد نظامه في مارس 2011، لتفوز باللقب الذي استحقته وهو "مهد الثورة السورية".
والآن، بعد مرور سبع سنوات التي شهدت عددًا لا يحصى من الفظائع، يبدو أن درعا تتجه نحو الهاوية، وأصبح الناس يائسون للحصول على مأوى، وبعد أن وجد لاجئو درعا ملجئًا على الجانب الآخر من الحدود الجنوبية في الأردن، أغلقت أبواب المملكة الهاشمية منذ عام 2016، وتقول الأمم المتحدة إن هناك 650 ألف لاجئ سوري في الأردن، ولكن أعلن الأردن أن هناك أكثر من مليون لاجئ وأنه لا يخطط لاستيعاب المزيد منهم.
وكنتيجة لذلك، اتجه المقيمون في درعا للبحث عن حل آخر في الغرب، والذي يتمثل في مرتفعات الجولان المحتلة من قبل إسرائيل، ووصل الآلاف بالفعل إلى هناك، وأقاموا الخيم في المنطقة التي تفصل بين الجيشين السوري والإسرائيلي، ويُقدر عدد اللاجئين المحتملين الذين سيحاولون دخول المناطق الإسرائيلية من مرتفعات الجولان بأكثر من 100 ألف شخص.
وتابع الكاتب، عندما اجتمع بنيامين نتنياهو بالمجلس الوزاري الإسرائيلي يوم الأحد، ناقش هذه الاحتمالية ولكنه قال: "سوف نستمر في الدفاع عن حدودنا"، وهذا يعني أن إسرائيل لن تسمح باستقبال اللاجئين في أراضيها، ولكن هذا لا يعني أن إسرائيل تتجاهل اللاجئين القابعين خارج أسوارها، حيث أوضح نتنياهو في الاجتماع أن "على مدار الست سنوات الماضية، كان الجيش الإسرائيلي يقدم المعونات الطبية ووسائل المعيشة الأخرى للقرى السورية الصديقة بالقرب منا".
ويقول الكاتب، من المتوقع مناقشة الخيارات حول سوريا عند لقاء الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين في هلسنكي في السادس عشر من هذا الشهر، وسيتابع نتنياهو هذه القمة عن قرب، فبالنسبة له المشكلة الكبرى في الصراع السوري هي إيران عدوه اللدود، التي تدعم الأسد والتي يرى نتنياهو وجود مندوبين عسكريين لها في سوريا خطرًا على إسرائيل.
الوجود الروسي في سوريا علامة إيجابية بالنسبة لنتنياهو، فهو ظل طيلة سنوات يبني علاقات جيدة مع بوتين، ويخبره أنه يحترم مصالح روسيا ويأمل أن يعامله بوتين بالمثل، وهذا يعني إبقاء القوات التي تقودها إيران بعيدة عن إسرائيل قدر المستطاع، والسماح للجيش الإسرائيلي بإحباط جهد إيران لاستيراد أسلحة متقدمة.
وأضاف الكاتب، نتنياهو يستطيع الضغط على ترامب مثلما لا يستطيع أي شخص آخر، وظهر هذا واضحًا في عملية نقل السفارة الإسرائيلية إلى القدس، ولكن ترامب لا يحتاج إلى أن يضغط عليه أحد في قضية إيران، فهو واع بشكل كامل أن طهران عدو خطير، وعلى العكس من نتنياهو فهو بحوزته سلاح قوي للغاية يتمثل في فرض العقوبات على طهران التي تهز القيادة الإيرانية بالفعل.
"لن تكفي الضغوطات الاقتصادية وحدها في إسقاط هذا النظام القمعي في وقت قصير، ولكن من الضروري الاعتقاد بأن العقوبات الأمريكية القاسية قد تجبر القيادة الإيرانية على تخفيض ميزانية المغامرات العسكرية التي تقوم بها في المنطقة، وسيكون الانساحاب الإيراني من دول الخليج، العراق، لبنان، اليمن، وغزة، بمثابة تغييرًا جذريًا في السياسات الخارجية لأي رئيس أمريكي، ولكن للفوز بهذا التغيير يجب على ترامب أن يعرض شيئًا على بوتين في المقابل".
وتابع الكاتب، إذا كنا في عالم مثالي سيكون الغرض من هذه القمة الأمريكية الروسية الرغبة في دولة سورية جديدة مع حكومة لائقة، ولكن في العالم الذي نعيش فيه، فإن أفضل الاقتراحات تكمن في نزع الأسلحة الإيرانية عن الأسد، وإقناع روسيا بإيقاف دعمها لما تفعله إيران في سوريا.
واختتم الكاتب مقاله قائلًا: "أي شيء يحدث في القمة الأمريكية الروسية لن يوقف المأساة التي تحدث حاليًا في درعا، كما أن المساعدات الإنسانية التي تقدمها إسرائيل لن تخفف ما يحدث أيضًا، فتلك الفرصة قد ولت، ولكن الآن حان الوقت للتفكير في منع تكرار ما حدث في درعا من الحدوث في أي مكان آخر".
فيديو قد يعجبك: