إعلان

من هو بوريس جونسون وزير خارجية بريطانيا المستقيل؟

04:48 م الإثنين 09 يوليو 2018

وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون

كتبت - سارة عرفة:

يعد وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، الذي أعلن استقالته بعد ظهر الاثنين، من أبرز السياسيين غريبي الأطوار في العالم الغربي. كان تعيينه كأعلى دبلوماسي بريطاني في حكومة رئيسة الوزراء تريزا ماي مثيرا للجدل.

كان جونسون من أشد الداعمين لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي؛ إذ يعتبر إلى جانب زعيم حزب الاستقلال البريطاني السابق نايجل فراج رأسي حربة حملة البريكسيت في 2016.

بعد نجاح البريكسيت، تحطمت آمال جونسون في زعامة حزب المحافظين وبالتالي تولي رئاسة الوزراء خلفا لرئيس الوزراء المستقبل ديفيد كاميرون، اثر قرار أحد أقرب أنصاره في معسكر البريكسيت، وزير العدل البريطاني مايكل جوف، الترشح لمنصب رئيس الوزراء.

عرف عن جونسون، عمدة لندن السابق، تصريحاته المثيرة، وميله إلى النكات والانتقاد الحاد. وكان تصريحه عن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما احد أكثر التصريحات إثارة للجدل، إذ قال إن أصوله الكينية "جعلته يكره تراث بريطانيا وتاريخها". كما شبه هيلاري كلينتون، بأنها "بممرضة سادية تعمل في مصحة للأمراض العقلية".

ووجه جونسون انتقادات لاذعة لأوباما بعد دعوته البريطانيين للبقاء في الاتحاد الأوروبي، وقال إن الولايات المتحدة نفسها لا تقبل بالقيود التي يفرضها الاتحاد الأوروبي، فلماذا تريدنا أن نقبل بذلك؟

شبه كثيرون جونسون، وهو في الخمسينات من عمره ولديه من الأطفال خمسة، بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب نظرا لتطابق مواقفهما حول بعض النقاط وتصرفاتهما الغربية.

في خضم حملة الخروج من الاتحاد الأوروبي، وصف جونسون الاتحاد الأوروبي بأنه "مشروع زعيم النازية، أدولف هتلر"، الذي حاول، على حد تعبيره، "إنشاء دولة أوروبية واحدة".

واشتهر جونسون بالإثارة والاستعراض في تدخلاته وعمله السياسي منذ أن انتخب عمدة للعاصمة لندن عام 2008، وكان من بين أهم قرارته منع المشروبات الكحولية في وسائل النقل العام.

وعرف أيضا بمظهره الملفت للانتباه، وبدراجته الهوائية، وطرح مشروعا ضخما لتشجيع استعمال الدراجات في لندن، ارتبط باسمه، وجلب نحو 90 ألف شخص، يستعملون الدراجة في الذهاب إلى العمل، وقضاء مصالحهم.

كان كثيرا ما يذهب إلى مكتبه على الدراجة الهوائية، وسرقت دراجته مرات عديدة، وكانت ظاهرة سرقة الدراجات من الموضوعات التي أولاها جونسون اهتماما خاصا خلال ولايته في لندن.

ولد بوريس جونسون عام 1964 في نيويورك، وانتقل والداه إلى بريطانيا وهو طفل صغير. ويفتخر أن والده من أصول تركية، ودرس في كلية إيتون كوليج الشهيرة، وأظهر ميلا إلى دراسة اللغة الانجليزية والآداب الكلاسيكية.

كما درس الآداب القديمة في أوكسفورد، وانتخب رئيسا لاتحاد الطلبة عام 1984. وبدأ جونسون حياته العملية صحفيا في ديلي تلغراف، ثم أصبح مراسلها للاتحاد الأوروبي، ونائبا للمدير، قبل أن يصبح مديرا لصحيفة سبيكتيتور، عام 1991.

وأكسبته مسيرته الصحفية شهرة ومنحته مكانة اجتماعية، فتحت له باب العمل السياسي، لينتخب عام 2001 نائبا في مجلس العموم، عن حزب المحافظين.

وعين عام 2004 وزيرا للدولة مكلفا بالفنون، واضطر إلى الاستقالة، بعد انكشاف علاقته الغرامية مع بترونيلا وايت، ولكنه عاد إلى الحكومة عام 2005، في منصب وزير للدولة مكلف بالتربية.

وتزوج جونسون زوجته الأولى، أليجرا موستين أوين، عام 1987، وانفصل عنها عام 1993، ليتزوج المحامية، مارينا ويلر، وينجب منها ثلاث بنات.

وألف بوريس جونسون العديد من الكتب، من بينها كتاب عن حياة رئيس الوزراء البريطاني السابق، ونستون تشرتشل، وكتاب عن تاريخ روما، وآخر عن مدينة لندن.

واكتسب بوريس جونسون شهرة كبيرة والكثير من الأنصار عندما كان عمدة لندن، وبعدما تزعم حملة الخروج من الاتحاد الأوروبي، جعلت المراقبين يتوقعون توليه منصب رئيس الوزراء، وقيادة حزب المحافظين، بعد استقالة ديفيد كاميرون.

ولكنه في المقابل، اكتسب خصوما ومعارضين ينتقدون مواقفه وتصريحاته المثيرة، ويرون أنه غير جدير بتولي المناصب العليا في الدولة، فقد وصفه نائب رئيس الوزراء السابق، نك كليج، بأنه "دونالد ترامب، معه قاموس".

وأقيل جونسون من صحيفة التايمز بسبب عدم الدقة في نقل التصريحات، كما فصل من منصب المتحدث باسم حزب المحافظين عام 2004، بسبب كذبه بشأن علاقاته النسائية، ولكن هذه المصاعب كلها لم تقض على مستقبله السياسي، مثلما فعلت مع غيره.

واستطاع أن يواجه العواصف التي اعترضت طريقه، ويتغلب عليها، بفضل بلاغته الكبيرة، وقدرته على اللعب بالكلمات وتغيير المواقف الحرجة والصعبة لصالحه في كل مرة.

ويقول مراقبون إن جونسون قدم استقالته هربا من سفينة رئيسة الوزراء تريزا ماي التي تحاصرها المشكلات المتعلقة بالخروج من الاتحاد الأوروبي؛ حيث يسعى لزعامة حزب المحافظين وخلافة ماي التي يتوقع كثيرون أن تسقط حكومتها بعد الاستقالات المتتالية لوزير الخروج من الاتحاد الأوروبي ووزير الخارجية جونسون.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان