شكوك حول دور روسي في قتل 3 صحفيين في بلد "الذهب والماس"
كتب – محمد الصباغ:
كشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، الأربعاء، أن الصحفيين الثلاثة الروس الذين قتلوا في جمهورية إفريقيا الوسطى كانوا يعملون على فيلم وثائقي حول جنود مأجورين مقربين من الكرملين.
وأشارت إلى أن ذلك يلقي الضوء على المخاطر التي تواجهها الصحافة في روسيا في ظل وجود عدد كبير من الصحفيين الروس في السجون.
وأطلق النار على الصحفيين الثلاثة في كمين أثناء قيادتهم لسيارة في الدولة التي تمزقها الحرب، وفقًا لمسؤولين محليين ووكالات أنباء. وقالت المؤسسة الصحفية التي كانوا يعملون لها إنهم كانوا يعملون على تحقيق استقصائي حول دور وكلاء الجيش الروسي وعملهم في إفريقيا الوسطى، حيق يستعين الرئيس فوستين ارشانج توادير بروسيا من أجل دعمه بالأسلحة والتدريبات العسكرية، وسط الحرب الأهلية الدموية في البلاد.
وحتى الآن لم يتم تحديد من وقف وراء عملية قتل الصحفيين.
ووقع الهجوم على الصحفيين الروس كيريل رادتشينكو، وألكسندر راستورجوييف، وأورخان جمال، في الساعة السادسة مساء الإثنين بالقرب من مدينة سيبيو بالدولة الإفريقية.
ونقلت قناة روسيا اليوم عن المسؤول المحلي مارسيلين يويو: "دعا ممثلو قوات الأمن المحلية المواطنين الروس إلى عدم الذهاب إلى المنطقة، لأنه كان هناك ظلام بالفعل، لكنهم لم يصغوا إليهم وغادروا".
وأضاف "المهاجمون كانوا يرتدون العمائم ويتكلمون اللغة العربية فقط".
وصرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، "ازدادت عملية تحديد الهوية صعوبة، لأن الصحفيين الروس لم تكن لديهم جوازات سفر، لا سيما أنهم والأشخاص الذين أرسلوهم إلى هناك – ممكن هي شركة أو جهة ما – لم يبلغوا وزارة الخارجية وسفارتنا في جمهورية إفريقيا الوسطى بأغراض زيارتهم ولا بخططهم لزيارة هذا البلد".
وفتحت لجنة التحقيق الروسية تحقيقا في مقتل الصحفيين، كما أعلنت استعدادها لمساعدة أجهزة الأمن المحلية بالتحقيق في هذه الجريمة.
ونقلت صحيفة واشنطن تايمز الأمريكية، عن رجل الأعمال الروسي المقيم خارج بلاده ميكائيل خودوركوفسكي، قوله إنه موّل الوثائقي الذي كان يعمل عليه الصحفيون الثلاثة. وأضاف عملاق النفط أنه كان يدعم وسائل إعلام روسية بملايين الدولارات خلال العام الماضي.
وفي حوار، قال رجل الأعمال إنه مصمم على كشف من يقف وراء عملية قتل الصحفيين، وقريبًا سوف يعلن عن الطرف المسؤول سواء الكرملين أو غيره.
وأضاف في حديث للصحيفة الأمريكية من لندن، أنه سوف يلتفت أكثر إلى المخاطر الحيطة بعمل الصحفيين، لكنه لن يتوقف عن تمويل التحقيقات الاستقصائية.
وفي السنوات الأخيرة، عمل صحفيون روس على توثيق محاولات موسكو للتدخل في الانتخابات الأمريكية، وأنشطة روسيا في أوكرانيا ووكلائها في سوريا، وبعض أنشطة الفساد والانتهاكات في البلاد. وفي الشهر الماضي، ألقت السلطات الروسية القبض على ستة حراس بأحد السجون بعد تسريب مقطع فيديو لواقعة تعذيب.
ومنذ عام 2000، قتل على الأقل 28 صحفيا في روسيا، وفقًا للجنة حماية الصحفيين.
وتعاني جمهورية إفريقيا الوسطى من الحروب منذ عقدين من الزمن، ولكن في السنوات الأخيرة بدأت الأمور تتخذ اتجاها دينيًا. في عام 2013، قامت مجموعات مسلحة مسلمة تحمل اسم "سيليكا" بالإطاحة بالرئيس آنذاك فرانسوا بوزيزيه، وبدأت منذ ذلك معارك كبيرة مع مجموعات مسلحة مسيحية تحمل اسم "أنتي بالاكا". وبحسب منظمات دولية فقد ارتكبت المجموعتان جرائم وحشية.
ووسط المذابح الدائرة، بحسب واشنطن بوست، استغلت روسيا الموقف من أجل نفوذ في إفريقيا. وفي مارس الماضي، قالت وزارة الخارجية الروسية إنها تعمل مع دولة إفريقيا الوسطى الغنية بالذهب والماس من أجل دراسة فرص تطوير الموارد الطبيعية في الدولة الإفريقية.
كما وافقت الأمم المتحدة على إرسال روسيا لكميات صغيرة من الأسلحة إلى الحكومة في إفريقيا الوسطى، وأرسلت عدد من العسكريين والمدنيين الروس من أجل الدعم في تدريب الجيش هناك.
فيديو قد يعجبك: