الصحف اللبنانية: الحريري يضع حلول تشكيل الحكومة على الطاولة
بيروت - أ ش أ
أكدت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم، أن التحركات الجديدة المكثفة التي يقودها رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري لإزالة أسباب العقد أمام تشكيل الحكومة (والتي تتركز في الخلاف بين القوى السياسية على الحصص الوزارية) تستهدف إعادة إحياء عملية التأليف من خلال مقاربات مختلفة، في ظل رغبته بكسر رتابة المشهد السياسي، والسعي لأن تكون تلك التحركات الجديدة بمثابة اختراق لجدار الجمود في هذا الملف.
واعتبرت الصحف أن تحرك رئيس الوزراء المكلف وزيارته لرئيس مجلس النواب نبيه بري، واستضافة "الحريري" في نفس اليوم لرئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل، وسط أجواء إيجابية عن مضمون اللقاءين، سيستتبعه جولة أخرى مكثفة من المشاورات مع الأطراف السياسية الفاعلة في ملف التشكيل الحكومي، وعلى وجه الخصوص حزب القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي.
وذكرت صحيفة (المستقبل) أن لقاء الحريري ببري تطرق إلى موضوعات هي تشكيل حكومة توافقية، وجلسات "تشريع الضرورة" بمجلس النواب، ودور قوات الطوارىء الدولية (يونيفيل) وضرورة حماية هذا الدور.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة قولها إن الحريري شارك بري خلال اللقاء بمجموعة أفكار تتناول المخارج الممكنة لإتمام تشكيل الحكومة، مشيرة إلى أن خطوط الاتصال التشاورية الجديدة من المفترض أن يتم العمل على بلورتها أوائل الأسبوع المقبل مع مختلف القوى المعنية بالملف الحكومي.
وأضافت الصحيفة أن "بري" أكد للحريري أنه سيتجنب الدعوة لانعقاد جلسة تشريعية بمجلس النواب، بغية إعطاء مزيد من الوقت للانتهاء من تشكيل الحكومة.. لافتة إلى أن الطرفين كانت وجهة نظرهما متطابقة حيال أهمية حماية دور اليونيفيل باعتبارها ضمانة للاستقرار في الجنوب اللبناني، حيث تطرق الحديث إلى واقعة إطلاق النار على قوات اليونيفيل قبل أيام في بلدة (مجدل زون) وهو الحادث الذي أصبح موضوع بحث وتدقيق على أعلى المستويات الدولية وصولا إلى مجلس الأمن.
من جانبها، أكدت صحيفة (النهار) نقلا عن مصادرها أن "الحريري" بدأ في عملية اختراق للجمود السياسي في تشكيل الحكومة خشية أن ينزلق لبنان إلى متاهات سلبية للغاية، مشيرة إلى أنه في حالة عدم استجابة الفرقاء السياسيين لجهود إنجاز الحكومة، فإن البلاد قد تذهب إلى المجهول.
وأشارت الصحيفة إلى أن رئيس الوزراء المكلف وضع مسودة معدلة لحكومة من 30 وزيرا اعتمد فيها على التوزيع الأساسي للحصص الذي ورد في النسخة السابقة مع بعض التعديلات.. موضحة أن النسخة الجديدة للحكومة في شأن حصة حزب القوات اللبنانية، تضمنت منحه حقيبتين خدماتيين أساسيتين وحقيبة غير أساسية وحقيبة وزارة دولة، ولم تمنح الحزب حقيبة سيادية ولا نيابة رئاسة الوزراء.
وأضافت الصحيفة أن القيادي الدرزي وليد جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي لا يزال على موقفه المتمسك بحصرية تسمية الوزراء الدروز الثلاثة بالحكومة، ورفضه مقترحا بتسمية وزيرين وأن تكون تسمية الثالث وسطية (توافقية) .
وأكدت الصحيفة استمرار التنازع القوي بين الفرقاء السياسيين على حقائب أساسية قبل أن يتم حسم أزمة الحصص الوزارية، فضلا عن معلومات تؤكد عقدة منح حزب الله حقيبة الصحة في ظل تحفظات خارجية على تولي الحزب أي وزارة معنية بترجمة مقررات مؤتمر سيدر الذي عقد في باريس لدعم الاقتصاد اللبناني وبنيته التحتية.
من جهتها، وصفت صحيفة (الجمهورية) تحركات رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري بأنها محاولة إنقاذية لمسار تشكيل الحكومة الذي بدا أنه تعطل في الأيام الأخيرة "جراء التناقض الحاد في المواقف بين رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة".
وذكرت الصحيفة أنه على الرغم من الحيوية التي بدأت تدب في هذا المسار غير أن العقد الأساسية لا تزال على حالها، والمتمثلة في حجم تمثيل التيار الوطني الحر ومعه حصة رئيس الجمهورية، وتمثيل حزب القوات اللبنانية نوعا وحجما، إضافة إلى عقدة التمثيل الدرزية.
ونقلت الصحيفة عن مصادر أن فريق التيار الوطني الحر ورئيس الجمهورية لا يزال متمسكا بـ 11 وزيرا في الحكومة، وأن حزب القوات لا يزال مصرا على تمثيل وازن مقرونا بحقيبة سيادية ما زالت حتى الآن موضع أخذ ورد.
وقالت الصحيفة إن الحريري قد يزور رئيس الجمهورية في الساعات القليلة المقبلة، ليقدم له مسودة تشكيلة وزارية جديدة، إلا أن هذا الأمر مشروط بتجاوب الأطراف واستعدادهم للتعاون "قدر الإمكان" في سبيل إنجاز هذا الاستحقاق في القريب العاجل.
وتحدثت الصحيفة نقلا عن مصادرها أن مخارج لحل الأزمة الحكومية تتمثل في إبقاء الوضع على ما هو عليه في الحكومة الحالية بحيث تتمثل القوى السياسية بالحجم الممثلة به حاليا في حكومة تصريف الأعمال، أو إسناد 3 حقائب خدماتية لحزب القوات اللبنانية أو 4 حقائب من بينها 3 خدماتية ووزارة دولة، غير أن هذين الطرحين لم يقبل الحزب بهما، مشيرة إلى أن طرحا آخر قبل به "القوات" يتمثل في منحهم 4 حقائب خدماتية من دون وزارة سيادية أو منصب نائب رئيس الحكومة.
وأضافت الصحيفة أن الطرح بإعطاء فريق رئيس الجمهورية (التيار الوطني الحر وحصة الرئيس) 10 حقائب لا يزال أمرا معقدا، وأن هذا الفريق يرفض من جهة أخرى منح وليد جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي 3 وزراء دروز، رافضين استئثار طرف بتمثيل أي طائفة.
وأكدت الصحيفة أن طرحا جديدا بإعطاء "جنبلاط" وزيرين درزيين وثالث مسيحي، هو أمر مازال قيد البحث من دون أن ينتهي إلى توافق حوله، فيما يرفض رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي أن يتم منحه وزيرين درزيين فقط، ويؤازره حلفاؤه في هذا الرفض.
من ناحيتها، نقلت صحيفة (اللواء) عن مصادر سياسية توقعها حصول تقدم جزئي في مسألة تمثيل التيار الوطني الحر والحصة الرئاسية، وأن الاتجاه سيكون منح هذا الفريق 10 وزراء "غير أن هذه المعالجة تحتاج المزيد من الوقت والجهد".. بحسب مصادر الصحيفة.
وأشارت الصحيفة إلى أن لقاء الحريري – باسيل بدد أجواء التشنج السياسي وكان إيجابيا أكثر مما هو متوقع.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: