غزة .. الهدنة مستمرة والقطاع يستعد لـ"جمعة الحرية والحياة"
كتبت- إيمان محمود:
يخيم الهدوء على غزة، صباح اليوم الجمعة، بعد يومين من تصعيد عسكري هزّ جنوب إسرائيل وقطاع غزة المُحاصر، نجحت مصر في إيقافه وتطبيق هدنة بين الطرفين، من أجل إعادة تثبيت وقف إطلاق النار وتهدئة الأوضاع على الأرض.
وقال مسؤولون فلسطينيون إنه تم التوصل إلى هدنة بوساطة مصرية، مساء الخميس، ولم يصدر تعليق رسمي من إسرائيل التي يُنتظر أن تقر بالتوصل لمثل هذا الاتفاق مع حماس التي تسيطر على قطاع غزة.
لكن الاحتجاجات الأسبوعية التي تندلع على حدود القطاع مع الأراضي المُحتلة، منذ 30 مارس الماضي، تستمر اليوم بعد دعوات أهالي القطاع إلى ما أسموه بـ"جمعة الحرية والحياة لغزة"، وذلك ضمن فعاليات مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار القطاع.
ودعت الهيئة الوطنية لمخيمات مسيرة العودة وكسر الحصار المواطنين للمشاركة في فعاليات مسيرات العودة التي ستنطلق بعد عصر الجمعة، في مخيمات العودة شرقي حدود القطاع، مُطالبة بحق الفلسطينيين بالعودة رغم كل المعاناة التي سببها الاحتلال.
وبلغ إجمالي عدد شهداء مسيرات العودة منذ 30 مارس الماضي 158 شهيدًا، ونحو 17259 إصابة بجراح مختلفة واختناق بالغاز.
وتطالب إسرائيل بوقف مسيرات العودة، التي قالت إنها تشهد أعمال عنف ضد جنودها وأراضيها، مشددة على ضرورة وقف إطلاق البالونات والطائرات التي تحتوي على مواد حارقة والتي ابتدعها الفلسطينيون كنوع من أنواع المقاومة، لكن صعوبة إيقافها من الجانب الإسرائيلي تسببت في تصعيد الأمور بين الطرفين والتهديد الإسرائيلي لحماس بوقفها مقابل وقف التصعيد العسكري ضد القطاع.
ومنذ بدء التصعيد يوم الأربعاء، أطلق نشطاء فلسطينيون عشرات الصواريخ صوب إسرائيل بينها صاروخ طويل المدى، وقصفت طائرات إسرائيلية أكثر من 150 هدفا في قطاع غزة.
ويواجه وقف إطلاق النار الذي توصل إليه الطرفان بوساطة مصرية، تحدٍ كبير له اليوم الجمعة في حال تصاعدت الاحتجاجات في وجه الاحتلال، أو شهدت أعمال عنف من أحد الجانبين.
وقال حازم قاسم المتحدث باسم حركة حماس، إن مسيرات العودة مستمرة لكسر الحصار وتحقيق كافة الأهداف، رغم العدوان الاسرائيلي المستمر".
وأضاف قاسم "الاحتلال فشل في كل مرة حاول فيها كسر إرادة شعبنا في مواصلة نضاله ومسيراته"، مؤكدًا أن مسيرة العودة ستخرج اليوم في "تحد لآليات الاحتلال"، بحسب وكالة "معا" الفلسطينية.
واستطرد "رغم العدوان الإسرائيلي الأخير الذي استهدف الأجنة في أرحام أمهاتها إلا أن ذلك سيمثل رافعة جديدة لاستمرار مسيرات العودة وكسر الحصار، فأهالي القطاع ماضون في مقاومتهم بكافة اشكالها حتى الحرية والاستقلال".
ودمرت طائرات إسرائيلية، مساء الخميس، مركز سعيد المسحال للثقافة والفنون، الذي يحتوى أيضًا على مكتب للجالية المصرية في قطاع غزة بعدد من الصواريخ، ما أدى لتدمير المبنى وإصابة 18 من سكان المباني المجاورة.
وقتلت الغارات امرأة فلسطينية حامل وطفلتها الرضيعة، ما أثار حنق الفلسطينيين وغضبهم، خاصة بعد أن صرحت إسرائيل أنها تستهدف "أهدافًا لحركة حماس".
وأكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، قال في سلسلة تغريدات إن المبنى المدمر كان يأوي مكاتب مسؤولين في حماس.
وشارك مئات الفلسطينيين في جنازة إيناس خماش، مع جنينها الساكن في أحشائها، وطفلتها الرضيعة بيان (عام ونصف)، بعد أن وضعوهم داخل كفن واحد.
وتم تشييع الشهيدة وطفلتها دون علم زوجها محمد الذي يرقد في العناية المركزة بمستشفى شهداء الأقصى وسط غزة؛ بعد إصابته في القصف الذي استهدف منزلهم.
وقالت حماس إن قيام إسرائيل بتدمير مبنى المسحال الثقافي والذي يضم مكتباً للجالية المصرية هو محاولة لتخريب جهود مصر التي تبذلها في القطاع.
وأضافت الحركة "استهداف إسرائيل للمركز الثقافي والجالية المصرية هو سلوك همجي ينتمي لعصور التخلف التي تحارب الثقافة بالنار والبارود"
فيديو قد يعجبك: