من هم الرابحون والخاسرون من الأزمة التركية؟
كتبت- هدى الشيمي:
قالت شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية إن الانهيار الكبير لليرة التركية خلال الأيام القليلة الماضية أثر على الأسواق العالمية، ومع ذلك لا يتوقع الخبراء الاقتصاديون أن تكون تركيا سبب أزمة مالية عالمية جديدة.
وحسب خبراء اقتصادين، فإن تركيا تُمثل أقل من 1 بالمئة من الاقتصاد العالمي، علاوة على ذلك فإن التعرض العالمي للقطاع المصرفي التركي صغير ومحدود.
وشهدت الليرة التركية انهيارًا كبيرًا إذ فقدت نحو 40 بالمئة من قيمتها منذ بداية العام.
وذكرت الشبكة الأمريكية أن البنوك الإسبانية هي الأكثر تعرضًا للنظام المالي التركي، إلا أنها لا تُشكل سوى 4.5 في المائة من إجمالي الأصول، حسب بيانات بنك التسويات الدولية، وجيه بي مورجان لإدارة الأصول.
الخاسرون: الأسواق الناشئة والبنوك
وبالنظر إلى تطورات الأزمة، يقول الخبراء الاقتصاديون إن الأسواق الناشئة، والتي تعد تركيا جزءًا منها، ستكون أكبر ضحية لما يحدث.
وتقول الشبكة الأمريكية إن المستثمرين يسحبون أموالهم من الأسواق الناشئة خوفًا من أن تتأثر البلدان الأخرى بالأزمة، وأن تسير على خطا أنقرة، وهذه الخطوة من شأنها الإضرار بالعملات، وكان الروبيه الهندي والبيزو الأرجنتيني وصلا إلى أضعف مستوياتهما مقابل الدولار الأمريكي مطلع هذا الأسبوع.
الفائزون: الدولار الأمريكي والعلاقات الأوروبية التركية
وبينما يبحث المستثمرون عن ملاذ آمن يضعون فيه أموالهم، أصبحت الأصول الأمريكية هي الأفضل لهم، بالنظر إلى قوة الاقتصاد الأمريكية.
يقول ديفيد ديتشي، الخبير الاقتصادي والاستراتيجي، إن زيادة قوة الدولار سيزيد من المشاكل التي تواجه تركيا والأسواق الناشئة الأخرى.
وحسب ديتشي فإن زيادة مُعدّل الفائدة الأمريكية سيتسبب في شيئين، الأول هو أن الدولار سيكون العملة المهيمنة على الديون الأسواق الناشطة، كما أنه سيؤثر على الأشخاص الذين يرغبون في الاستفادة من أسعار الفائدة الأمريكية، ما يصعب عملية سداد الديون.
ونشرت مجموعة أوراسيا الاقتصادية تقريرًا، أمس الثلاثاء، قالت فيه أن الخلافات بين اردوغان وترامب على خلفية رفض أنقرة اطلاق سراح القس الأمريكي أندرو برونسون ستؤدي إلى تحسن العلاقات بين تركيا ودول الاتحاد الأوروبي.
وقالت أوراسيا في تقريرها إن العلاقات بين تركيا ودول الاتحاد الأوروبي تتجاوز الطريقة التي وصل بها أردوغان للحكم، أو سجل حقوق الانسان أو حرية الصحافة اللذان يواجهان مشكلة حقيقية في الجمهورية الإسلامية، لاسيما وأن المصالح بين تركيا والاتحاد الأوروبي لا يمكن حصرها.
وفي المقابل، يقول المراقبون الدوليون إن انخفاض شعبية ترامب في الدول الأوروبية ستحرمه من الدعم الاتحاد الأوروبي في هذه الأزمة.
وتُشير الشبكة الأمريكية إلى أن الاتحاد الأوروبي يدعم تركيا بشكل واضح لمواجهة العقوبات الأمريكية، كما أنه ينتقد سياسة واشنطن إزاء أنقرة.
وكتب وزير المالية والخزانة التركي بيرات البيرق، عبر موقع تويتر، أن الاتحاد الأوروبي يتعامل مع الأزمة بطريقة إيجابية للغاية، تعليقًا على التقرير الذي كتبه وزير الاقتصاد الألماني بيتر التماير وانتقد فيه زيادة التعريفة الجمركية على البضائع التركية، ما يرجع أن العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي ستشهد تحسنًا ملحوظًا الفترة المُقبلة.
فيديو قد يعجبك: