عُمران خان.. رئيس وزراء باكستان الجديد مُقرب من إيران وأشاد بدور السعودية
كتب - محمد عطايا:
"مندوب قِم في إسلام آباد"، هكذا يرى الأمير خالد بن عبد الله آل سعود، في تصريحات صحفية منذ عدة أشهر لصحيفة "عكاظ"، رئيس الوزراء الباكستاني المنتخب حديثًا، عمران خان.
تصريحات الأمير السعودية، تُعد مؤشرًا خطيرًا يكشف عن اتجاهات المملكة تجاه رئيس وزراء باكستان المعين حديثًا، نتيجة قربه من الجمهورية الإسلامية في إيران.
فوز زعيم "حركة الإنصاف" عمران خان، سوف يجعل الأوضاع هناك في تخبط كبير، فالحليف الأول لإيران، يهدد استثمارات السعودية الدينية والمذهبية والتجارية.
الخبيرة في الشئون الإيرانية والأسيوية، الدكتورة نورهان أحمد، أكدت أن السعودية دائمًا ما تعمل على توطيد الفكر السلفي الوهابي الأقرب إلى فكر الجماعات الاسلامية الراديكالية، لذلك عملت السعودية على إنشاء مدارس دينية في باكستان والإحصائيات غير الرسمية تشير إلى وجود ٢٠ ألف مدرسة دينية وأكثر من مليون متعلم في هذه المدارس.
وأضافت "نورهان" في تصريحات خاصة لـ"مصراوي"، أن المملكة تدعم إسلام آباد اقتصادياً فالدعم المالي المتزايد للاقتصاد الباكستاني كان سببًا في إقامة علاقات موسعة عسكرية واستراتيجية بين السعودية وباكستان.
وقالت الخبيرة في الشئون الإيرانية والأسيوية: "بالطبع فوز عمران خان سبب صدمة للسعوديين إثر خسارة نواز شريف المتهم على خلفية تعم فساد"، مضيفة: "فوز خان سيسبب عدم استقرار في العلاقات بينهما".
عمران خان، أدى اليوم السبت، اليمين الدستورية رئيسًا لوزراء باكستان، أمام الرئيس ممنون حسين في مراسم جرت داخل القصر الرئاسي في إسلام أباد، وفق الإذاعة الباكستانية الرسمية.
وأعلن "عمران خان" في وقت سابق أن السعودية وإيران ستكونان أول وجهتين خارجيتين يزورهما كرئيس للوزراء.
لكن "خان" أظهر ميلًا نحو السعودية، فقد خصها في "خطاب النصر" بالقول إن: "المملكة العربية السعودية هي صديق لنا، ولطالما وقفت إلى جانبنا في الأوقات العصيبة".
وأيضًا، ذكر أن الحكومة المستقبلية لحزبه، ترغب في تعزيز وتطوير العلاقات مع الدول المجاورة، بما في ذلك الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
التقارب الواضح بين خان وإيران، ظهر أيضًا في مباركة القيادي البارز في ميليشيات الحوثي، بفوز حزب حركة الإنصاف بأكبر نسبة من أصوات الباكستانيين في الانتخابات العامة التي أجريت مؤخرًا.
وقال رئيس اللجنة الثورية العليا، محمد علي الحوثي، في تغريدة على "تويتر": "نُبارك للشعب الباكستاني نجاح عرسه الديمقراطي، كما نبارك للدكتور عمران خان بفوز لائحته التي تحمل برنامج كسب ثقة شعبه".
وبحسب نورهان أحمد، "يُعتبر عمران خان من المعارضين لسياسة السعودية فيما يتعلق بحربها على اليمن"، وهو ما يزيد من حجم الفجوة بين البلدين.
كما أكد المحاضر الكبير في معهد السياسات والأمن التابع لجامعة أوتاوا الكندية كامران بخاري، أن "باكستان هي شريك أساسي لدول الخليج وخاصة السعودية، وهناك جالية باكستانية ضخمة في هاتين الدولتين وغيرهما من دول الخليج، لذا تهتم الرياض وأبوظبي بالتغيير السياسي الذي يطرأ عليها".
وتابع في تصريحات صحفية قبل فوز خان بالانتخابات، أنه سيكون من المثير رؤية رد فعل دول الخليج، وتحديداً السعودية والإمارات، إذا تولى السلطة حزب "حركة إنصاف" الرئاسة.
ورغم الاختلافات السياسية، إلا أن احتياج باكستان إلى الدعم المالي يجعلها تتقرب إلى السعودية، أكثر من إيران، حيث أنه وسط تحديات الإصلاح التي وعد بها خان، سيكون عليه مواجهة الأزمة المالية، وهو أمر سيدفعه وفقًا لمحللين إلى طلب عون السعودية التي عرضت إقراض باكستان 4 مليارات دولار تحتاجها بشدة لمعالجة أزمة عملة تمثل أكبر تحدٍ للحكومة الجديدة.
ويبدو أن "عمران" سيواصل اعتماد نهج باكستان في محاولة تحقيق توازن في العلاقة مع كل من السعودية، وإيران، وهو ما أكدته الخبيرة في الشئون الإيرانية والأسيوية، بأن المنتخب حديثًا سيحاول مسك "العصا من المنتصف" لأنه يتطلع إلى علاقات جيدة مع طهران، بيد أن باكستان في الأساس شريك لدول الخليج وخاصة المملكة.
فيديو قد يعجبك: