كاسن يغادر القاهرة.. محطات في حياة السفير البريطاني الذي أحبه مصريون

كتبت- سارة عرفة:

لطالما أثار السفير البريطاني في مصر، جون كاسن، حالة من الجدل على منصات التواصل الاجتماعي بتغريداته وصوره، التي قربته بشكل كبير من المواطن العادي؛ فتراه تارة يوزع التمر في أحد شوارع القاهرة في شهر رمضان، وأخرى يطبخ "فتة" في عيد الأضحى، وثالثة يقف على عربة فول.

فمن هو كاسن الذي سيغادر منصبه أخر الشهر بحسب المركز الصحفي للسفارة البريطانية؟

في 2014، انتقل كاسن من مقر رئاسة الحكومة البريطانية في 10 داونينج ستريت، إلى القاهرة تاركا منصبه وزيرًا للشؤون الخارجية لدى رئاسة الوزراء في الفترة من 2010 إلى 2014، بحسب موقع رئاسة الوزراء البريطانية.

ارتبطت مسيرته المهنية بشكل كبير بالعالم العربي، كما شغل منصب نائب السفير البريطاني في الأردن، وتعلم هناك اللعة العربية. وترأس قسم الشرق الأدنى وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية البريطانية.

في رسالة مصورة في 14 أغسطس 2014، عند توليه أعلى دبلوماسي في سفارة بلاده في القاهرة، أعرب عن سعادته كونه أصبح سفيرا لدى مصر.

قال إنه "حلم بتولي هذا المنصب منذ سنوات حينما كان برفقة ديفيد كاميرون في زيارته إلى مصر في 2011"، مشيرا إلى حرصه على دعم الحكومة المصرية والعمل معها من اجل "الوصول إلى مصر يحلم بها الجميع، مصر مزدهرة وسالمة وآمنة، وديمقراطية لكل أبناءها"، وفق قوله.

شاهد الفيديو... اضغط هنا

انخرط كاسن بشدة في المجتمع المصري، وحرص على مشاركة المصريين احتفالاتهم، وكان يواكب الأحداث عبر شبكات التواصل الاجتماعي.

ذات يوم ظهر كاسن في صورة على حسابه عبر تويتر وهو يتناول "الفول والطعمية مع موظفي السفارة". غرد كاسن وقتها: "عزمت زمايلي في السفارة على الفطار.. وجبنا أحلى عربية فول عندنا". كان كاسن أحضر العربة منطقة السيدة زينب إلى مقر السفارة بجاردن سيتي في القاهرة.

كما اهتم كاسن بكرة القدم، معشوقة الجاهير في مصر. وكثيرا ما غرّد مناصرا نجم المنتخب الوطني وليفربول الإنجليزي، محمد صلاح.

ولا يُذكر كاسن إلا وتُذكر صورته التي لا تُنسى مع لاعب المنتخب الوطني والأهلي سابقا رمضان صبحي، عندما كان يستخرج تأشيرة السفر للاحتراف في نادي ستوك سيتي قبل نحو عامين. وحينها وقف كاسن على الكرة مقلدا تلك اللقطة التي فعلها صبحي في مباراة بين قطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك.

ويبدو جليًا أن أكثر ما ميز جون كاسن عن غيره من السفراء الأوروبيين لدى القاهرة، هو متابعته لنبض الشارع المصري، وأكبر دليل على ذلك تغريدته بشان إعلان الوظائف للسفارة البريطانية، في تلميح غير مباشر على تصريحات المستشار محفوظ صابر، وزير العدل السابق، أن ابن عامل النظافة لن يعمل في القضاء، كتب فيها "نرحب بابن عامل النظافة."

خلق كاسن حالة ربما لم تشهدها البعثات الدبلوماسية الأجنبية في مصر من قبل، ما حدا ببعض السفارات الأخرى إلى السير على خطاه في الاستفادة من المواطن المصري.