حوار| قيادي كردي: نتبرأ من "أعلام إسرائيل".. وعلاقتنا بمصر "عريقة"
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
كتبت – إيمان محمود:
أشاد شيركو حبيب، ممثل الحزب الديمقراطي الكردستاني العراقي في القاهرة، بالعلاقات المصرية-الكردية، منذ عهد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، مطالبًا بتوطيد العلاقات بين البلدين خاصة في مجالات التجارة والاقتصاد والسياحة.
ونفى حبيب - في حوار مع مصراوي - ما أُثير حول علاقة إقليم كردستان العراق بإسرائيل، قائلاً إن من رفعوا "العلم الإسرائيلي" وقت استفتاء انفصال الإقليم ليسوا أكرادًا.
ومع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لاستفتاء انفصال الإقليم الذي عُقد في 25 سبتمبر عام 2017؛ تحدث ممثل الحزب الحاكم في كردستان العراق، عن الوضع الذي أصبح عليه الإقليم في الوقت الحالي وما ينتظره في المستقبل من الحكومة العراقية المقبلة.
وإلى نصّ الحوار...
هل تؤيدون دعوات تأجيل انتخابات الإقليم المقررة نهاية الشهر المقبل؟
حزبنا مع إجراء الانتخابات في موعدها المُحدد، ونحن مستعدون لخوض السباق الانتخابي ونأمل في الحصول على مقاعد أكثر مما حصلنا عليها في البرلمان الماضي.
البعض يقول إن هناك أسباب مالية تقتضي تأجيل الانتخابات؛ هل هذا صحيح؟
ليست هناك أي أزمات مالية متعلقة بانتخابات الإقليم؛ فالحكومة خصصت ميزانية انتخابات كردستان والمفوضية العليا للانتخابات تسلمّت المبلغ بالفعل، وبخصوص الانتخابات السابقة، فهي كانت تتبع في ميزانيتها الحكومة المركزية أي أنها لا تؤثر على ميزانية الإقليم.
وإذا كان هناك مبرر حقيقي في مصلحة الشعب الكردي لتأجيل الانتخابات كما تقول بعض القوى السياسية، فنحن ليس لدينا أي مانع وإلا كنا أول من يطلب ذلك.
هل كان لديكم تحفظات على نتائج انتخابات البرلمان العراقي؟
ليس لدينا تحفظات على النتائج؛ رغم عدد المقاعد التي لم تُحتسب لنا في بعض المناطق، إلا أننا أول حزب أعلنا موافقتنا على إجراء العد والفرز اليدوي عندما اعترض البعض الذين لم يحصلوا على المقاعد على النتائج بحجة التزوير.
أما تشكيل الحكومة؛ نحن مع حكومة وطنية تلتزم بالشراكة الحقيقية والتوازن والتوافق، وليس مهما من سيكون رئيس للحكومة، البرنامج الحكومي هو الأهم، بالإضافة إلى أهمية تشكيل حكومة تلتزم بالتوافق والتوازن، الذي نصّ عليه الدستور العراقي عام 2005.
ولا أتوقع أن تستمر الاعتراضات الحالية على نتائج الانتخابات، سيتخطى العراق هذه المرحلة قريبًا ويدخل في مرحلة تشكيل الحكومة، التي يُعتبر الأكراد جزء رئيسي منها باعتبارنا المكون الثاني في البلاد.
ما التحديات التي تواجهها حكومة العراق المقبلة؟
الحكومة المقبلة ستواجه مرحلة صعبة، فمهمتها الأولى هي إعادة الإعمار؛ وهي مهمة تحتاج إلى حكومة حازمة من أجل بناء ما هدمته الحرب مع داعش، وإعادة النازحين إلى مناطقهم التي فرّوا منها، وتوفير الخدمات الضرورية.
والمهمة الثاني أن تكون على مستوى التحدي الأمني المطلوب حتى لا يشهد العراق ظهور تنظيم إرهابي جديد بعد القضاء على داعش، بالإضافة إلى أنها يجب أن تمثل شراكة حقيقية بين المجتمع، وتكون مُتفق عليها من جميع المكونات العراقي، دون تهميش أي فئة.
