إعلان

من هو كوفي عنان أول أفريقي أسود يتولى أعلى منصب أممي؟

03:38 م السبت 18 أغسطس 2018

كوفي عنان

كتبت- هدى الشيمي:

توفي كوفي عنان، الأمين العام السابق لمنظمة الأمم المتحدة، وأحد أهم الرموز الدبلوماسية وأكثرهم شهرة، لاسيما وأنه كان أول أفريقي أسود البشرة يتولى هذا المنصب، ويحقق هذا النجاح، وإن كان ثاني أفريقي بعد المصري بطرس غالي.

وأعلنت مؤسسته التي تحمل اسمه وفاته بجانب عائلته وابنائه، اليوم السبت، في جنيف، وقالت إنه بذل كل ما في وسعه لمساعدة كل محتاج أو فقير.

وألقت وكالة أسوشيتيد برس للأنباء الضوء في أهم المحطات في حياة المسؤول الأممي والدبلوماسي الراحل، وكان أبرزها ما يلي:

"البداية"

وُلد كوفي عنان، في 8 أبريل عام 1938، في عائلة من أكبر العائلات في كوماسي، غانا، إذ كان يعمل والده حاكم مقاطعة، واثنين من أجداده كانا رؤساء قبيلة.

كان عنان يتحدث العديد من اللغات بطلاقة، مثل الانجليزية والفرنسية ولغات أفريقية أخرى، من خلال دراسته في مدرسة داخلية مرموقة، وجامعة العلوم والتكنولوجيا في كوماسي، وتخصص في الاقتصاد خلال دراسته الجامعية في كلية ماكاليستر في سانت بول، مينيسوتا، عام 1961، ثم انتقل إلى جنيف، حيث درس قام بالدراسات العليا في الشؤون الدولية، ومن هنا انطلقت مسيرته في الأمم المتحدة.

تزوج عنان من تيتي ألاكيجا، امرأة نيجيرية، عام 1965 وانجب منها ابنه أما وابنه كوجو، وعاد إلى الولايات المتحدة عام 1971، وحصل على شهادة الماجستير في كلية سلون للإدارة في جامعة ماساتشوستس للتكنولوجيا، ثم انفصل عن زوجته في السبعينيات.

تعرف المسؤول الأممي السابق على زوجته الثانية المحامية السويدية ناني لاجيرجرن أثناء وجوده في جنيف، وتزوجا عام 1984.

"نجم روك دولي"

أمضى عنان حياته بالكامل تقريبًا في الأمم المتحدة، وساعده أسلوب الارستقراطي ورصانته وهدوئه وذكائه السياسي على أن يكون الأمين العام السابق للمنظمة الأممية، وتولى المنصب لفترتين حصل خلالها على جائزة نوبل للسلام.

تولى عنان منصبه في فترة عانى منها العالم من مشكلات وأزمات ربما تكون الأسوأ منذ تأسيس المنظمة في عام 1945.

عندما رحل عن الأمم المتحدة كان قد ترك ورائه منظمة عالمية أكثر انخراطًا في محادثات السلام، ومكافحة الفقر، حسب أسوشيتيد برس.

أعرب أنطونيو غويتريش، الأمين العام الحالي للأمم المتحدة، عن بالغ حزنه وأسفه على وفاة عنان، وقال إنه كان مُرشدًا لطريق الخير والمصلحة العامة.

وبعد مغادرته الأمم المتحدة، عاد عنان ليعلب أدوار خاصة بما في ذلك المبعوث الخاص لجامعة الدول العربية في سوريا عام 2012.

ورغم المشاكل الكثير من واجهته، يرى عنان أن الغزو الأمريكي للعراق كانت أسوأ لحظة مرّت عليه، وقال لمجلة التايم الأمريكية "حقيقة عجزي عن ايقافها تزعجني، بذلت مجهودًا كبيرًا، كنت أجري المكالمات الهاتفية، والتحدث إلى القادة حول العالم، مجلس الأمن لم يؤيد واشنطن في حربها".

وتابع: "لذلك قررت واشنطن خوض الحرب بدون المجلس، وأعتقد أننا كنا محقين بشأن هذه الحرب، هل تتخيلون موقف الأمم المتحدة إذا تورطت في حرب العراق، ماذا كان سيحدث لسمعتنا؟".

وقبل مغادرته منصبه، تمكن عنان من التوصل إلى هدنة بين حزب الله الشيعي اللبناني وإسرائيل عام 2006، وتوسط في تسوية لإنهاء النزاع بين الكاميرون ونيجيريا بشأن جزيرة باكاسي.

وصفه ريتشارد هولبروك، السفير الأمريكي السابق لدى الأمم المتحدة، بـ"نجم الروك الدولي في الدبلوماسية".

"أعظم أبناء غانا"

لم تتوقف جهوده بعد مغادرته منصبه في الأمم المتحدة، ففي عام 2007 أسس منظمته في جنيف، وفي العام ذاته ساعد على تحقيق السلام في كينيا، حيث تسبب العنف في الانتخابات بمقتل أكثر من 1000 شخص.

وفي إطار جهوده كموفد خاص للأمم المتحدة والجامعة العربية في سوريا عام 2012، قدم عنان خطة تقوم على 6 نقاط لإنهاء الحرب السورية، ويُنظر إليها باعتبارها أكثر المحاولات الدوليّة جديّة لتسوية الأزمة بطريقة دبلوماسية، ودعت الخطة للالتزام بالتعاون مع المبعوث في عملية سياسية تضم كافة أطياف الأزمة، ووقف إطلاق النار، وضمان وصول المساعدات الانسانية لكل من يحتاجها، والإفراج عن المحتجزين والمعتقلين قسريًا، وضمان حرية الصحافة، واحترام حرية التجمع وحق التظاهر السلمي الذي يكفله القانون.

وواصل عنان جهوده لحل الأزمات الدولية، ففي عام 2017 عملت مؤسسته على التعاون مع حكومة ميانمار (بورما سابقًا) من أجل تحسين أوضاع مواطني إقليم راخين، وإنهاء العنف الطائفي.

وكان عنان أحد الأصوات المُنادية بحل بعض المشاكل من بينها أزمة اللاجئين، ومكافحة الفساد، وزيادة المساحات الخضراء في أفريقيا، وبذل جهودًا كبيرة لمكافحة تجارة المخدرات.

حافظ المسؤول الدبلوماسي السابق على علاقاته القوية بالعديد من المنظمات الدولية، وكان مستشارًا لجامعة غانا، وزميل في جامعة كولومبيا في نيويورك، وأستاذ بكلية لي كوان يو للسياسة العامة في سنغافورة.

وتعليقًا على وفاته، قال الرئيس الغاني نانا أكوفو أدو إن البلاد أصيبت بصدمة كبيرة لرحيله، لاسيما وأنه كان أحد أعظم ابنائها.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان