أنقذه "آيفون" من انقلاب 2016.. أردوغان يحظر الإلكترونيات الأمريكية

كتب – محمد الصباغ:

على مدار ساعات في ليلة الخامس عشر من يوليو عام 2016، انتشرت الأخبار عن سيطرة عناصر من الجيش التركي على مبنى التلفزيون الحكومي في البلاد.

الجنود تمركزوا في الشوارع التركية وأُجبر التلفزيون الرسمي على قراءة بيان العسكريين الذين أرادوا الإطاحة بالرئيس رجب طيب أردوغان.

كان الرئيس التركي يقضي إجازة مع عائلته في منتجع مارماريس السياحي، وقت اندلاع الأحداث.

وبعد 11 دقيقة من بيان الانقلاب كان لابد أن يظهر أردوغان أمام العامة ليتحدث بعد ساعات من السكوت، فقرر الظهور عبر مكالمة على الهواء مباشرة من خلال تطبيق "فيس تايم" على شبكة "سي إن إن تورك".

ظهر وجه أردوغان يملأ شاشة هاتف من طراز "آيفون" أمريكي الصنع، تحمله المذيعة هاند فرات التي قرّبت ميكروفونًا من الهاتف ليتمكن المشاهدون من الاستماع لنداء الرئيس التركي بالنزول إلى الشوارع ومواجهة محاولة الانقلاب.

بعد ساعات ثلاث، دخل محاولو الانقلاب إلى مقر محطة "سي إن إن تورك" لكن بعد فوات الأوان، ونزول ملايين الأتراك إلى الشوارع لتندلع مواجهات دامية انتهت بفشل محاولة الانقلاب وبدء أردوغان حملة غير مسبوقة من الاعتقالات والفصل للآلاف من المناصب الحكومية لقضاة ورجال جيش وشرطة اتهموا بالمشاركة في محاولة الانقلاب لصالح الداعية فتح الله جولن المقيم في أمريكا.

وبذلك يكون التطبيق الإلكتروني على هاتف آيفون الذي استخدمته المذيعة في قناة "سي إن إن تورك"، هو الوسيلة التي أنقذ بها أردوغان نفسه في وقت الشك الكبير الذي عاش فيه الشعب التركي بعد انتشار عناصر من الجيش للإطاحة به.

وفي خضم الأزمة الاقتصادية التي تعانيها تركيا حاليًا بسبب تراجع الليرة تأثرًا بالسياسات النقدية ومضاعفة الرسوم على صادرات الصلب والألومنيوم إلى أمريكا والتي فرضها الرئيس ترامب، قرر أردوغان الانقلاب على التطبيق الذي أنقذه وقرر مقاطعة المنتجات الإلكترونية الأمريكية.

وفي تصريحات نقلتها وكالة الأناضول الرسمية في تركيا، قال أردوغان اليوم الثلاثاء، إن بلاده سوف تقاطع المنتجات الإلكترونية الامريكية "وعازمون على تصنيع وتصدير منتجات بجودة أفضل من تلك التي نستوردها بالعملات الأجنبية".

وواصل حديثه في خطابه خلال احتفالية بمناسبة مرور 17 عاما على تأسيس حزب العدالة والتنمية الحاكم، وقال "بعد أن فشلوا في إرغامنا على تنفيذ ما يريدونه على الأرض، لم يترددوا في استخدام السلاح الاقتصادي ضدنا".

وتطبيق "فيس تايم" أحد منتجات شركة آبل العملاقة في الإلكترونيات، ويستخدم للاتصال عبر الفيديو بين أجهزتها الخاصة.

وتراجعت قيمة الليرة أمام الدولار الأمريكي بشكل كبير، حيث سجلت انخفاضًا قياسيًا وصل إلى 7.24 مقابل الدولار الأمريكي.

وفي بيان للبيت الأبيض، السبت، قال الرئيس ترامب "لقد قررت أنه من الضروري تطبيق رسوم جمركية بنسبة 50% على جميع منتجات الصلب والألومنيوم المستورد من تركيا اعتبارًا من 13 أغسطس".

وبهذا القرار ضاعفت الولايات المتحدة الرسوم الجمركية على واردات الصلب إلى 50% والألومنيوم إلى 20، ما يجعلها ضعف ما كان مفروض في السابق.

واتهم أردوغان ما أسماهم بالإرهابيين الاقتصاديين بالتخطيط للإضرار بتركيا، عبر شائعات بوسائل التواصل تقول إن السلطات قد تفرض قيودا على حركة رؤوس الأموال.

وفي الوقت ذاته، قالت وزارة الداخلية التركية إنها حددت 346 حسابًا على وسائل التواصل الاجتماعي "تحمل تدوينات عن سعر الصرف قالت إنها خلقت انطباعًا سلبياً عن الاقتصاد". وأشارت الوزارة إلى أنها سوف تتخذ كافة الإجراءات القانونية نحو تلك الحسابات.