لماذا تتمسكون بمنصب رئيس الجمهورية رغم أن البعض يعتبره منصب شرفي؟
هذا المنصب أصبح لنا بحكم العُرف منذ عام 2005 -مثلما يحتل الشيعة منصب رئيس الوزراء والسُنّة لمنصب رئيس البرلمان- ورغم أنه شرفي لكنه يمثل العراق في المحافل الدولية.
وكانت بالفعل هناك مباحثات الفترة الماضية بأن تكون رئاسة الجمهورية للسُنّة ورئاسة البرلمان للأكراد، ولكن أي مكون يحظى برئاسة البرلمان يجب أن يكون له نسبة كبيرة بداخله، الأكراد لديهم 65 مقعدًا وهو أقل من الأعداد التي تحظى بها بقية المكونات؛ لذلك كان من الصعب أن نحصل على المنصب.
كيف أصبح الوضع الاقتصادي داخل إقليم كردستان في الوقت الحالي؟
الوضع الاقتصادي تراجع بسبب الحرب مع داعش وبعدما قطعت الحكومة المركزية العراقية ميزانية الإقليم، وكذلك بعد هبوط سعر النفط، لكن الآن بدأت ترتفع الأسعار مرة أخرى، وفي الخمس أشهر الأخيرة بدأت حكومة الإقليم بصرف الرواتب لموظفي الإقليم في مواعيدها، باستقطاعات أقل.
أي نستطيع القول بأن الأزمات المالية بدأت تتلاشى تدريجيًا، خلال الأربعة أشهر الأخيرة.
هل مازال هناك أي إشكاليات تتعلق بميزانية الإقليم مع الحكومة المركزية؟
نعم؛ الحكومة المركزية تصرف في الوقت الحالي ثلث ميزانية الإقليم تقريبًا، وهو ما أتمنى أن تغيره الحكومة المقبلة وتُعيد صرف نسبة الـ17% التي كانت تُصرف من قبل.
على أي أساس تُحدد ميزانية الإقليم؟
الميزانية في الأصل تُحدد بحسب عدد السكان، لكن للأسف ليس هناك إحصاء دقيق لعدد سكان الإقليم، وهو ما ظلم العدد الحقيقي للأكراد، نسبتهم 25% أو يزيد من جملة سكان العراق.
كيف ترى القرار الأمريكي بتخصيص ميزانية لقوات البيشمركة الكردية؟
تعاون البيشمركة الكردية مع الجيش العراقي، ودورها الهام في القضاء على داعش، هو ما دفع الولايات المتحدة لتخصيص مساعدات مستقلة لقوات البيشمركة.
البيشمركة ضحوا بـ1800 شهيد و12 ألف جريح خلال الحرب مع داعش، في دفاع ليس فقط عن الأكراد أو العراقيين بل عن الإنسانية بأكملها، مثلما يدافع الجيش المصري الآن ضد الإرهاب في سيناء نيابة عن العالم.
ويجب أن يعلم الجميع بأن البيشمركة ليسوا ميليشيات، بل هم قوات نظامية بحسب القانون والدستور، ومنذ تأسيسهم في ثورة 1961، لم يقفوا أبدًا ضد الشعب العراقي وإنما كان الخلاف مع الأنظمة.
هل تسبب استفتاء الانفصال في أزمات بين القوى السياسية الكردية؟
ليس لدينا أزمات سياسية داخل الإقليم بالمعنى، لكن هناك خلافات بين القوى السياسية، وهذا شيء عادي وطبيعي.
أما الاستفتاء؛ فجميع القوى السياسية الكردية كانت حاضرة خلال اجتماعات قصبة صلاح الدين القريبة من أربيل، حتى بعض الجهات التي لم تشترك صوتت للاستفتاء، وكانت نسبة التصويت 93% للمشاركين من شعب كردستان بنسبة 73%، وكل من تبرأ منه، كانوا معه منذ اليوم الأول، وإذا كانوا مصرّين على اتهام الحزب الديمقراطي الكردستاني بأنه المسؤول الوحيد عن قرار الاستفتاء .. فنحن نرحب بهذا الاتهام.
لكنهم عوّلوا على الأزمات التي واجهها الإقليم بسبب الاستفتاء.
كل الأزمات التي مرّ بها الإقليم لم تكن بسبب الاستفتاء؛ الميزانية انقطعت قبل الاستفتاء، وتطبيق المادة 140 كان قبل الاستفتاء، والمناطق المتنازع عليها كان يجب أن تكون بين إدارة الطرفين وفق الدستور العراقي، وفي أكتوبر الماضي انسحبنا منها كي لا نقاتل الشعب العربي، أما الأمر الوحيد الذي سببه الاستفتاء كان حظر الطيران.
وبالنسبة لنفط كركوك فيجري الاتفاق حاليًا مع الحكومة على تصديره عبر أنابيب كردستان، وكل شيء يتم بالتعاون بيننا.
إذا كانت المشاكل تُحل بينكم وبين الحكومة العراقية بالتعاون فلماذا أجريتهم الاستفتاء؟
لو تم الالتزام بالدستور العراقي لما أجرينا الاستفتاء، اتفقنا مع جميع الأطراف العراقية والكردية بعد 2003 على بناء عراق جديد، لكن مع الأسف هذا العراق لم يظهر، ونبّهنا كثيرًا إلى أن العراق يتجه إلى نفق مظلم، وعلينا جميعًا إيجاد حل للخلافات والمشاكل.
قبل عام 2003 كنا مستقلين عن العراق، ولكن بعد ذلك شاركنا العراقيين بإرادتنا في بناء دولة حديثة أساسها المواطنة، وحاليًا نجري حوارًا مع الكتل الفائزة في الانتخابات التشريعية العراقية في مايو الماضي، ووجهات النظر بيننا إلى حد ما قريبة، ونأمل أن يتم تشكيل حكومة تخدم المواطنين العراقيين جميعا دون تفرقة.
كيف تقيّم العلاقات المصرية-الكردية؟
علاقتنا مع مصر عريقة وتعود إلى عام 1898 عندما أصدرنا أول صحيفة كردية من القاهرة، وفى أواخر الخمسينات استقبل الزعيم عبد الناصر الزعيم الكردي مصطفى بارزاني، وخصصت مصر وقتئذ ٤ ساعات باللغة الكردية في إذاعة صوت العرب.
ومصر هي أول دولة عربية افتتحت قنصليتها في أربيل، وهي أيضًا أول دولة تستأنف رحلاتها الجوية إلى أربيل بعد الاستفتاء، وموقفها وقت الاستفتاء كان من أفضل المواقف العربية والدولية؛ إذ أكدت أنها مع وحدة العراق، وأيضًا مع الحقوق الدستورية للشعب الكردي.
ونتمنى توطيد هذه العلاقات في النواحي الأخرى مثل التجارة والاقتصاد والسياحة، فنحن نناشد الحكومة المصرية بالتعاون الاقتصادي مع الإقليم من خلال إرسال وفد من المستثمرين، وإقامة المشروعات التي تفيد الطرفين.
هل تأثرت علاقتكم الاقتصادية بأي من الدول بسبب الاستفتاء؟
مازالت علاقتنا قائمة مع كل الدول سواء العربية أو غيرها، ومنذ أيام أرسلت السعودية وفدًا إلى الإقليم من أجل بحث سُبل الاستثمار.
وماذا عن علاقتكم مع إيران وتركيا؟
قرار إيران بغلق الحدود في أعقاب الاستفتاء، أثّر عليها وليس على الإقليم، إذ أن صادراتها إلى كردستان تُقدر بملايين الدولارات، وهي دولة تعتمد على التصدير إلى حد كبير، لذا فهذا الأمر كان أحد أسباب تدهور وضعها الاقتصادي لما هو عليه الآن.
ورغم أن موقف تركيا من الأكراد أكثر عداءً، إلا أنها لم تغلق حدودها معنا، وضاعفت صادراتها إلى الإقليم.
ما حقيقة علاقة كردستان بإسرائيل؟
ليس لدينا أي علاقات مع إسرائيل، اتُهمنا بذلك وقت الاستفتاء، رغم أن من رفعوا العلم الإسرائيلي في ذلك الوقت ليسوا أكرادًا.
أما بخصوص تشبيه البعض لنا بإسرائيل، فنحن لم نغتصب أرض أحد مثلما فعل الصهاينة، ودائمًا ندعم الفلسطينيين ونؤيد قضيتهم، كما ندعم بناء دولة فلسطينية عاصمتها القدس، ولدولة فلسطين علاقات ممتازة مع الإقليم ولها قنصلية في أربيل.
فيديو قد يعجبك: