كاتب أمريكي يحذر ترامب: لا تبدأ "لعبة إيران" مع تركيا
كتب - محمد الصباغ:
طالب مقال بشبكة بلومبرج الأمريكية، اليوم الخميس، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعدم البدء في "دبلوماسية الرهائن" مع تركيا، وذلك في ظل العقوبات الأمريكية المفروضة مؤخرًا ضد وزيرين من الحكومة في أنقرة بسبب احتجاز قس أمريكي.
وأضاف الكاتب إيلي ليك، الصحفي الأمريكي الذي عمل لسنوات في تغطية مواد الأمن القومي، أن العقوبات المفروضة على تركيا جيدة، لكن مقايضة الداعية التركية المقيم في أمريكا فتح الله جولن بالقس الأمريكي المحتجز لدى تركيا ستكون سابقة سيئة.
واعتبر الكاتب أنه لا يمكن المبالغة في حجم تأثير العقوبات الأمريكية ضد تركيا، حيث تعتبر أول عقوبات ضد دولة شريكة في حلف الناتو.
كما استعرض بعض التحركات الأمريكية التركية، وقال إنه قبل شهر مضى ظهر ضباط أتراك في قاعدة تكساس الأمريكية في احتفال رسمي بعد شراء طائرات (F-35). كما تبدأ الطائرات الأمريكية عمليات من قاعدة أنجرليك التركية ضد أهدافها في سوريا. وفي يوليو، التقى قادة تركيا مع حلفاء آخرين في بروكسل لحضور قمة الناتو.
وبحسب الكاتب، فالآن، باتت الأمور مختلفة لدرجة أن الولايات المتحدة تعامل تركيا كما لو كانت إيران.
هذا التحول الكبير جاء بسبب أندرو برانسون، وهو قس إنجيلي أمريكي ألقي القبض عليه في عام 2016 بتركيا، ويواجه اتهامات بكونه جزء من الانقلاب الفاشل في صيف ذلك العام.
وأشار مقال بلومبرج إلى أن الاتهامات ضد برانسون كانت مبنية على أسباب غير منطقية ومرتبطة بنظرية المؤامرة، فعلى سبيل المثال، أشار المحققون الأتراك إلى أن برانسون ظهر يرتدي الزي الأصفر والأحمر مع كوفية حمراء، وهي الألوان المفضلة لحزب العمال الكردستاني المصنفة إرهابية.
ولفت أيضًا إلى أنه على الرغم من أن حرية برانسون هدف ثمين، إلا أن هناك مخاطرة أكبر في النهج الذي تتبعه الإدارة الأمريكية حتى تحقق ذلك. بالتفاوض حول الإفراج عن برانسون، تحاول الولايات المتحدة إيصال رسالة إلى تركيا مفادها أن سياسة احتجاز الرهائن التي تنتهجها إيران، تعمل بشكل جيد.
لو تم عقد صفقة حول إطلاق سراح القس الأمريكي، فهناك مشكلة أخرى –بحسب المقال. فالقس الأمريكي برانسون ليس الأمريكي الوحيد المحتجز لدى تركيا. فهناك سيركان جولجي، عالم ناسا الذي يحمل الجنسية الأمريكية والتركية والمقبوض عليه أيضًا منذ محاولة انقلاب 2016.
وفي عام 2017، ألقت السلطات التركية القبض على موظفين محليين يعملان بالبعثات الدبلوماسية الأمريكية إلى تركيا. وسأل مقال بلومبرج "هل يسمح ترامب للأمور بالعودة إلى طبيعتها مع تركيا لو تم الإفراج عن برانسون، دون جولجي والمواطنين الأتراك؟"
ومن جانب آخر، يرى الأتراك أن الداعية المقيم في الولايات المتحدة فتح الله جولن، المسئول الأول عن محاولة الانقلاب. ومنذ حصوله على الإقامة الدائمة في الولايات المتحدة عام 2001، بات نقطة توتر في العلاقات الأمريكية التركية. وتطالب أنقرة بترحيله في حين تقول واشنطن إنها لم تحصل على أدلة كافية من أجل تسليمه.
فيديو قد يعجبك: