الجارديان: كندا تسبح ضد التيار في أزمتها مع السعودية
كتب - هشام عبد الخالق:
بعد وقت قصير من تولي دونالد ترامب منصبه كرئيس للولايات المتحدة؛ أصبح من الواضح أن العلاقة طويلة الأمد بين واشنطن وجارتها الشمالية أوتاوا على وشك التغيير، حيث كان هناك مفاوضات مقلقة لاتفاقية (نافتا) وآلاف طالبي اللجوء الذين يعبرون الحدود المشتركة، وكذلك الهجوم ضد سياسات التجارة الحمائية في كندا.
لكن شهد هذا الأسبوع أكثر التحولات فظاعة - بحسب وصف صحيفة "الجارديان" البريطانية - عندما أعلنت الولايات المتحدة أنها ستبقى "مراقبة للأوضاع" في الوقت الذي هاجم فيه مسؤولون سعوديون كندا بعد مطالبتها بإطلاق سراح بعض ناشطي حقوق الإنسان المحبوسين.
وكانت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية هيذر نويرت، قالت في بيان لها: "يتعين على كلًا من حكومة المملكة العربية السعودية والكنديين أن يحلوا خلافاتهم، وعليهم أن يحلوها دبلوماسيًا فنحن لن نحلها بالنيابة عنهم".
ريتشل كوران، إحدى مدراء السياسات والتي عملت ضمن إدارة رئيس الوزراء الكندي السابق ستيفن هاربر، كتبت عبر موقع تويتر: "ليس لدينا صديقًا واحدًا في العالم بأكمله"، بعد موقف العديد من الدول الداعم للسعودية.
ومثلما فعلت الولايات المتحدة، ظلت بريطانيا صامتة أيضًا لتنأى بنفسها عن أي متاعب في الخلاف بين الدولتين.
ويقول محللون ومسؤولون إقليميون، إن الخلاف لا علاقة له بكندا، ولكنه جسّد أفعال الرياض على أنها إشارة أوسع للحكومات الغربية، بأن أي انتقاد لسياساتها المحلية غير مقبول.
وعبرت دولًا عديدة مثل مصر وروسيا عن دعمهم للسعودية، إلا أن كندا ظلت وحدها في هذا الصراع.
جاستن ترودو، رئيس الوزراء الكندي، قال إن كندا ستستمر في المشاركة الدبلوماسية والسياسية مع السعودية، وأنه يحترم ويقدر أهميتهم في العالم ويعترف بأنهم قاموا بعدد من الإصلاحات في قضايا هامة، ولكنه أصر على أن حكومته ستستمر في الضغط على السعودية بسبب سجلها في مجال حقوق الإنسان.
ويقول توماس جينو، دكتور بجامعة أوتاوا الكندية، في هذه القضية بالتحديد "لا تحتاج كندا مساعدة الولايات المتحدة، فالعلاقات بين كندا والسعودية محدودة للغاية، لذلك لا تؤثر هذه القضية على كندا بشكل كبير، ولكن إذا ما تطور الوضع الحالي وقطعت دول أخرى علاقاتها معنا، فسيؤدي هذا لبعض القلق".
ولا يرى جينو، حلًا سريعًا للأزمة الحالية بين كندا والسعودية، لا سيما أن أيًا منهما لا يعاني كثيرًا بسبب هذا النزاع، وقال إن السعودية أظهرت ميلًا قليلًا في السنوات الأخيرة للتراجع عن سلوكها المتهور والمندفع، في حين تكره الحكومة الكندية الفدرالية أن يراها الجميع تتبنى أي موقف استرضائي تجاه المملكة السعودية.
ووصف جينو، موقف بريطانيا وأوروبا بالبقاء خارج النزاع الدبلوماسي، بأنه "غير مفاجئ"، وقال: "عندما كانت السعودية تواجه معارك مشابهة مع السويد وألمانيا في السنوات الأخيرة، هل وقفت كندا بجانبهما؟ لا، لقد بقيت هادئة لأننا لن نربح شيئًا من المشاركة في هذا النزاع، لذلك بالنسبة لأوروبا عدم المشاركة في النزاع السعودي الكندي تكرار لما حدث من قبل".
فيديو قد يعجبك: